في مخيمات النزوح بطورالباحة.. أطفال يتسولون حقهم في التعليم

> تقرير/ صلاح بن غالب

> هرباً من جحيم الحرب انتقلت الطفلة وفاء فتحي يحيى (14 عاماً) مع أسرتها من محافظة تعز ليستقر بها الحال في أحد مخيمات النازحين في مديرية طورالباحة بمحافظة لحج، أسوة بملايين النازحين الذين يعانون الجوع والبرد والتشرد على امتداد جغرافية البلاد.

وفي مخيمات النزوح، تتحول الحياة إلى جحيم وتسحق الطفولة ويتبدد الأمل ومع شحة وانعدام الخدمات التي تقدم لنزلائها من قِبل المنظمات يلجأ الكثيرون إلى التسول بحثاً لقمة العيش.

اضطرار للتسول
في مخيمات النازحين سكنت وفاء مع أسرتها المشردة واضطرت للخروج من المدرسة إلى الشارع للتسول في سوق المديرية لسد احتياجات أسرتها، لأن رب الأسرة لم يستطع توفير متطلبات البيت لعدم توفر فرص العمل في المنطقة.

جانب-من-مساكن النازحين👆🏼 بطورالباحه
جانب-من-مساكن النازحين👆🏼 بطورالباحه

وتشير التقارير الدولية إلى أن العنف القائم في اليمن أغلق أبواب المدارس فيه ويهدد بحرمان 4.5 مليون طفل من التعليم.

ويضيف التقرير الصادر عن منظمة "اليونيسيف" على لسان خيرت كابالاري، مديرها الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لقد أدى العنف القائم في البلاد إلى إغلاق مدرسة من بين عشر مدارس في أنحاء البلاد.

أعباء إضافية
ويواجه الأطفال النازحون صعوبة في الالتحاق بالمدارس كما يشكلون أعباء إضافية إلى المدارس القريبة من مخيمات النزوح كما هو حال الطفلة وفاء التي فقدت بسبب الحرب وثائق تعليمية تحدد مستواها الدراسي.

وفاة مع والدها في المنزل
وفاة مع والدها في المنزل

يقول عبدالباسط المصفري، رئيس مؤسسة بصمة أمل، وهي منظمة محلية بطورالباحة تعمل في المجال الإغاثي والإنساني وبعض الأنشطة الشبابية بالمديرية: "نشعر بالمرارة والألم ونحن نرى أطفالاً في مخيمات النزوح يتسولون في الأسواق وبعيداً عن مقاعد الدراسة، وقد تكفلت المؤسسة بتوفير مستلزمات الدراسة لوفاء لإعادتها إلى صفوف الدراسة لكن الوضع كارثي وليس بمقدورنا مواجهة الكارثة".

عبدالباسط المصفري 👆🏼
عبدالباسط المصفري 👆🏼

إجراءات
بالرغم من توجيهات وزارة التربية والتعليم لاستيعاب الطلاب النازحين من مختلف المحافظات إلا أن هناك إجراءات لابد منها في إدارة امتحانات التربية بمديرية طورالباحة.

ويشدد وحيد شريف، رئيس قسم الامتحانات بتربية المديرية، على ضرورة معرفة المستوى التعليمي للطالب وهو الأمر الذي يمثل تحدياً للتربية خصوصاً أن أغلب الطلاب النازحين لا يمتلكون أي شهادات تثبت مستوياتهم التعليمية.

منزل وفاء 👆🏼
منزل وفاء 👆🏼

ويؤكد الاختصاصي النفسي، د. فهمي علي سعيد، أن الحرب تسببت بحرمان الفتاة من التعليم لاسيما في مناطق النزوح.

وأوضح سعيد في حديثه لـ "الأيام" أن انعدام أبسط الخدمات في المخيمات واقتصارها على الجانب الإغاثي تسبب في حرمان النازحين من التعليم، حيث تواجه الأسر النازحة صعوبة في توفير مستلزمات الدراسة وتكاليف المواصلات.

ويؤكد مدير مدرسة خديجة للبنات، عبد المؤمن البالي علي، أن هناك طالبات نازحات في صفوف الدراسة كثير منهن امتلكن عزيمة وإرادة قوية جداً لمواصلة الدراسة رغم ما تعانيه أسرهن من الظروف القاسية وشظف العيش بمخيمات النازحين، مشيرا إلى أن هناك أعداداً كُثر من الأطفال حرموا من التعليم بسبب الأوضاع المزرية جراء استمرار الحرب والصراع وظروف الناس الاقتصادية الصعبة لمواصلة التعليم العام والجامعي في المنطقة.

وعلى الرغم من التحذيرات من تدهور التعليم بسبب الحرب وتحول 1700 مدرسة إلى ركام وأخرى مقار للنازحين وتمركز لقوات الحوثي الانقلابية فإن دعم التعليم يبقى محدوداً ولا يحقق شيئاً أمام كارثة تتهدد جيلاً كاملاً من اليمنيين يفترض أن يحصلوا على حقهم في التعليم والحياة الكريمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى