إخوان اليمن.. بين خمر الاشتراكيين وخمر الأردوجانيين!!

> صالح علي الدويل

> بادئ ذي بدء نقول إن الخمر محرم بنص قرآني صريح غير قابل للتأويل، وملعونون فيه عدة أصناف بنص الحديث الشريف.. لكن!.. كان إخوانج اليمن قبل الوحدة وأيضا في مرحلة الإعداد لحرب 1994م يتخذون من مصنع "صيرة" للخمور في عدن حجة يثبتون بها مروق نظام الجنوب من الدين وتكفير الجنوبيين الذين لا ينهون ولا ينتهون عن منكر، وازدادت المتاجرة والتحريض به ضد الجنوب في مرحلة إعداد صنعاء لحربها ضد الجنوب واجتياحه..

كان ذلك المصنع منبوذا من الحاضنة المجتمعية في الجنوب، إلا من رواد الصنف وهم موجودون في بلاد المسلمين، وكان الإسلام الإخونجي يعلم أن معظم إنتاج ذلك المصنع يذهب إليهم بالتهريب لكنهم يبكون على قاعدة "هذا البكاء ليس على هذا الميت".

بعد الحرب تمت إخونة ويمننة مصنع صيرة للبيرة، فاستولى عليه تاجر يمني، ولأنه تقي نقي لا يحب أن تشيع الفاحشة فقد نقل معداته من البر إلى سفينة في عرض البحر!! ويرسل إنتاجه تهريبا، وهو من التهريبات المحمية وكلها من المحرمات، وأصبح ذلك المصنع بحفظ الله لا يشكل ضررا لا على دين ولا على مجتمع، ولم نسمع إخونجيا واحدا قال يا عباد الله إن هذا فساد!! وكان الظن أن السلطان الجائر ألجمهم كما يتهربون أحيانا.. لكن!! إخونج اليمن يلمعون ويمجدون السلطان المزعوم الخاقان ابن الخاقان الأعظم السلطان الإخونجي "اردوجان خان"، وأنه ممن ائتمنهم الله على دينه وعلى حفظ أخلاق أمته حتى إن أحدهم يغرد أن العرب أضاعوا الإسلام وتولوا عنه، وأنه آن الوقت ليحق فيهم قوله تعالى "وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم".. طبعا سبب التغريدة أن العرب أفشلوا مشروع الإخوان وهم يجعلون من أنفسهم والإسلام شيئا واحدا وأن المؤهل لاستبدال العرب -الذين لم يقبلوا إسلاموية الإخوانج- سلطنة أردوجان الإخوانية!

ما الفرق بين جمهورية عبدالفتاح إسماعيل الاشتراكية الذي في زمنه تأسس مصنع صيرة للبيرة وبين سلطنة أردوجان الإخوانجية في مجال الخمور؟ لماذا كفر الإخونج نظام "فتاح" لأنه أسس مصنع خمر لإشاعة الفاحشة وتحدى أوامر الله بتحريم الخمر وأسلموا وسكتوا عن خمر نظام أردوجان؟

من حيث الإنتاج لا يساوي إنتاج صيرة قطرة في ما تنتجه سلطنة أردوجان، فهذا "زبيكجي" وزير اقتصاد أردوجان وذراعه الاقتصادية يؤكد على ضرورة إنتاج الكحوليات محلية الصنع، وأضاف أن الكحوليات منتج له تجارة واقتصاد... يكفي في التصريح لفظة "منتج". وفي استجواب لوزير المواد الغذائية والزراعة والثروة الحيوانية "عمر فتحي جورار" قال إن عام 2018م شهد بيع أكثر من (83) مليون لتر من الخمور في تركيا، وإن الدعم الحكومي -منتج مدعوم- أوصل تركيا للمرتبة (35) عالميا والمرتبة الأولى على مستوى الإعلام الإسلامي!!

برافو سلطنة أردوجان الإسلامية الإخونجية التي يؤكد الإخوان أن الله سيستخلفها ويأتمنها على دينه..

لم يقل وزير اقتصادهم إننا وجدنا الخمر ممن سبقونا ولا نستطيع منعه، بل قال إنه "منتج" فهو يضاهي صناعة الطائرات أو السفن أو أي صناعات منتجة يرتكز عليها الاقتصاد، يعني المسألة تجارة أما الدين فحرية فردية... لكن كيف قبلها الإخوان من تجربة أردوجان الإخونجية وكفروها في تجربة عبد الفتاح الاشتراكية؟!!.. أو على قول عوض المكلاوي عندما كسر متشددو الإخوان نصب الجندي المجهول بعد حرب 1994م بحجة أنه صنم: اعملوا له دقن وبا يسلم"!!.. وصدق عبد الناصر عندما قال عنهم إنهم "كلاب سلطة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى