موسم الأمطار بالمضاربة ورأس العارة.. انتعاش زراعي وسياحي وحصد للأرواح غرقاً

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

>  تمتاز العديد من مناطق مديرية المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج بالعديد من الأماكن السياحية الجميلة التي تجعلها في مثل هذه الأيام الموسمية قبلة للكثير من المواطنين، نتيجة لاكتساء الأرض فيها حلة الاخضرار الزاهية مع تساقط مياه الأمطار بشكل متكرر على خلاف بقية أيام العام.
وعلى الرغم من عدم وجود تنظيم أو إدارة للعديد من أماكن الجذب السياحي في غالبية مناطق الصبيحة تجد مناطق ومرتفعات كثيرة معينة وجهة للكثير من المواطنين خصوصاً أماكن في ملبية ودي حفود واللوص التي تنتشر فيها الأنهار والبرك المائية.

أماكن سياحية
لا توجد إحصائية رسمية دقيقة عن عدد الأماكن السياحية، لعدم وجود إدارة حقيقية مطلقاً في هذه المديرية، والتي تعد من أحد أكبر مديريات المحافظة.
وتمتلك المضاربة ورأس العارة الشريط الساحلي الوحيد في لحج، ناهيك عن المناطق الجبلية التي تمثل البعد الزراعي الجمالي الآخر للمديرية، غير أن انعدام الكثير من الخدمات في هذه المناطق الجبلية ووعورة الطرق فيها ساهم في مضاعفة المصاعب التي يواجها السكان المحليون.

وحتى الآن لا يوجد في المديرية سوى الطريق العام والذي توقف العمل فيه قبل عقد من الزمن في عاصمة المديرية وتحديداً في بلدة الشط، قبل أن يتعرض جزء منه للجرف من قِبل السيول والأمطار وتحويله إلى أرض ترابية مليئة بالحجارة، فيما تعرضت الطرقات الفرعية في بعض المرتفعات للكثير من الأضرار خصوصاً طريق "ذي تارة"، والتي بات المارة وسائقو المركبات يعانون فيها كثيراً بسبب التعرجات وضعف دقة التنفيذ فيها.

انعدام الطرقات
وأوضح مواطنون في أحاديث لـ "الأيام" أن هذه الطريق تعرضت للخراب بعد أسابيع قليلة من تنفيذها، مؤكدين أن "الفساد وغياب الرقابة الحقيقية عند التنفيذ هو من ساهم في انهيار ردميات هذه الطريق بشكل سريع في بجانب منطقتي: اللوص، وملبية، اللتان تعدان من المناطق الأشهر التي تسيل منها الأودية الشهيرة كسوق الحيمة".

وهذا السوق نما خلال الأربعة الأعوام الأخيرة بفعل توافد نازحو الوازعية للمنطقة، وتوجد به حالياً بعض الخدمات وإن كانت ليست على المستوى المطلوب لكنها تشكل رافداً لتجديد النشاط في المنطقة، واعتماد الكثير من السكان والزوار عليه في أخذ الكثير من المتطلبات والاحتياجات الضرورية خلال رحلاتهم للجبال والمناظر السياحية في المنطقة.

يوضح سالم الصبيحي أن ضعف الخدمات المقدمة في المناطق الجبلية جعل من الزيارة للمنطقة مقتصرة على سكان مناطق الصبيحة والذين يتمكنون من أخذ أغراض رحالهم السياحية والتي من شأنها أن تمكنهم من قضاء يوماً كاملاً في تلك الأماكن من الصباح وحتى المساء".

الموت غرقا
تنتشر في مناطق: حرحر، اللوص، ودي حفود، الكثير من البِرك المائية التي تصبح في مثل هذه الأيام محط أنظار ومهوى الكثير من الزوار للترفيه عن أنفسهم وممارسة السباحة فيها، غير أنه دائماً ما تتحول هذه الرحلات إلى أحزان بوفاة البعض غرقاً؛ للافتقار لمهارة السباحة ناهيك عن جهل مخاطر عمق الكثير من البِرك المائية التي حصدت أرواح الكثيرين خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يستدعي وعياً من الزوار بتلك المخاطر ومراقبة حقيقية من الأهالي على أبنائهم للحد من تهورهم في السباحة في البِرك العميقة حفاظاً على حياتهم.

وفي هذا السياق، يقول المواطن سعيد عبد الإله: "يمثل موسم الأمطار في المنطقة بشرى للكثير من السكان والمزارعين؛ حيث ترتوي الأرض بعد طول جفاف ويزداد على إثرها آمال السكان حيث تقل الهجرة للمدينة نتيجة لذلك، ولكن في المقابل يصاحب هذه النعمة العديد من المنغصات التي يُعاني منها الناس في هذه المناطق كالاتجاه إلى ممارسة السباحة في البِرك والتي تزداد خلال هذا الموسم وما ينتج عنها من مخاطر تصل إلى الموت نتيجة لضعف ممارستها من قِبل الكثير من الشباب، والتي تعرض بعضهم للغرق، متمنياً أن يحرص السكان على الاستغلال الأمثل لهذا الموسم بعيداً عن أي منغصات أو ما يكدر أجواءهم الجميلة.

موسم زراعي
بعد موجة الجراد التي ضربت غالبية مناطق الصبيحة خلال الفترة القليلة الماضية ونزول الغيث عادت الحياة مجدداً للحياة الزراعية، كما انتعشت الذرة بمختلف أشكالها، وعاد الأمل بعد أن ضرب اليائس قلوب الكثير من المزارعين بسبب أسراب الجراد التي مكثت في المنطقة لأيام عدة.
واعتاد الكثيرون من سكان ومزارعي الصبيحة على زراعة مختلف أنواع الحبوب، ولكن في فترات مختلفة بحسب ما توارثه المزارعون من طقوس وعادات وموروثات المنطقة، كما تزرع وتصدر بطريقة متفاوتة من منطقة لأخرى شجرة الليمون الحامض والحبحب والشمام والمانجو والبصل ومختلف البقوليات.

وأبرز ما يشكو منه المزارعون هو الجفاف الذي يضرب بعض المناطق في فترات متفاوتة ناهيك عن الغلاء المتصاعد في أسعار المشتقات النفطية.
ويشير المزارع أحمد ناصر إلى أن المنطقة تربتها صالحة لزراعة كثير من الأنواع الزراعية، غير أن أكبر معضلة تواجهها تتمثل في انعدام الدعم خصوصاً أن معظم المزارعين فقراء، فضلاً عن غياب السدود والحواجز المائية والتي من شأنها أن تحفظ المياه خلال موسم الأمطار، واستغلالها بشكل أمثل والاستفادة منها خلال انقطاع موسم الأمطار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى