وطن للإيجار!

>
نصر عبدالله زيد
نصر عبدالله زيد
نحن شعب غريب من نوعه، نطلق الإشاعة ونصدقها، نرى الفساد ولا نحاربه، ونتكلم أكثر مما نعمل، نعظم الأصنام البشرية ونمجدها ونقدسها ونتألم من عذاباتها وتصرفاتها الخاطئة، ونقتل في المهد كوادرنا الشابة والقادرة على الإبداع والتألق والعطاء، ونقتل معها كل آمال المستقبل الواعد لفلذات أكبادنا وأجيال الغد الواعد.

وأروع مثال أستشهد به على صحة ما أقول هو: ما يحدث في شركة اليمنية للطيران أو بتعبير أدق "طيران اليمنية" هذا المنجز الوطني قد تحول من وطنية ناجحة تخدم الوطن والمواطن إلى ملكية خاصة تخدم الفرد والحاشية وشلة "الأثرياء" من تجار ورجال أعمال وأصنام الفساد البشرية.

من المعيب أن تدار هذه المؤسسة الخدماتية لأناس ليسوا جديرين بإدارتها، ولم يعودوا قادرين على تسييرها، فهل انعدمت الكفاءات من كوادرنا الشابة التي تأهلت أكاديمياً ومهنياً في أمريكا وبلدان أوروبا لكي تدير هذه الشركة "طيران اليمنية" وأمثالها من المؤسسات الأخرى؟.

نحن أحوج بأن نكون "وطناً للإيجار" وفتح الباب على مصراعيه لكل الدول المتقدمة تكنولوجياً وصناعياً وسياحياً كي تستثمر خبراتها الطويلة في بلدنا، نحن شعب نريد أن نعيش في أمن واستقرار ونعيش أيضاً حياة كريمة، ومن يستطيع إدارة هذا البلد فأهلاً وسهلاً به، كانت دول الخليج أو أمريكا أو بلدان أوروبا أو أي دولة!.

عندما نقول نحن وطن للإيجار، نعني بذلك فتح المجال للبلدان المتطورة أن تدير شؤوننا لإصلاح الفساد الذي نخر بكل مؤسساتنا وأولها "طيران اليمنية".​ ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى