النقد الرياضي بَنّاء وهَدّام

> مشتاق عبد الرزاق

> * منذُ مدة و"العبد لله" مُتردّد في كتابة هذا الموضوع ، إذْ أن التطرّق لمثل هكذا مواضيع ، من الطبيعي أن يُثير حساسية مُفرطة لدى طيف واسع من الرياضيين على مختلف فئاتهم ومَشاربهم وانتماءاتهم خاصةً في ظلّ الظروف التعيسة والأوضاع "المُلخبطة" التي نعيشها في زمننا هذا ، الذي كثرَ فيه عدد الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة عجيبة على "تلوين" ولاءاتهم، ويتحولون وبغمضة عين من "الضد" إلى "الضد" ، وبزاوية قدرها 360 درجة.

* أعزائي الكرام قُرّاء "الأيام" .. النقد في مجال الرياضة ، مثلهُ مثل النقد في كل المجالات ، هو بيان الأخطاء ، منه ما هو بَنّاء ونافع ومُكمّل للعمل ، وداعٍ للتصحيح والاستمرار ، ومُحفّز للنجاح والتميّز ، ومنه ما هو هدّام وضارّ ومُحطّم للآمال ، وطاردٌ للنجاح والتميّز.
* وهناك أعراف وضوابط وأُسس للنقد البنّاء ، ينبغي أن يعرفها ويُتقنها كل ناقد ، حتى يأتي انتقاده هادفاً ، يحمل في طياته ، أفكاراً قيّمة وملاحظات تطويرية بعيدة كل البعد عن الشطط والشطح والظلم والبهتان.

* أما الناقد الرياضي فلا بُدّ أن يكون ذا أفقٍ يطير به إلى ما بعد التوقّعات يُعايش الأحداث والمستجدات ، ويقيسها بكل مصداقية ، بعيداً عن الشتم والتجريح .. وينبغي أن تكون للناقد الرياضي معايير وقواعد .. مبادىء وأُطر يستحيل أن يحيد عنها ، وفوق كل ذلك ينبغي أن يكون مُتعلماً ومُتمكّناً من تطويع لغته بكل سلاسة ، لتحتضن رؤاه وأفكاره التطويرية للدلالة على صدق نقده وتحليله وموضوعه .. إلخ.

* أنا أكتب سطور مقالي هذا من وجهة نظر شخصية ، ليست بالضرورة أن تكون صائبة وهي ليست "فرماناً" أو "قرارات" أو "توصيات" يلزم اتباعها .. لكن ما يُؤسف له حقاً هو ذلك الهجوم اللاذع والنقد الجارح ، الذي يقوم به "بعض" المُنتقدين للرياضة في بلادنا، ولرموزها وقاماتها في "الذهاب" و"الإياب" ومع "النجاح" و"الإخفاق".
* وهنا لن أجافي الحقيقة ، إذا ما قلتُ بأن هؤلاء "المنتقدين" يعشقون الهدم ، ويُحبّون أن يرتعوا في الأطلال ، ويتسرعون في الحُكم على الآخرين ، ويفرضون أنفسهم عليهم ، بل ويتعاملون مع الرياضة ، على أنها مجرد شعارات ، وسمة مظهرية ليس إلا .. وما عليك إلا أن تنتقد "فلاناً" وتشتم "علاناً" وتُهاجم "فلتانا" و"زعطاناً" و... و....!!

* وبين فوضى"هؤلاء" وضجيج "أولئك" ، ووسط تلك "الرؤى" القصيرة ، و"التنظيرات" القاصرة ، التي تفتقر إلى أبسط أبجديات النقد الرياضي ، تزداد حيرتنا وتتقافز التساؤلات إلى أذهاننا ، ولسان حالنا يقول : (بين حانا ومانا ضاعت لِحانا) .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

تغريدات سريعة
* لسانك حصانك إن صنته صانك ، وإن هنته هانك.
* (لا تطلقنّ القول في غير بصر ، إن اللسان غير مأمون الضرر).

* لسان الفتى عن عقله ترجمانه ، متى زلّ عقل المرء زلّ لسانه.
* مَن يُوافقك على كل ما تقول ، يكذب على أناس آخرين غيرك.

* يقول الإمام الشافعي رحمه الله : "ولا خير في ودّ إمرىءٍ مُتقلّبٍ .. إذا الريح مالَت مالَ حيث تميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى