ردفان.. صعوبات في جميع أركان العملية التعليمية

> تقرير / رائد محمد الغزالي

> تُعاني مدارس ردفان بمحافظة لحج العديد من الصعوبات كغيرها من مدارس عموم البلاد، نقصٌ في المعلمين والمناهج والمدارس والفصول التعليمية.
معوقات أثرت كثيراً على مسار العملية التربوية وعلى مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب والطالبات.

مدرسة الصمود للتعليم الأساسي بمدينة الحبيلين مركز مديرية ردفان تُعد واحدة من المدارس التي نالها نصيب من غياب الاهتمام من قِبل الجهات المعنية، على الرغم من أنها واحدة من أعرق المدارس على مستوى ردفان خاصة، ومحافظة لحج بشكل عام، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1975م، تخرجت منها خلال العقود الماضية الكثير من الكوادر الذين يتبوؤون اليوم مناصب عدة في مجالات متعددة.

حالياً تؤدى العملية التعليمية فيها على فترتين (صباحية) للبنات و(مسائية) للبنين، في الوقت الذي أصبح فيه مبناها متهالكاً وآيلاً للسقوط، نتيجة لعدم حصولها خلال الفترة الماضية على أي أعمال تأهيلية.

مبنى متهالك
عبدربه عبدالله
عبدربه عبدالله
وأكد مدير المدرسة للفترة المسائية (بنين)، عبدربه عبدالله أحمد، أن المدرسة تُعاني وضعاً صعباً في نواحٍ مختلفة، في مقدمتها تهالك المبنى وعدم وجود مقومات للعملية التعليمية من كراسي وأثاث وغيرها.
وقال: "يدرس في هذه المدرسة أكثر من 1200 طالب، لا يجدون الوسائل المريحة ويفترشون الأرض، وما هو متوفر من الكراسي ضئيل جداً، في عدد محدود من الشعب الدراسية، ناهيك عن النقص الكبير في الكتب المدرسية، فضلاً عن افتقار المدرسة لخدمات دورات المياه".

وتابع في حديثه لـ "الأيام": "المدرسة تحتاج إلى بناء جديد أو لإعادة تأهيل وفق الاقتراح الهندسي، ولا بد من إيجاد حلول عاجلة بهذا الخصوص حتى لا يتهاوى مبناها أكثر، فيصبح خطراً على حياة الطلاب".
ووجّه أحمد مناشدة للمنظمات الدولية والجهات المسؤولة، طالبهم خلالها بـ "سرعة تقديم الدعم للمدرسة لتمكين الطلاب من مواصلة تعليمهم دون أي خوف، والحفاظ عليها باعتبارها واحدة من أقدم المدارس في المحافظة بشكل عام".

بحاجة لتدخل عاجل
من جهتها أكدت مديرة المدرسة للفترة الصباحية (بنات) نعمة عبدالله أحمد، أن المدرسة باتت بحاجة لتدخل عاجل لإعادة تأهيل المبنى.
وأشارت في حديثها لـ "الأيام" إلى أن نسبة الصعوبات التي تواجهها تتجاوز 70 بالمائة، أبرزها تهالك المبنى، لافتة في السياق ذاته إلى أن "4 صفوف منها كانت مهجورة فيما مضى، اضطررنا مؤخراً إلى فتحها أمام الطالبات للتخفيف من التزاحم الكبير".

وأوضحت بأنه "في شهر يوليو الماضي زار المدرسة مدير عام المديرية العميد صالح حسين، برفقة مدير فرع الأشغال لمحافظات: عدن، لحج، الضالع م. محسن علوي، ووعد خلالها بأنه سيتم إدراجها ضمن المدارس المستفيدة من الدعم في لهذا العام، غير أنه حتى الآن لم يحدث أي جديد ومازلنا ننتظر هذا التدخل".

تفاعل مجتمعي
وفي خطوة جسدت الشعور المجتمعي الحريص على التعليم، أعلن أحد الشخصيات الاجتماعية في المدينة ورئيس الدائرة التنظيمية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بمركز الصمود بمدينة الحبيلين، محمد زين البيحاني، عن تقديم مبادرة مجتمعية من أجل استقطاب الدعم المالي للمدرسة وتسليمها للإدارة، بهدف توفير ما يمكن من احتياجات، من كراسي وأشياء خدمية أخرى للمدرسة.

وقال محمد زين: "نحن كمجتمع وكأولياء أمور، يجب علينا أن نبادر للقيام بعمل يخدم مصلحتنا ما دمنا نستطيع أن نفعل ذلك، ولا يجب أن نرى أبناءنا وبناتنا فلذات أكبادنا يعانون، ولا ننتظر حتى تتفاقم الصعوبات، لكون التعليم أمرا مهما في حياة الفرد، ونأمل أن تحظى هذه المبادرة بتفاعل من قبل المجتمع والخيرين ورجال المال والأعمال، فمستقبل أبنائنا بين أيدينا، وعلينا أن نشد العزم من أجل تحقيق هذا الطموح".

وقد أعلن عن افتتاح هذه التبرعات بتقديم (50٫000) ريال.

صعوبات متعددة
د. أنيس حسين
د. أنيس حسين
من جهته، تحدث مدير التربية والتعليم بمديرية ردفان، د. أنيس حسين هيثم، عن أبرز الصعوبات التي يعاني منها قطاع التعليم في المديرية بالقول: "واقع التعليم في المديرية يشوبه الكثير من المعوقات والتحديات، وهذه الصعوبات لا تقتصر على مدرسة أو مدرستين فقط، بل هناك العديد من المدارس في المديرية بشقيها الأساسي والثانوي، تُعاني من عدة مشاكل، منها: النمو السكاني الكبير، وحركة النزوح من مديريات ومحافظات أخرى بسبب الحرب أو نتيجة الجفاف".

وأضاف: "يصل عدد الطلاب في المديرية إلى نحو عشرين ألف طالب وطالبة، يدرسون في (51) مدرسة، منها (46) أساسية، و5 مدارس ثانوية، بعضها تعاني وضعاً صعباً كمدرستي الصمود والكبسي، وبرغم هذه الظروف نسعى جاهدين لتحسين العملية التعليمية، وبدأنا، في هذا الصدد، بعقد اجتماع موسع لمدراء المدارس في إطار تدشن العام الدراسي الجديد بالتزامن مع نزول البرنامج المقر من وزارة التربية والمزمن كتقويم للعام الجديد، وناقشنا في الاجتماع الكثير من القضايا، كما وقفنا أمام بعض المعوقات والإشكاليات التي رافقت العمل خلال الأعوام السابقة، وحثينا الجميع على تشمير السواعد والإعداد والتهيئة ومناقشة خطة التكوين الوظيفي في وقت مبكر لنستطيع تلافي النقص، والعمل على المعالجات لانتظام الحصة الدراسية".

وتابع في حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "واستجابة لتوجيهات قيادة السلطة المحلية في المديرية، ممثلة بمدير عام المديرية العميد صالح حسين، وضعنا البدائل والحلول الممكنة للسلبيات السابقة، والتي كان من ضمنها تمكين الإدارات المدرسية مالياًً وادارياً لوضع تصوراتهم وحلولهم التي تخدم العملية التعليمية داخل مدارسهم وتحت رقابة وإشراف من قبلنا في مكتب التربية، وبما يخدم العمل والحفاظ والحرص على تطبيق اللوائح والنظم المتبعة، بعيداً عن اللامبالاة".

وعن الإشكالات الصعوبات التي تواجهها إدارته قال: "الصعوبات التي تؤثر على سير عملنا كثيرة، ولكن أبرزها يتمثل في القوة الوظيفية المتهالكة، إذ إن أغلبها من كبار السن والمتقاعدين، الذين مازال بعضهم يعمل بالتعاون معنا في الميدان، ويشكل خروجهم عجزاً، ولا نستطيع تغطيته في ظل توقف التوظيف منذ عدة سنوات، وهناك مشكلة أخرى نواجهها ونأمل من الجهات ذات العلاقة أن تضعها في الحسبان، وهي عملية نقل المعلمين بتعليمات صريحة من قيادات في الوزارة أو المحافظة، في مدارس تعاني من عجز مسبق، الأمر الذي قد يهدد المدرسة بالإغلاق، ويزيد الطين بله، نتيجة لنقل معلم أو معلمة بطريقة مركزية، كذلك النقص الحاد في توفير الكتاب المدرسي، وهذا ما تعانيه مختلف مدارسنا، ولكن نستبشر خيراً هذا العام، وذلك بحصولنا على نسبة جيدة من الكتاب للمرحلة الأولى والمتمثلة بالصفوف من (1 إلى 4)، ونأمل أن تتوفر بقية الكتب للصفوف الأخرى، ناهيك عن افتقار المدارس لأبسط مقومات العملية التعليمية كالسبورة والوسيلة والطبشور والأجهزة والوسائل المعينة.. ومن خلال "الأيام" نوجّه شكرنا لبعض المنظمات والتي استهدفت بعض مدارسنا ببعض الأنشطة التدريبية أو التدخلات المختلفة الأخرى كمنظمة اليونيسيف ورعاية الطفل، ونطمع بأن توسع نشاطاتها في الترميمات، وأن تشمل عدداً أكبر من المدارس المحتاجة، كما نوجّه الشكر لمدير التربية في المحافظة د. محمد الزعوري، لتذليله بعض الصعوبات وفق الإمكانات المتاحة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى