عسكريون جنوبيون يحتجون أمام مبنيي الأمم المتحدة والتحالف تنديدا بقطع المرتبات

> تغطية/ وئام نجيب

>
نظمت الهيئة العسكرية الجنوبية، صباح أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة بساحة العروض في مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، وقد قدمت اللجنة في الهيئة رسالة ومذكرة تظلم بخصوص توقيف رواتب منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة لمدة ثلاث أشهر متتالية، وقد احتشدت في الوقفة قافلة من ضباط وصف ضباط وأفراد من الجيش والأمن.

عسكريون جنوبيون يحتجون أمام مبنيي الأمم المتحدة
عسكريون جنوبيون يحتجون أمام مبنيي الأمم المتحدة

فضل سلام
فضل سلام
وقال فضل سلام، وهو عقيد في الدفاع الساحلي مشارك في الوقفة: "أتيت اليوم (أمس) للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية بمعية أبناء القوات المسلحة والأمن الذين ضحوا بحياتهم عشرات السنين وبذلوا شبابهم خدمةً للوطن، ويتم مجازاتنا بأننا لم نتحصل على رواتب ثلاثة أشهر، ناهيك وأننا حُرمنا راتب ستة أشهر في عام 2017، ومنذ عام 2007 نكافح في الميدان، ونحن من قمنا بالحراك الجنوبي، ومع ذلك تم إقصاءنا"، مضيفاً "الحكومة الشرعية تتحمل المسؤولية في معاناتنا كونها المسئول الأول، ونحن نناشد المجلس الانتقالي بأن يُطالب الجهات المعنية بدفع حقوق الناس، كونه المسيطر حالياً ولابد له القيام بمهامه، ولا نريد أي تعصبات ولا دخل لنا بالسياسة ونرفض تسييس قضية الرواتب".

وقفة احتجاجية أمام المكتب الأممي لإطلاق رواتب ضباط وأفراد الجيش والأمن
وقفة احتجاجية أمام المكتب الأممي لإطلاق رواتب ضباط وأفراد الجيش والأمن

إجراءات تعسفية
وقال عقيد في القوى الجوية محمد عائد: "الإجراء التعسفي الذي قامت به الحكومة الشرعية يمنع الأسر من الحصول على لقمة عيشها، وهذا لم يحدث في العالم بأكمله أن يتم قطع الرواتب عن المواطنين؛ كونها تعد التزامات أساسية لا دخل لها في المناكفات السياسية، ولابد أن يتم صرفها بشكل منتظم"، مضيفاً: "كان الأجدر أن يتم تحسين معيشة المواطن للأفضل، وما يحدث الآن ليس سوى حرب تجويع، لكننا سوف نكافح من أجل لقمة العيش لأسرنا وذوينا، ووقوفنا اليوم (أمس) هنا من أجل المطالبة بلقمة العيش، وهي حقنا الإنساني والقانوني المشروع الذي تكفله كل القوانين والمواثيق الدولية".


عادل منصر
عادل منصر
بدوره، قال عقيد عادل منصر، مدرس في الكلية العسكرية: "أتينا اليوم (أمس) بسبب عدم صرف الرواتب لثلاثة أشهر متتالية"، مضيفاً: "الجيش الجنوبي المتواجد على الأرض في العاصمة عدن هو الجيش الشرعي، بعد أن هربت الشرعية ونهبت المال العام للدولة واستقرت بمعية أسرها في الفنادق، ونحن وأطفالنا هنا لم نجد قوت يومنا، ومن هنا فلابد من محاسبتها"، متسائلاً: "هل أدخّل طفلي للمدرسة أم أجعل منه إرهابياً؟ لابد من دفع معاشات الناس، وشعارنا لا للتجويع، وقد يختلف أبناء الجنوب فيما بينهم ولكن لا خلاف على حقنا بإعالة أطفالنا".

وأردف قائلاً: "لمدة خمس سنوات لم تعمل الشرعية شيئاً لعدن، إذ أننا لم نلمس أي تغيير في الخدمات الأساسية (الكهرباء، المياه، المجاري، تفشي الأوبئة..)، ونطلب من الشرعية والتحالف تصحيح وضع عدن والمحافظات المحررة، لأننا نريد العيش بعزة وكرامة، ونرفض رفضاً قاطعاً السياسة التي تُمارس علينا، وإذا لم نلقَ أي استجابة اليوم لدينا خطوات أخرى وستُنفذ بعقلانية، فجميع المتواجدين اليوم (أمس) هم من الأكاديميين ومن مثقفي الجنوب وكوادره".

منع تأهيل الكوادر
عبدالله مطري
عبدالله مطري
وأوضح عقيد عبدالله مطري حسين، مدرس في الكلية العسكرية ومعهد الشهيد علي ناصر لتأهيل القادة عدن، أن "الشرعية عملت على إيقاف التدريس وإغلاق الكليات وبقينا في المنازل منذ العام الماضي؛ بغرض محاربة الجنوب، حيث أننا كنا نتولى تأهيل المقاومة والكوادر، وحالياً لدينا العديد من أفراد المقاومة جامعيين وخريجين ثانوية بحاجة إلى تأهيل"، وتابع قائلاً: "نوجه رسالتنا لدول التحالف إذ أنها مسؤولة تحت البند السابع عن الأوضاع في اليمن، ومن خلال ذلك فعليها الضغط على الحكومة الشرعية التي مارست علينا سياسية الفقر والتجويع والإذلال، وقامت بمحاربة الشعب الجنوبي بكافة متطلباته من أجل الخضوع لها، ولكننا لن نركع إلا لله وحده، بل وقمنا باحتلال مناطق شمالية، وانتزعنا السلاح الذي كانت قد دعمت فيه التحالف وقامت الحكومة بتسليمه للحوثيين وأهديناه لشعب الجنوب وقياداته والتحالف، وحققنا انتصارات كبيرة ونحن بدون رواتب".


وأردف: "إن التاريخ يعيد نفسه، والشعب الذي خرج في السبعينات يطالب بتخفيض الرواتب، يتم اليوم تجويعه من أجل الخضوع، وخرجنا في 2006 لتحذير الهالك عفاش ونظامه، وهذه الانتصارات لم تأتِ من فراغ، ونحن السند المساعد للإخوة في التحالف، ونوصل رسالتنا للعالم بأننا لا نزال نتبع الأنظمة والقوانين".

حقوق مشروعة
العميد العطفي
العميد العطفي
وتحدث لـ«الأيام» العميد عبدالرحمن العطفي، والذي يعمل بالأمن السياسي، قائلاً: "القوات المسلحة والجيش والأمن يعانون من التوقيف القسري لرواتبهم، وقد قمنا بتسليم التحالف العربي أثناء وقفتنا أمام مقره، في البريقة يوم الخميس الماضي، البيان ومتطلبات الجيش والأمن الجنوبي في مسألة إعادة الرواتب والمستحقات السابقة، كما سلمناهم رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية، ووعدنا التحالف العربي بإيصالها لرئيس الجمهورية والجهات المعنية في الشرعية".


وأضاف: "نطالب بكافة حقوقنا المشروعة، ويوجد نظام عالمي ودولي يُمنع فيه رئيس الجمهورية من إصدار قرار يقضي بإيقاف الرواتب، ومن هنا يفترض أن يتعامل معنا البنك المركزي مباشرة"، مضيفاً: "نحن نعتقد بأنه يوجد عناصر في البنك المركزي تعمل على تعطيل صرف رواتبنا، لكن سنستمر في التصعيد ضدهم، وستعقب هذه الفعالية فعاليات أخرى تجاه من يقف ضد نيلنا لحقوقنا المشروعة".


عمرو الجعدي
عمرو الجعدي
وصرح ملازم أول في إدارة أمن العاصمة عدن، عمرو الجعدي، لـ«الأيام» بالقول: "مطلبنا الرئيسي اليوم (أمس) هو صرف مرتباتنا، بعد أن قام الميسري وحكومته الشمالية في الاستقواء على أبناء الجنوب، ولكن نقول لهم بأنهم سوف ينالون جزاءهم".

كما تحدث أحد الضباط المشاركين في الوقفة قائلاً: "الضباط الجنوبيون مرميون في الشوارع، أو مسرحون يقبعون في المنازل دون أن يجدوا أدنى حق من حقوقهم، وبعد أن تم إيقاف صرف مرتباتنا فإننا أصبحنا نبحث اليوم عن قيمة كيس الأرز".

تجدر الإشارة إلى أن إيقاف صرف المرتبات لفترة ثلاثة أشهر شمل كلاً من الجرحى وأسر الشهداء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى