هل ينجز الجنوبيون في جدة ما لم ينجزوه في حوار صنعاء؟

> منصور الصبيحي

>
 قد تبدو المسألة ليست بالهينة والسهلة لكل المتابعين والمحللين السياسيين حول ما ستتوصل إليه  الأطراف المتحاورة في جدة من إنجاز سياسي يمهد لإنجاز يحلحل من أزمة الأوضاع المتراكمة على الساحة اليمنية بشكل عام وعلى الساحة الجنوبية بشكل خاص كإنجاز قد يفضي إلى طريق يكون بمثابة اللبنة الأولى لحل آخر وشامل لو قدر له أن يتحقق، بشرط أن يكون مرضيا ومقنعا لكل الجنوبيين حول قضيتهم، التي هي في الأساس محور تباين الرؤى لكيفية حلها بين الأطراف المشاركة في الحوار.

ولكن إن تحقق ذلك وأبرم الاتفاق ستبقى التحديات على الأرض حاضرا ومستقبلا كبيرة جدا سواء ارتفع سقف ما تحقق بالنسبة للجنوبيين أو انخفض، لما لهذه القضية من أهمية مفصلية وكبيرة وذي تجاذب مستمر شمالا وجنوبا من عام 94م إلى يومنا هذا.. وهي بحاجة لاهتمام ورعاية جدية من المجتمع الدولي والإقليمي وخاصة دول التحالف العربي بما يلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني كافة، وبما يرضي كل الأطراف ويجبرها للاستماع لمنطق العقل والواقع تجنبا لكل خلافات ومزايدات قد تؤدي في النهاية إلى مزيد من التعقيد والكوارث والدمار.

وما عليهم إلا أن يأخذوا بعين الاعتبار كل الحوارات السابقة، وخاصة حوار صنعاء، وأن يدرسوا ويستفيدوا من الأخطاء السابقة لأطراف قدمت إلى الحوار وهي متشنجة ورافضة ضمنيا له وغير مقتنعة به، وما قبولها كان سوى عمل تهدف من ورائه لكسب الوقت حتى يتسنى لها تغيير طريقة فن اللعبة ثم الالتفاف على الجميع لتعود إلى المشهد من جديد، وبالتالي أخذت تتمترس خلف تموضعات خلقت من طريقة عقيمة مستمرة في الحوار طيلة أشهر انعقاده، ما أدى في الأخير إلى إفراغه من مضامينه الحقيقية حول القضية الرئيسية قضية شعب الجنوب، لتصبح الأمور تمضي وفق إرادة طرف يسير بها إلى زاوية ضيقة لم يحسب حساب ما بعد الفشل وما سيجنيه الشعب الجنوبي والشمالي على حد سواء.

وهكذا يبدو أن الأمر أشبه بضرب من الغيب لكل محلل يحاول الغوص في عمق هذه القصة الدرامية بكل أجزائها وفصولها المتشعبة نزولا وطلوعا، وما يتسرب من شائعات حول ما أنجز منذ انطلاق الحوار في جدة، والتي بين كل حين وحين تفاجئنا بها المواقع الإخبارية المنتشرة على النت.
وذلك يعكس عمق القلق السائد والتوتر من ما سيسفر عنه حوار جدة من حلول قد تكون بمثابة الخطوط العريضة للخارطة السياسية القادمة والتي يبدو أنها لن تغادر ما فشل في تحقيقه الجنوبيون في مؤتمر صنعاء كمطلب كان حده الأدنى دولة اتحادية من إقليمين فقط، لا مركزية سيادية ولا أربعة ولا حتى ستة، بل إقليمين سيادين يحملان في طابعها الهوية اليمنية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى