مقبرة القطيع بعدن.. انتهاك مستمر لحرمة الموتى

> تقرير/ وئام نجيب:

> "ادعس على جمر ولا تدعس على قبر" عبارة قالتها الطفلة أسماء، ناصحة أقرانها بينما كانوا يسرحون ويمرحون في مقبرة القطيع بمديرية صيرة في العاصمة عدن.
حارس المقبرة: تحولت المقبرة إلى مأوى للحيوانات ومكان لممارسة الرذيلة
حارس المقبرة: تحولت المقبرة إلى مأوى للحيوانات ومكان لممارسة الرذيلة

تشير أسماء، وهي طفلة نازحة من محافظة الحديدة، وتسكن أسرتها في صندقة بأعلى الجبل المطل على المقبرة إلى أن هذه العبارة الموجزة والعميقة المعنى تعلمتها في مدرستها وطبقتها على أرض الواقع، في زمن انتهك فيه الكثيرون من العقلاء حرمة الموتى، بل وحوّلوا المقابر إلى أماكن لتعاطي القات وممارسة القبائح والرذائل، نتيجة لعدم قيام الجهات المعنية في المديرية بدورها في حمايتها وتوفير الإنارة المناسبة لها.
- مواطنون: على الجهات المسئولة توفير حماية للمقبرة
- مواطنون: على الجهات المسئولة توفير حماية للمقبرة

انتهاكات
وأوضح لـ "الأيام" سكان في حي القطيع والمنازل المطلة على المقبرة بأنه تم، أكثر من مرة، ضبط أشخاص وهم يمارسون فيها الرذيلة في أوقات متأخرة من الليل، لعدم توفر الإضاءة فيها، فضلاً عن تحويلها إلى متنفس ومكان للعب خلال النهار من قِبل الأطفال وما يرافق ذلك من عبث وهدم للقبور، وكذا البناء في حرمها من دون أي رقيب أو حسب من الجهات المسؤولة، مطالبين الجميع بضرورة احترام حرمة الموتى وعدم التعرض للمقبرة بأي أذى، كرمي القمامة والمرور فيها والجلوس على الأضرحة، وغيرها من السلوكيات والتصرفات غير الدينية.

كما طالبوا الجهات ذات العلاقة بضرورة زيادة أعداد الحراس وتزويدهم بالسلاح، ورفع الأسوار، واتخاذ كل الإجراءات المناسبة للحيلولة دون انتهاك حرمة الموتى، وكذا من أجل حمايتها من العبث والقاذورات وغير ذلك.

إهمال وتجاوزات
وأشار أمجد جمال، وهو الحارس الوحيد للمقبرة، إلى أنه تقدم بعدة شكاوى لمكتب الأوقاف والإرشاد بخصوص الوضع المزري الذي وصلت إليه المقبرة، طالب عبرها بتكثيف الحراسة وإغلاق المداخل الثلاثة لها، ابتداءً من الساعة التاسعة مساء، وهو ما لم يتم الاستجابة له، لتتحول على إثره إلى بيئة حاضنة للكلاب الضالة والحمير وممارسة الأفعال المشينة من قِبل بعض الأشخاص في فترة المساء، نتيجة لتوقف جميع الكشافات (الإضاءات) عن العمل والتي قامت بتركيبها إحدى المنظمات سوى واحدة منها فقط، ناهيك عن عبور الساكنين بالقرب منها على القبور ورمي القمامة ومخلفات البناء في حرمها.

وأضاف في حديثه لـ "الأيام": "أعمل كحارس تابع للأوقاف والإرشاد، مقابل مبلغ رمزي شهرياً، ويبدأ عملي منذ الصباح الباكر وحتى الحادية عشر قبل منتصف الليل، والمؤسف هنا أن كل الجهات المعنية تتهرب من مسؤوليتها في حماية هذه المقبرة، وكل منهم يرمي بالمسؤولية على الآخر.. ففي الفترة الماضية تم عمل فتحات خاصة بالأبواب وحتى الآن لم يتم تركيبها، وقد شددنا لأكثر من مرة على ضرورة إيجاد حلول جادة والاهتمام بوضع المقبرة، ولكن لم نلقَ منهم أي اهتمام ولو بنسبة 1 %، وكل ما يتم فيها هو من قِبل بعض المنظمات وفاعلي الخير".

وتابع جمال بالقول: "مدير مكتب مدير الأوقاف والإرشاد، عمر الوالي، لم يسمح لي بمقابلة المدير العام للأوقاف بعدن، محمد حسين الوالي، كي أضع عليه الشكاوى وأطلعه على الوضع الذي وصلت إليه مقبرة القطيع، وفي كل مرة يبرر منعه لي بالقول: إنه لا توجد حكومة، كما يطالب مني بأن أترك الأمر ولا أتدخل بذلك".
وأكد جمال بأنه منذ تولى مهمة حراسة المقبرة قبل أربعة أعوام لم يأتِ أي مسؤول، وخاصة من الأوقاف والإرشاد، لتفقد المقبرة والاطلاع على حالها، ولم يحددوا له حتى الآن ما هي طبيعة عمله بالضبط، تاركين الحبل على الغارب في ذلك الأمر، في إهمال واضح وغير مبرر.

تهرُّب
وحاولت "الأيام" الالتقاء بالمدير العام للأوقاف في العاصمة عدن، محمد الوالي، لاستيضاح موقف مكتبه ممّا تتعرض إليه مقبرة القطيع من انتهاكات لحرمة الموتى، ولكن حال مدير مكتبه، عمر الوالي، دون ذلك مع تهربه من تحدد أي موعد للقاء، أو تزويد الصحيفة بالرقم الخاص بالمدير العام، مطالباً "الأيام" بالتوجّه إلى مسؤول المساجد والمقابر في الأوقاف، عبدالله العزعزي، والذي بدوره أفاد بأنه ليس بإمكانه التصريح والإدلاء عن أي معلومات دون توجيه مباشر من المدير العام.

وما بين تهرب الجهات المعنية بحماية المقابر وتخليها عن القيام بواجبها، تعرضت حرمة الموتى للانتهاكات والتجاوزات من قبل بعض الأشخاص ليلاً، وعبث الأطفال اللاهين نهاراً، فضلاً عن تحويلها من قبل بعض المواطنين لمكان لرمي قماماتهم ومخلفات مبانيهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى