دمعة على الإسلام

> حسين فروي

>
 لقد جاء الإسلام بعقيدة التوحيد ليرفع نفوس المسلمين ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، ويقنف رقابهم من رق العبودية؛ فلا يذل صغيرهم بكبيرهم ولا يهان ضعيفهم قويهم، ولا يكون لأي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل، لذا فقد ترك الإسلام بفضل عقيدته التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى، فكانوا ذوو إباء وغيره يضربون على يد الظالم إذا ظلم، ويقولون للسلطان إذا جاوز حده "قف مكانك، ولا تقل في تقدير مقدار نفسك فإنما أنت عبد مخلوق لا دب معبود"، هذه صورة من صور نفوس المسلمين في عصر التوحيد.

أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما دامها من الشرك الباطن تارة والظاهر تارة أخرى، فقد ذلت رقابهم وخفضت رؤوسهم وفترت حميتهم وفرضوا بالذل والهوان، وتسابقوا إلى الدنيا فوجد أعداؤهم السبيل إليهم، فقلبوهم على أمرهم وملكوا عليهم نفوسهم وأموالهم ومواطنهم وديارهم، فأصبحوا من الخاسرين، والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم  من سعادة الحياة وهناءتها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد، وأن طلوع الشمس من مغربها أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده ما دام المسلمون مفرقين ومشتتين بعيدين عن الله لأنهم أثرتهم الحياة الدنيا على الآخرة، فعاقبكم الله على ذلك سلب نعمتكم وانتقاص أمركم، وسلط عليكم أعداءكم يسلبون أوطانكم ويستعبدون رقابكم ويخربون دياركم والله شديد العقاب..

وحتى نسترجع قبل ذلك ما ضاع منا لابد أن ينشر الإسلام أجنحته البيضاء على هذا المجتمع البشري، ولن ينشر الإسلام أجنحته إلا إذا هدأت أطماع النفوس واستقرت فيها ملكه العدل والإنصاف، فعرف كل ذي حق حقه، وقنع كل بما في يده عما في يد غيره، فلا يحسد فقير غنياً، ولا عاجز قادراً، ولا جاهل عالماً، واستقرت القلوب الرحمة والحنان على البائسين والمنكوبين فلا يهلك جائع بين الطامعين ولا عار على الكاسين، وامتلأت النفوس عزة وشرفاً.. هنا بهذا السلوك نشعر بأننا مارسنا التوحيد وتعاليم الإسلام كما هي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى