يعود تأسيسها لعام 1996.. جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بعدن.. معاناة وتجاهل رسمي

> تقرير/ وئـام نجيب

> من على كرسيّه المتحرك يشير حارس جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً في العاصمة عدن، ياسر ياسين، إلى الجمعية التي يحرسها منذ 15 عاما، بينما كان يتحدث عن معناته والطلاب الذين ينتسبون إليها.
ويتقاضى حارس الجمعية لقاء مهمة الحراسة، التي بغلت عقد ونص من الزمن، مرتبا شهريا لا يتجاوز 19 ألفاً، ومن دون أي حقوق تذكر، ومع ذلك مازال يؤدي وظيفته بهمة وروح عالية.

يقول ياسين، والذي فقد أحد قدميه إثر حقنة علاج حينما كان صغيراً: "لم نلقَ أي اهتمام من قِبل الجهات المسؤولة أو لفتة إنسانية تجاهنا، وكأن المعاقين والجمعية التي ننتسب إليها لا تعنيهم إطلاقاً"، وأضاف مبتسماً وهو يربت بيده على كتف أحد الأطفال المعاقين: "برغم كل ما ألقاه من تجاهل وإهمال إلا أنني أجد سعادتي بجلوسي مع هؤلاء الأطفال، الذين أشعر بالفعل بأنهم أبنائي، وأحس بمعاناتهم".

نشاط محدود
وكان هدف الجمعية، والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1996م، استهداف فئة المعاقين حركياً من الأطفال والكبار من جميع المديريات، ورعايتهم وتأهيلهم وكذا البحث عن وظائف لهم أو طرق بديلة من شأنها أن تمكنهم من العيش الكريم، غير أن نقص الدعم جعل ناشطها يقتصر على مديرتين من مديريات العاصمة عدن فقط.
وتتبع هذه الجمعية صندوق المعاقين، وتحوي على مدرسة الشروق والتي تضم أربعة فصول دراسية من الصف الأول وحتى الصف الرابع التابعة لإدارة التربية، كما تضم عدة أقسام: كالكمبيوتر، والخياطة، والكوافير.

وغالبية من يعملون في الجمعية والمدرسة فيها، والواقعة بجوار مستشفى 22 مايو في مديرية المنصورة، من فئة المعاقين حركياً.

صعوبات كثيرة
وقال مدير الجمعية سمير الحسني في حديثه لـ "الأيام": "نواجه العديد من الصعوبات والمعوقات، منها مشكلة المواصلات الخاصة بنقل الطلاب والمعلمين، إذ لا نملك سوى باص واحد وبسبب هذه المعضلة لم نتمكن من استقبال أطفال مديريات المعلا والتواهي وخورمكسر، بل إننا نضطر في حال تعطله لاستئجار باص آخر، فضلاً عن حاجتنا إلى إعادة تأهيل وترميم الفصول والأقسام فيها، وكذا الافتقار لوجود المكيفات في الفصول، وأعطال ونقص في المراوح والبلاكات، ونقص حاد في العربات المتحركة الخاصة بالمعاقين، ناهيك عن أن الكراسي المتوفرة غير مناسبة للأطفال، كما أن الحديقة الخاصة بالأطفال وألعابها غير مؤهلة تماماً"، مضيفاً: "لدينا خطط لافتتاح مشاريع أخرى متى ما تحسنت الأمور".
رئيس الجمعية سمير الحسني
رئيس الجمعية سمير الحسني

وعود غير منفذة
وأوضح الحسني بأن إدارته تستقبل هذه الفئة بالمجان، مشدداً على أن تحظى هذه الشريحة المجتمعية لاسيما الأطفال بتقديم الدعم والمؤازرة من كافة الجهات المعنية.

وأضاف: "تمكنا خلال الفترة الحالية من استقبال أطفال من مديريتي المنصورة والشيخ عثمان وما جاورهما، ولهذا فنحن بحاجة ماسة إلى باص إضافي لنستوعب أكبر قدر ممكن من الأطفال في كافة المديريات، وقد رفعنا بهذا الخصوص كافة الاحتياجات إلى صندوق المعاقين ووعدنا بتلبيتها، كما أرسلنا عدة رسائل للجهات والمختصين ولكن حتى الآن لا يوجد رد أو استجابة، ونؤكد للجميع بأنه في حال استمر الوضع كما هو عليه ستتوقف الجمعية عن العمل، والسبب الرئيس وراء ذلك يعود للإهمال من قِبل المنظمات الخيرية والمؤسسات".

وتمنى الحسني وقوف الخيرين مع إدارة الجمعية حتى تقوم بواجبها تجاه هذه الفئة المجتمعية.
وبحسب مدير الجمعية، فإن عدد العاملين فيها 20 موظفا، وأربعة متطوعين دون أي حوافز، كما أكد بأن جميع من تعاقبوا على إدارتها لم يسعَ أي منهم لتطويرها أو تأهيلها.
أحد الفصول الدراسية
أحد الفصول الدراسية

وقال: "كانت الميزانية التشغيلية الخاصة بها في الماضي نحو 9 ملايين ريال سنوياً من صندوق المعاقين، قبل أن تنخفض لتصل في الوقت الحالي إلى مليون ريال فقط".
ولفت الحسني في حديثه لـ "الأيام" إلى أنه حينما تولى إدارة الجمعية منذ شهرين، وجدها عبارة عن أكوام من الخراب، فضلاً عن الأعطال التامة في الأجهزة الكهربائية، مع افتقارها للحمامات الصالحة للاستخدام، مؤكداً في السياق بأنه قام خلال هذه الفترة القصيرة بأعمال صيانة وتشجير بجهود محدودة.
الحديقة
الحديقة

غياب الدعم
فيما قالت مدير العلاقات العامة في الجمعية تحية السقاف: "نحن بحاجة إلى جهة تتولى دعمنا لتأسيس الورش كورشة الخياطة والكوافير والكمبيوتر والتي أصبحت لعمليات إصلاح وعمل مكيفات، وكذا إلى ضرورة دعم البنية التحتية وتوسيع نشاط الجمعية، ودعمنا في جميع المجالات لنتمكن من الانطلاق بمفردنا، فضلاً عن حاجتنا لتأهيل العاملين في الجمعية والمدرسة بدورات خاصة بالتعليم وأمور الإدارة للنهوض الجمعية".
الحمام
الحمام

وشددت السقاف في حديثها لـ "الأيام" على ضرورة بناء فصول دراسية جديدة في الجمعية إضافة للفصول الأربعة المتوفرة نتيجة لعدم قبولهم في المدارس الحكومية، وهو ما يجبرهم بالبقاء في البيوت.
واقترحت مديرية العلاقات العامة في الجمعية بضرورة إضافة فترة دراسة في الظهيرة وإضافة معلمين.

وتابعت بالقول: "نعمل بالإمكانيات المتاحة، وهو ما جعلنا غير قادرين على تأهيل المعاقين حركياً من الكبار، أو استقبال آخرين لتأهيلهم".
مدخل الجمعية
مدخل الجمعية

افتقار للتأهيل
من جهته أوضح المسئول الصحي في الجمعية أنيس صالح أن القسم الصحي غير مؤهل كلياً، ويخلو من الممرضة والأدوات الطارئة، مع عدم امتلاك الأطفال بطائق للعلاج المجاني المحددة وفقا للقانون والاتفاقية الدولية.
وقال: "في حال مرض أحد الأطفال نتوجه به إلى مستشفى 22 مايو، وهناك بعض الأطباء يعالجونهم بالمجان، ونأمل في تحسين الجانب الصحي لهؤلاء للمعاقين".
معدات تآلفة
معدات تآلفة

فيما وصف الناشط والممثل ناصر العنبري أفراد هذه الفئة بـ "ذوي الهمم"، لكونهم أفضل من أناس كثر في المجتمع.
وأضاف في حدثه لـ "الأيام": "لدينا علاقات واسعة بالمنظمات وسنعمل لإيصال معاناتهم لها، فهم أحق أن ينالوا لفتة إنسانية كريمة وجادة، ومن حقهم العيش والتعليم".

وتمنى العنبري من الجميع بأن يولوا هذه الفئة المجتمعية نظرة خاصة والاهتمام بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى