للجنوب قيادات مجربة

> منصور الصبيحي

> كثير ممن ظل يراهن، على تشتت وحدة الصف الجنوبي، وعدم قدرة أبنائه على جمع رأيهم ولملمت أوضاعهم. وكثير هو الكلام المحبط، والمثبط للطاقات الثورية الهادرة، والذي استمر يتردد، ومنذ دخول صالح عدن عام 94م وإلى وقت قريب، والذي يشهد بدايات مبشرة، ترتسم فيها ملامح ولادة مشروع الدولة الجنوبية القادمة. ويتجلى ذلك في الاستعداد والتهيئة الكاملة، لالتحام والتحاق كثير من القادة الجنوبين البارزين بمشروعه، ومن أبرز هؤلاء، على سبيل المثال وليس للحصر، اللواء فضل حسن، قائد المنطقة العسكرية الرابعة، والذي راهنت عليه تيارات داخلية وخارجية كما راهنت على غيره، في شق وحدة الصف، من تُعرف بعدائها المطلق لشعب الجنوب، من حيث حقه في الحرية والكرامة، وبناء دولته المنشودة.

وبما أن هذا القائد، بقي يعمل في صمت وبهمة عالية، ومن الوهلة الأولى لغزو الحوثي واستيلائه على معظم الأراضي وصولاً إلى عدن، وما سبق ذلك من خوضه ستة حروب متتالية، ضد الحوثي نفسه في صعدة. هذا ما قد أعطى انطباعاً خاطئاً لأولئك المراهنين، على التشكيك في جنوبية هذا الرجل، وهو مستمر في عطائه وفي الدفاع عن الدين والوطن والعرض. ومستمر للدفع بالمقاومة الجنوبية إلى مسافات أبعد عن نطاق الجنوب، بما يشوش على فهم أولئك. إلى أن بدأت تنضج وتتبلور ملامح جديدة على خلفية الأحداث الأخيرة، وحول ذلك أخذت تتسع مساحة التأييد إعلامياً ودولياً للجنوب، في حقه للعيش بحرية وكرامة، و بناء دولته. إذ يستشعر أولئك، والمحسوبون شكلياً على شرعية هادي، بانحياز هذا القائد تدريجياً، إلى صف شعبه كصف آخر غير الصف المحسوب عليه سابقاً. وهكذا تظهر مقدار ردّات فعل عنيفة تجاهه، من قبلهم بقرارات جزافية، تهدف من ورائها إلى ثنيه عن مواصلة مشواره الدؤوب والذي حصد من خلاله النصر تلو النصر على ساحة الجنوب، وإلى جانب كثير من القادة الشرفاء.

وذلك ما يفسر ويبعث رسالة للجميع مفادها: إنه من المتوقع أن تكشف الأيام كثيراً من المفاجآت، حول التفاف قادة جنوبيين آخرين، ومن العيار الثقيل، حول قضيتهم الجنوبية، وقد يذهب الأمر إلى أكثر من ذلك بما يشد من أزر الجميع، ويقوي عزيمة وإصرار هذا الشعب، على بلوغ الهدف وسيكون بمثابة دليل واضح، على نضوج الفكر الجنوبي وقدرة قادته على المناورة، والتكيف مع الأحداث والمعطيات على الأرض، وبما يعطي انطباعاً إيجابياً للشارع حول تماسك الجبهة الداخلية، ويزيل كثيراً من الغموض والالتباس في المشهد الجنوبي، حول قادة حسبوا يوماً في مصاف آخر، ودحضاً لكل الإشاعات والتحليلات عنهم، والممولة سلفاً، والتي تحاول أن تروج وتصنع الأخبار والإشاعات، عن ولاء هؤلاء الأشخاص لإطار خارج إطارهم الحقيقي الجنوبي، بما يكشف زيف المزاعم والمتمثلة في إن الجنوبيين ممزقون إلى ألف ممزق، وإن تجمعوا تفرقوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى