عدن.. عشوائية في عمل الحافلات وتضارب في قانونية تحصيل بعض السندات «وبلطجيتها» !

> تقرير/ وئام نجيب

> تشهد عموم مديريات العاصمة عدن حالة من الفوضى والعشوائية في حركة تنقلات المركبات (الدباب والتاكسي) بعد تعطل عمل الفرز (المحطات) الخاصة بنقل الركاب، في اطار المديرية أو فيما بين المديريات الثمان.
وتزايدت هذه العشوائية بعد الحرب التي شهدتها عدن عام 2015م، بشكل كبير جداً، الأمر الذي خلق حالة من الازدحام، فضلاً المظهر غير الحضاري للمدينة، وكذا التسبب بتزايد الحوادث المرورية.

وفي الوقت الذي استغرب فيه العديد من السائقين والمواطنين من تخلي الجهات ذات العلاقة من القيام بواجبها بضبط العمل في الفرز وحركة السير بشكل عام، تعذر المعنيون بأسباب كثيرة منها الوضع العام وتسلح بعض السائقين وغيرها.

غياب النظام والقانون
وقال مندوب فرزتي (البيجوت، والميدان) في مديرية صيرة، عمر محمد مُعلقاً عن مشكلة عشوائية المركبات وتعطل عمل الفرز (المحطات): "حالياً لم يتم إلزام السائقين بالوقوف في موقع محدد، وأصبح الركاب هم من يتحكمون بالسائقين، ولهذا السبب تم إيقاف عمل الفرز على الرغم من أنها مؤهلة وصالحة للعمل".
وأعاد محمد توقف عمل فيها إلى عدم وجود نظام وقانون يحكم المركبات (الباصات) كما كان سائر في الفترة الماضية. 

وأكد في حديثه لـ«الأيام» أن استمرار ركوب الأشخاص من الطريق العام يشكل خطورة كبيرة عليهم كزيادة اعمال الاختطاف لاسيما في الوضع الراهن الذي تعيشه البلد، في حين سيوفر الالتزام باستخدام الفرز الكثير للجميع منها التخفيف من عملية الازدحام في الطرقات الحيوية والرئيسية.
وأضاف: "سبق أن اقترحنا استئناف عمل الفرز في المديرية، وقد التقى بهذا الشأن كلاً من مدير النقل الخاص بصيرة ومدير النقل في خور مكسر بالمختصين بالنقل في السلطة المحلية في المحافظة، ووعدوا بدورهم بإيجاد حلول ولكن للأسف حتى اليوم لم نشهد أي شيء، كما أنه تم تجهيز فرزة "السايلة" الشعبي منذ فترة تمهيداً لنقل الفرزة إليها ولا نعرف أيضاً لماذا لم يُطبق، ولا نعلم من هي السلطة الأعلى في البلد بعد هروب وزير النقل، ومن  يدّعي بأنه مسئول عن النقل وتنظيمه فذلك ادعاء كاذب".

«بلطجة»
وعن عمله في الفرزة قال: "على الرغم من العمل البسيط لدينا فيها إلا أننا نتّبع نظام وإجراء محدد مع ضبط غير المرقمة وإيقافها ونتواصل مع الإدارة العامة للمرور بالخصوص، وأما عن الحملات ضبط المركبات غير المرقمة فذلك مجرد حملات في مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ولم تنفذ بشكل جدي على الأرض بسبب الواسطة والمحسوبية".

ووفقا لمندوب فرزتي (البيجوت والميدان) في المديرية فإن أي سائق يدفع مائة ريال كقيمة السند "الكوشن" للمندوبين التابعين للنقل والمواصلات، مؤكداً في السياق بأن
السند الذي يتم قطعه للسائقين من قِبل أفراد تابعين للمجلس المحلي في المديرية بجانب مجمع عدن مول وفي خارج اطار الفرز في مختلف مديريات عدن يعد إجراء غير قانوني و"بلطجة".

انفلات الأمن
من جهته أعاد مدير مكتب النقل في صيرة محمد موسى، توقف عمل الفرز بشكل أساسي إلى انفلات الوضع الأمني في البلد، وتقيّد مكاتب النقل في المديريات بالمحافظة الفارغة من الموظفين وعلى رأسهم المحافظ والوكلاء.
وأضاف في تصريحه لـ«الأيام» كان العمل في  محاطات النقل في عدن قبل الأحداث الأخيرة تعمل بنسبة 50%، وحالياً يعود الضعف في هذا المجال إلى عدم قيام رجال المرور بواجبهم فيها من خلال ضبط عشوائية التحميل من قبل بعض السائقين من خارج حرمها".
شارع رئيسي في المنصورة
شارع رئيسي في المنصورة

وتابع قائلاً: "الخطوط  من مهام الإدارة العامة للمرور أما نحن في مكتب النقل فعملنا التنظيم داخل الفرز، ولهذا نحن على أتم الاستعداد أن نعطي توجيه يقتضي بدخول جميع الباصات إليها وسيكون هناك تجاوب، ولكن هذا الأمر يتطلب وجود رجل مرور أمام كل فرزة لمنع العشوائية وليتيقن المواطنين بأنهم لن يجدوا أي باص سوى في هذه الأماكن الخاصة بالمواصلات، وقد عقدنا بهذا الشأن
عدة اجتماعات في المحافظة والسلطة المحلية في المديرية وطالبنا خلالها بضرورة تعاون رجال المرور معنا بإعادة العمل فيها ولكن لم نجد أي تجاوب، ولأكثر من مرة رفعنا خطة عمل ونأمل من الإدارة العامة للمرور في عدن بالتعاون مع مكتب النقل لإعادة الباصات لموقعها كما كان في السابق، مع توفير رجل مرور في كل فرزة لضبط المخالفين للعمل، خصوصاً وأن فرزة "السايلة" جاهزة ومؤهلة وقد تم تفعيلها وعملها في شهر رمضان الماضي من خلال تكاتف رجال المرور وقيام حملات توعوية، ولكن بعد ذلك انتهى العمل وغادر رجال المرور دون عودة، أما بالنسبة للسند (الكوشن) الذي يتم قطعه من قِبل أفراد بجانب مجمع عدن مول فيتبعون لفرزة السايلة الشعبي، وهو إجراء رسمي وقانوني".

وقال موسى: "حالياً هناك من يعبث بهذه الفرز ويستغلها لعمل بسطات لبيع السمك وحياكة الأحذية ولكن هذه العوائق من الممكن ازالتها في أقل من يوم، من خلال توجيه قسم العوائق، ولكن ما الفائدة بهذا الاجراء دون اجبار الباصات على الدخول إليها لتفعيلها بشكل صحيح، وهذا لن يتم إلا إذا فُعّل دور رجال المرور وقيامه بحملات مكثفة والتي لن تتجاوز الأسبوع الواحد".
فرزة السايلة الشعبية كما تبدو خالية من الحافلات
فرزة السايلة الشعبية كما تبدو خالية من الحافلات

انعدام التجاوب
وأكد في سياق تصريحه لـ«الأيام» أن مدير الإدارة العامة للمرور لديه عدة محاضر بخصوص تفعيل الفرز ولكن ليس هناك أي عمل أو تجاوب، وأضاف موضحاً: "فمثلاً في السابق اعطى محافظ عدن توجيهات لإدارة المرور بذلك ولكنه تحجج بأن يتم اولاً رفع العوائق من الفرز وهو ما تم من خلال حملة استغرقت 48 ساعة، جهزنا عبرها أكثر من فرزة مثل: جولة الفل، زكو، وكنا نتمنى من مدير المرور في المقابل أن  يوجه رجال المرور لمنع وقوف سيارات الأجرة (التاكسي) التي اتخذت بجانب جولة زكو موقفاً لها، ولكن هذا لم يتم".

  وبحسب مدير مكتب النقل في صيرة محمد موسى فإن عدد الفرز في المديرية ست، المُفعل منها بشكل نسبي فرزتي الميدان (البيجوت)، والخساف، مضيفاً: " فرزة العيدروس هي الأخرى مفعلة ولكن ليس في نفس موقعها نتيجة لأخذ مركز الخليج مول موقعها في اختراق واضح للقانون في ظل صمت الجهات المعنية".

اتكالية
من جهته أوضح رئيس النقابة العامة للنقل والمواصلات بالعاصمة عدن، صالح العلواني، أن مشكلة العشوائية تتحمل مسؤوليتها الإدارة العامة للمرور والمجالس المحلية في المديريات والنقابة، لاتكال كل منها على الأخرى في تنظيم حركة المركبات (الباصات)، مضيفاً: " ولم أعفِ اللجان النقابية التابعة إلينا من الخطأ على الرغم من أن البعض منهم  يريد يعمل شيئاً بهذا الخصوص ولكن لم يجدوا من يساعدهم بسبب صمت الدولة ووقوف جميع الجهات موقف المتفرج تجاه هذه الاشكالية".

وأعاد العلاوني جزء من هذه المشكلة في تصريحه لـ«الأيام» إلى زيادة استيراد السيارات إلى المدينة والتي يصل عددها كل ثلاثة أشهر ما بين الفين إلى 3 آلاف مركبة (الدباب) الأمر الذي أدى إلى تزايد أعدادها بشكل كبير في المدينة في ظل غياب النظام والضبط من قِبل رجال المرور.
فرزة المعلا بكريتر
فرزة المعلا بكريتر

العمل خارج القانون
وأكد أن النقابة العامة تتابع استمرار مع المجالس المحلية ووزارة النقل، غير أن المشكلة التي تواجهها إدارته بهذا الشأن تتمثل بأن "المجالس المحلية تريد عمل أشياء خارج اطار النظام والقانون، لا فتاً إلى أن قيمة "الكوشن" مقدرة من قِبل الدولة بـ 50 ريال لكل رحلة بينما تأخذ المجالس المحلية 150 أو مائتين ريال".
وأوضح رئيس النقابة العامة للنقل والمواصلات بالعاصمة عدن بأن هذه المشكلة
تُحتم على ضرورة تنظيم العملية وتوزيع المركبات (الباصات) في كل الفرز وإعطائها حقها، مع ضرورة تفاعل مكاتب النقل في المديريات مع هذه القضية، وكذا تكاتف الجميع لا يجاد حلول صحيحة تجاهها".

"الوضع لا يسمح بضبط المخالفين"
بدورها أوضحت مدير عام مكتب النقل في العاصمة عدن، ماجدة عوض، بأن عمل الفرز لم يتوقف بشكل كامل في المدينة، وليس كما كانت في السابق؛ نتيجة للوضع العام الذي تشهده البلاد وفي مقدمته عدم وجود الأمن لحماية المركبات في المحطات".
وأكدت في تصريحها لـ«الأيام» بأن هذه الحالة القائمة لا تسمح بضبط السائقين المخالفين وإلزامهم بالدخول للفرز خصوصاً أن العديد منهم مسلحين وهو ما يفتقر إليه رجال المرور، واستدركت بالقول: "وليتمكن المرور من أداء مهامهم يتطلب الأمر وجود رجل أمن بجانبهم وكل منهم يطالبونا بأتعابهم، وفي المقابل ليس لدينا اعتماد مالي".

 وأوضحت أن: "النقابة العامة للمواصلات تأخذ رسوم على الباصات المشتركين في عضوية النقابة، بواسطة مكاتب نقل المتواجدة في عموم المديريات لتحصيل رسوم السلطة المحلية من داخل المحطات، على الرغم من أن اعتماداتهم بسيطة جداً، والتي انخفضت بعد عام 2015م إلى الربع".
ولفتت في السياق إلى أن: " السند "الكوشن" الذي يتم تحصيله من قِبل المجالس المحلية في المديريات كان سعر الرسمي 50 ريال، قبل أن يتم رفعه لمائة ريال، وهو عبارة عن اجتهادات؛ ليتم استخراج اتعاب المحصلين ومدير المكتب وحال استعان برجال المرور". 
فرزة الشيخ عثمان بكريتر الميدان
فرزة الشيخ عثمان بكريتر الميدان

وفيما يتعلق بإعادة العمل في الفرز قالت عوض: "رفعنا عدة مذاكرات لكل من المحافظة، والأمن، ومدراء عموم المديريات وإدارة المرور، بهدف إعادة تشغيلها لضبط المركبات وإلزام السائقين بالدخول إليها، وقد قمنا فيما مضى بمعية النقابة العامة للنقل والمواصلات بإطلاق تحذيرات تقضي بمنع طلوع الباصات التي تُحمل  من خارج الفرز ولكن لم تنفذ، ومنذ عام نزلت لمديرية صيرة بمعية مدير مكتب النقل في المديرية ومدير عام المديرية ووكيل المحافظة في قطاع النقل، وعملنا على تنظيم الفرز فيها وتم إدخال جميع الباصات إليها، واستقر الوضع لمدة أسبوع فقط، وسرعان ما عاود الفوضى إلى عهدها السابق".

وأكدت في سياق تصريحها لـ«الأيام» بأنه يصعب على إدارتها في الوقت الحاضر إلزام السائقين بالدخول إلى المحطات الخاصة للنقل، إذا لم تتضافر الجهود من قبل رجال الأمن والمرور، ومدراء المديريات، النقابة العامة للنقل والمواصلات وقيادة المحافظة.

فرز عشوائية
ووفقاً لمديرية مدير عام مكتب النقل في العاصمة عدن، ماجدة عوض فإن عدد الفرز الرسمية المنتشرة في عموم العاصمة عدن تتوزع كالآتي: فرزة واحدة في خور مكسر وهي أكثر فرزة يتواجد فيها رجال مرور، مع استمرار العمل من  خارجها، وثلاث في التواهي، و28 فرزة في مديرية الشيخ عثمان وأخرى غير رسمية كاستحداث وفرزة في القاهرة وتخصيصها للطلاب الجامعيين وهو ما اعاق حركة السير، وست في مديرية صيرة، فيما تغيب الفرز الرسمية في مديريتي المنصورة والمعلا وجميع المتواجدة في الأخيرة عشوائية.

وأكدت لـ«الأيام» بأنه متى تم تنظيم هذه الأمور ومنها ترقيم السيارات غير المرقمة  وحُدد خط سيره وتحرك من الفرز، سيتم ضبط أي حالة اختلال حال حدوثه.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى