مرّة أُخرى.. سنتقدم باتجاه التغيير نحو الأفضل لمدينتنا

> عدن اليوم لا تبحث عن ماضيها التليد ولا عن بطولات أو الحديث عن صراعات أو مناطقية أو أخلاق قبلية أو غير ذلك.. عدن بحاجة إلى عمق في الرؤية واستشراف المستقبل.. بحاجة إلى قيادات شابّة لها من المعرفة والثقافة والعلم الذي ينهض بعدن ويفتح أمام الجميع آفاقاً واسعة من النهضة في كل المجالات. فكيف لنا ذلك، ونحن حبيسي أنفسنا في صراعات تتجدد كل يوم ومآزق وعراقيل توضع وتصطنع في مواجهة هذا المستقبل؟ الولادة متعسّرة والإجهاض هو سبيلها.. إنني أنبذ الحزبية بكل أشكالها وأصنافها، فهي ما جعلتنا نخسر كل شيء جميل في حياة آبائنا ونقاوة نفوسهم ومحبتهم، ونفقد من نحب وهم منّا.. تلك المساوئ التي جعلت من تصرفاتنا وسلوكياتنا في تناحر دائم على أمل التشبّث بخيوط النجاة الواهية..

لقد تعلمت من القانون نصّاً وروحاً ما يجعلني رافعاً رأسي مدافعاً عن الحقوق والحريات وكرامة الإنسان.. تعلمت الإنسانية والتعبير عنها، وأن أؤمن بها.

علينا إن أردنا النجاح أن ننسى ترّهات الماضي ونعدو نحو المستقبل عدواً، لأننا متأخرون قروناً.. علينا أن نعي دروس وعبر الماضي البعيد وما حدث في الأمس وما يحدث اليوم.. إن أردنا حقوقاً فعلينا بالمدنية والابتعاد بعدن عن (حزبيين ومتحزبين) وأن نرفع أصواتنا في سبيل تحقيق رؤيتنا كأبناء عدن لصالح البناء والاستقرار ومؤسسات دولة ومجتمع مدني حقيقي.. سياسة أحزاب مقيتة تمارس اليوم على الجميع بعقائدهم المختلفة ومصالحهم.

التغيير يحدث في كل المجالات والسياسات والخطط والبرامج، ولكن كيف ومتى تتم، ومع من؟

لذلك، لي رأيي المستقل، بعيداً عن أي حزبية أو مناهض لعدن أو متخفي تحت غطاء معين لغرض في نفسه.. تمر الأيام ونحن نراوح أماكننا والزمن يعدو سريعاً، وسريعاً جداً.. تتعدى تصور العقل فتنشأ أحلاق وكيانات جديدة وأيضاً (لوبي جديد وطوق جديد أكثر شراسة).

سأؤدي دوري من خلال مهنتي، حراً مستقلاً غير عابث، والتوجه الصائب أن يكون للشباب دور في تأسيس قوة وكيان بعيداً عن أساليب المحاصصة الحزبية التي تعاني منها كبريات الدول، وخاصة تلك التي يحيط بها مفهوم اللوبي وتكويناته، فيطيح بالقرار حتى لا يرى النور.

إن ما أقوله ليس فيه من الاستكانة أو الضعف كما قد يحدّث البعض به نفسه أو يشعر بالزهو في داخله.. ذلك فهم خاطئ، الأرض تتحرك من تحت أقدامنا ولا ندرك مدى هذا التحرك إلاّ عند الوقوع على أرض محددة الأسوار والمعالم، لم نكن طرفاً في تحديد معالمها..

إن التحدّي كبير، وعلينا أن نتواجد حتى نكون قادرين على مجابهته والتعامل معه.. فلكلٍ مصالحه المشروعة وغير المشروعة.. بعضها تفشل وبعضها مؤهّلة للنجاح، وأُخرى تُقدِم على النجاح..

لقد عانينا من تجريف الأرض، واليوم يتم تجريف الإنسان في وجوده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى