روضة الأطفال بحوطة لحج.. جهود كبيرة في ظل معوقات متعددة

> تقرير/ هشام عطيري

> المديرة: اقتحام مبنى الروضة أعاقنا عن تنفيذ برامجنا
تعد روضة الفقيدة أفراح شاهر (الشروق) حالياً الروضة الوحيدة الحكومية بمدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج.
ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1976م بمرسوم وزاري، لتكون بذلك أول روضة متخصصة في شؤون الأطفال ممّن تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 6 أعوام، بهدف الإعداد والتأهيل المبكر لهم عبر مناهج متخصصة لرياض الأطفال.
مبنى الروضه
مبنى الروضه

وأُطلق عليها في بدء تأسيسها روضة تُبن، وفي العام 1981م سميت بروضة الفقيدة أفراح شاهر المربية والمعلمة القديرة، وفي العام 1993م تم تغيير اسمها إلى بروضة الشروق للأطفال.
مباني الروضة بسط عليها مواطنون ومتضررون
مباني الروضة بسط عليها مواطنون ومتضررون

تقول مديرة الروضة، أ. راوية عبدالله حسين البان: "إن هناك جهوداً يبذلها الطاقم التعليمي فيها تجاه الأطفال وفق منهج متخصص أغلبه تعليمي؛ نتيجة لافتقارها للألعاب الترفيهية الداخلية والخارجية وعدم وجود مساحات مهيأة للعب الأطفال والذين يبلغ عدد المسجلين منهم هذا العام 140 طفلاً وطفلة مع استمرارية عملية التسجيل من قِبل أولياء الأمور، يقابله طاقم مكون من 17 مربية ومدرسة يتوزعون على خمس شعب دراسية".
مباني الروضة بسط عليها مواطنون ومتضررون
مباني الروضة بسط عليها مواطنون ومتضررون

رسوم رمزية
تعتمد هذه الروضة على رسوم رمزية مدفوعة من أسر الأطفال، والمقدرة بـ 4 آلاف ريال لمرة واحدة فقط مع استثناءات لأبناء الشهداء والنازحين والأسر الفقيرة، بالإضافة إلى مراعاة الخصم على الأطفال الأشقاء لتسيير العمل في الروضة وتوفير احتياجاتها ومتطلباتها.
ووفقاً لمديرة الروضة، فإن الرسوم التي تدفع من أولياء الأمور يتم من خلالها شراء كل احتياجات الروضة من كراسات وأوراق مقوى وتصوير ووجبات خفيفة للأطفال، وكذا ما يلزم من احتياج للروضة لافتقارها ميزانية حكومية من شأنها أن تمكنها من تسيير أعمالها.
بوابة مدخل الروضه
بوابة مدخل الروضه

وتحولت بعض مباني الروضة كغيرها من المرافق التربوية والحكومية منذ ما بعد حرب قوات الحوثي وصالح وتحرير المدينة من قبل المقاومة الجنوبية إلى سكن للعديد من المواطنين ممن دمرت منازلهم، كسكن مؤقت حتى إيجاد الحلول والمعالجات من قِبل السلطات المحلية والحكومية والتعويض المناسب لهم، غير أن غياب المعالجات لهذه المشكلة رغم العديد من المذكرات الصادرة بهذا الخصوص أوجد حالة من الإشكالية لدى إدارة الروضة وأعاقها من تنفيذ برامجها المختلفة.

وسبق لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة وإدارة الروضة أن رفعوا بهذا الشأن العديد من المذكرات لقيادة المحافظة والأجهزة الأمنية فضلاً عن التوجيهات الواضحة من قِبل السلطة المحلية لحل موضوع الساكنين وإخلاء مباني الروضة.

غياب الاهتمام الرسمي
تقول مديرة الروضة في حديثها لـ "الأيام": "إن إدارتها لم تلمس أي اهتمام من قِبل السلطة المحلية كغيرها من الجهات الحكومية الأخرى، بالرغم من معرفتهم بما تعاني منه الروضة بسبب المقتحمين وكذا أصحاب الورش المستغلين لسورها والبناء فوقه لتوسعه ورشهم منذ فترة طويلة".
وتفتقر الروضة الحكومية الوحيدة لمظلة على مساحة الألعاب فيها لتقي الأطفال من أشعة الشمس الحارقة أثناء ممارستهم اللعب فيها، فضلاً عن احتياج باقي مبانيها لتوزيع الأطفال وإقامة الأنشطة.

وتؤكد أميرة عوض أن الروضة باتت بأمس الحاجة لمبانيها التي حولت لمساكن للمقتحمين إضافة إلى توفير ألعاب للأطفال كون الألعاب المتوفرة قديمة وأغلبها محطمة، وكذلك حاجتها إلى وسائل تعليمية.

وتضيف: "نحتاج أيضاً إلى ثلاجة إضافية، حيث إن لدينا ثلاجة وحيدة لا تفي بالغرض نتيجة لكثرة عدد الأطفال، وهو ما يضطرنا إلى استخدام براد (ترمس) كبير وشراء ثلج يومياً، كما إننا بحاجة إلى صيانة للكهرباء؛ فأغلب المراوح معطلة، إضافة إلى توفير وجبات خفيفة مثل البسكويت والعصائر وغيرها، وإسعافات أولية، فما تم استلامه في 2016م قد انتهت صلاحيته، وكذا مواد تنظيف كون الروضة مستبعدة من قِبل مكتب التربية ولم يوزع لها كباقي المدارس".

كما طالبت مديرة الروضة بضرورة توفير منظومة طاقة شمسية بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وارتفاع حرارة الجو، وإذاعة داخلية، وأثاث خاص برياض الأطفال؛ لتكسر أغلبها، بالإضافة إلى احتياجات هامة أخرى مثل كمبيوتر وآلة تصوير".

"وضع لا يُسر"
من جهته، أشار مدير عام إدارة التربية والتعليم بمديرية الحوطة، عبدالله شمل، إلى أن وضع الروضة الوحيدة في المديرية لا يسر إدارة التربية والأهالي على حد سواء، نتيجة لِما تعاني منه كالمقتحمين لها وغياب السُور والمظلة التي من شأنها أن تحمي الأطفال من أشعة الشمس وكذا النقص في الألعاب".
مذكرة مديرة الروضة حول الاقتحام
مذكرة مديرة الروضة حول الاقتحام

وتابع تصريحه لـ "الأيام" بالقول: "الروضة بحاجة إلى تدخل عاجل من المنظمات المعنية والمجلس المحلي للمحافظة؛ لانتشالها من وضعها السيئ مع ضرورة ترميمها".
مذكرة مكتب التربية تشير إلى الاعتداء والبسط على الروضة
مذكرة مكتب التربية تشير إلى الاعتداء والبسط على الروضة

وحول المقتحمين، قال مدير التربية بالمديرية: "بالنسبة إلى قضية المقتحمين توجد لدينا توجيهات من المحافظ لإخراجهم وتابعنا ذلك عدة مرات الجهات الأمنية وتوجد لدينا وثائق من المحافظ ومدير عام أمن المحافظة ومدير مكتب التربية بالمحافظة لكن هناك بطئاً في التنفيذ". وأضاف: "لا يوجد لدينا في المكتب شيء ملموس نقدمه للروضة عدا الدعم المعنوي للإدارة والمعلمات من خلال نزولاتنا المستمرة إليها وتشجيعهم وحثهم على العمل والاجتهاد بالرغم من الظروف الصعبة، ونحن في إدارة التربية نشكر الطاقم التدريسي على الاستجابة والدور الذي يقوم به في استقبال الأطفال وتعليهم وتدربيهم في تلك الظروف القاهرة"، وتابع: "حاولنا فيما مضى الحصول على بعض الألعاب لكن للأسف لم نجد المكان المناسب لنقلهم للروضة، وبهذا نطالب كل الجهات ذات الاختصاص بضرورة دعم الروضة ومساعدتنا في إخراج المقتحمين، وعبر "الأيام" نناشد كل المنظمات في المجتمع المدني بلفتة كريمة لهذه الروضة، والتي تُعد الوحيدة في المديرية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى