نبيل النجار..عندما يموت المظلوم قهراً

> عدن «الأيام» خاص

>
لا تزال قضية وفاة نبيل عبدالله النجار، وهو مدير المنشآت والخدمات السابق في البنك المركزي اليمني عدن، محل جدل كبير بين موظفي البنك المركزي، والذي أصبح معروفاً بالـ "مقتول قهراً".

وقال محمد، الابن الأكبر للمرحوم، لـ«الأيام»: "تُوفي والدي بعد أن اتهموه زوراً وبهتاناً.. مات مقهوراً بعد أن طعنوه في نزاهته، ولا نريد إلا أن يتم التحقيق في قضيته وإبراؤه من التهم التي ألصقوها به".

وأوضح محمد، ابن مدير المنشآت والخدمات السابق في البنك المركزي اليمني المرحوم نبيل عبدالله محمد مرشد النجار: "لقد تم إلصاق العديد من التهم له من قِبل قيادات في البنك من ضمنها قضية نقص في المخصص بمادة الديزل، وهي القضية التي لم يتم التحقيق فيها منذ اتهامه بها في فبراير 2019 حتى وافاه الأجل بتاريخ 19 من الشهر الماضي".


ووفقاً لـ "محمد"، فإن قصة مادة الديزل ظهرت في شهر فبراير الماضي، حين انكشفت عملية التلاعب في الحصة من قِبل أحد الحراسة الموظفين لدى والده واسمه (ص)، والموكل في تفريغ مادة الديزل التي يشتريها البنك لمولدات الكهرباء.

وتابع بالقول: "عندما كان يقوم مورد الديزل بتوصيل 4 آلاف لتر من هذه المادة إلى البنك أسبوعياً كان والدي يقوم بإعطاء المفاتيح لموظف الحراسة للإشراف على تفريغ الديزل، هو ما جعل هذا الموظف (ص) يستغل ثقة الوالد، بالتعامل مع المورد وذلك بطلب منه أن يبقي له ما بين 700 إلى 1500 لتر، ومع مرور الأيام جاء أحد مهندسي المولدات واسمه (أ) وأخبر والدي بالأمر، كما أوضح له بأن هناك أخباراً منتشرة عن وجود نقصان في الديزل ويتهمونه بسرقتها، وما كان من والدي حينها إلا اصطحاب هذا المهندس والذهاب إلى صاحب الوايت (البوزة) المورد للديزل، وتم اللقاء به وطرح عليه الموضوع، وبالفعل اعترف بعملية التلاعب مع الحارس قائلاً لوالدي: حينما كنت آتي بالديزل كان يطلب مني (ص) أن أبقي له كذا كذا".

وأضاف محمد لـ«الأيام» قائلاً: "بعد اعترافه هذا وقد طلب منه والدي أن يكون جاهزاً للتحقيق في أي وقت، حينها طالب المهندس (أ) من والدي أن يعترف بأن المادة سرقها (ص)، وهو ما قابله بالرفض قائلاً له: لا أريد أن أقطع رزق هذا الشخص، ولكن إذا بدأ التحقيق سنكشف الموضوع كاملاً.


وظل هذا الأمر والحديث مستمراً عن فقدان المادة وما إلى ذلك، وبعد مرور أربعة أشهر تم توصيل خبر لشكيب حبيشي، نائب المحافظ، بأن والدي قام بهذه الأمور، عندها وجه حبيشي والدي للتحقيق. وكلف لعملية التحقيق أحمد حسين أبوبكر القائم بالأعمال، بعدها الموضوع طال، وفي ذات ليلة جاء مدير مكتب المحافظ (ب.ع)، للبنك نحو الساعة 12 ونصف، وكان والدي في بعض الأحيان يتأخر وينام بالمسجد في البنك، حيث كان (ب.ع) هو من (يمشي) البنك، حينها دخل (ب.ع) بمعية صرافين تابعين لشركات صرافة، وأخبر والدي بأن لديه تعليمات من المحافظ. وقتها اتصل أبي بشكيب حبيشي وكان رد حبيشي منع دخوله لكون الوقت متأخرًا، هذا المنع لاقى ردة فعل سيئة من (ب.ع) وكأنه يقول هذا يمنعني وأنا أحضرت معي ناساً، وفي العموم (ب.ع) كان قد نسق مع العديد من الأشخاص مثل (م) و(ث) و(ح).. وإجمالاً (ب.ع) هو من يسير أمور البنك المركزي أكثر من المحافظ، فصار الموضوع في بينه وبين والدي شخصياً، فأوقف والدي من العمل قبل أن يتم التحقيق معه، وهذا التوقيف تم بعد شهور حتى لا يظهر بأن التوقيف شخصي، علماً بأنه لا يتم توقيف أي موظف إلا بعد أن يثبت التحقيق ضده".

وواصل قائلاً: "التهمة الأخيرة التي تم توجيهها لوالدي هي اتهامه بأنه أوقف عمل يوم الخميس، وهذا كذب وافتراء، فيما الحقيقة هي أنه كان متواجداً في البنك وأتى إليه الحراسة وطلبوا منه تحريك الحافلات (الباصات)، ولكن تم منعهم من قِبل التحالف وطلبوا منهم عدم التحرك خلال ذلك اليومين نتيجة للوضع، ومع هذا تم توظيف القضية ضد والدي واتهموه بأنه أوقف العمل في يوم رسمي، وهناك مشكلة أخرى كذلك؛ وهي أن شكيب حبيشي طلب من والدي أن يأتي له بختم المحافظ، وهو الطلب الذي قُوبل بالرفض الشديد من قبل (ب.ع)".


وتابع قائلاً: "أوقفوا والدي من العمل مع سحب وظيفته، واستلام موظف آخر وظيفته وتم كل هذا في ذات اليوم في نفس الوقت بالرغم أنه لم يتم فيه التحقيق مع والدي بعد، والمؤسف أنه قبل هذا بيوم طلع والدي إلى مكتب (م) هو مدير الشؤون القانونية وسأله عن أخبار التحقيق، ولكن كانت ردة فعله أنه قام وأقفل الباب في وجه والدي، وهو ما أثر على والدي كثيراً، وفي يوم الخميس الموافق 19 من الشهر الماضي ذهب والدي إلى العمل، وجاءني اتصال وأنا في المسجد منتظر صلاة الظهر وكان المتصل سهيم أحد الحراسة التابعين لشكيب وأخبرني بوفاة الوالد".

ووفقاً لـ "محمد"، فإن والده نبيل عبدالله النجار، مدير المنشآت والخدمات في البنك المركزي اليمني، يعمل في البنك لأكثر من 33 عاماً، ولم يُسجل عليه أي تجاوز أو مخالفة غير رفضه لتنفيذ بعض التوجيهات غير القانونية جعلته في واجهة مباشرة مع لوبي الفساد في البنك وفي مقدمتهم (ب.ع) والذي تم توظيفه منذ سنتين فقط.

وأوضح محمد وهو الابن الذكر الوحيد لوالده ضمن ثلاث بنات بأن والده توفي "قهراً وظلماً".
«الأيام» تتحفظ على جميع الأسماء وستقوم بتسليمها لنيابة الأموال العامة وقيادة البنك المركزي حال طلبها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى