إنهم ضحايا الموقف الأول

> جرت العادة أن الموقف الأول يكون غير محسوب النتيجة، هو ما يجعل صاحبه عادة أسيراً له، ليتحول به إلى عناد حقيقي. وهذا لن يكون إلا بعد تراكمات من الأحقاد والضغائن، والتي تكسب صاحبها الاستعداد الكامل للقبول بلعب هذا الدور المناط به، والمطلوب منه تبعاً لذلك الموقف، لتبقى من خلفه تلك الأطراف هي من تعمل وتغذي ذلك وباستمرار، وبعد أن تعرف وتتأكد من عدم إمكانية الشخص نفسه على الخداع والمناورة، وحتى يتولد لديها القناعة بانحيازه للطريق المراد له السير فيه، ومن بعد أن تضمن ما ستجنيه من مردود إيجابي وما ستتحصل عليه من أرباح لتبدأ تساق المشاريع إليه تدريجياً من قبلها هي بشكل مباشر أو غير مباشر لتضعه أمام الأمر الواقع ليجد نفسه مضطراً في الأخير تحت تأثير الدفع الإعلامي الجياش لتنفيذ ما يطلب منه القيام به.

كل هذا يمضي بصاحبه بشعور أو بدون شعور، مصراً يتابع عمله وينتقل من مرحلة وإلى مرحلة وحتى بلوغ النهاية، دون أن يستطيع الالتفات إلى الوراء ليراجع حسابه، وإن بدا لديه من الخوف والهواجس الداخلية وتأنيب الضمير، لكن لا فائدة، لأن المسافة تصبح كبيرة، بل ويصعب عليه الأمر ولو بمجرد التفكير لتغيير المسار، فلا يجد من طريق أمامه ولا مناص آخر، إلا أن يواصل ذلك الدرب الوعر، ليصاب على إثر ذلك بشيء من الوهم والخيال لاقتراب ساعة النصر، فيذهب بعدها يروج للأكاذيب ويصطنع الفبركات الإعلامية، يحشد ما استطاع من مناصرين ومعاونين للمواجهة، يعطي الوعود ويمنح الرتب والمناصب لمن حولة وبثبات تام.

وكل هذا يجري وهو يعيش في تلك الحالة من الوهم والخيال من اقتراب تحقيق الهدف.

تبعاً للحالة هذه، والتي قد تكون لازمت وما زالت ملازمة لأطراف سياسية بارزة على خلفية الأحداث الأخيرة ومن أبرزهم الميسري والجبواني، ما يعني أنه قد بلغ بهم ذلك الموقف حدود الوصول للارتهان لدى أطراف محسوبة في صف الشرعية، وهي تعمل بشكل يتنافى كلية مع التوجّه نفسه، ليصبح ما يقوم به هؤلاء يصب في سياق الطريق نفسه. بما أكسبها الامتعاض من قبل أبناء الجنوب قاطبة لما يكتنفها من الغموض والغرابة، ومنذ صعود هادي إلى الحكم حتى أماطت تلك الشخصيات عن وجها اللثام أخيراً لتظهر بمظهر العدو المؤكد لا المحتمل، وهو من سيقف في وجه شرعية الرئيس، وبتحدٍ فاضح وصارخ.

ويبدو هذا على خلفية آخر التصريحات النارية لهم، والتي شغلت الإعلام في اليومين الماضيين.

وعلى نحو ذلك. يبدو أن من يقف متستراً يدعم هؤلاء من الخلف هو من سيتصدر المشهد السياسي القادم، ومع من يقف خلفه إقليمياً إلى جانب الحوثين مناصفة للعمل على وأد مشروع وخارطة المصالحة الوطنية لتصبح البلاد في وضع آخر لا يقل خطورة عن الوضع الحالي، وبما يشهده من واقع الارتهان تبعاً لمواقفها غير الخافية على أحد، والممولة سلفاً من دول تعرف بلهثها وراء حصد المجد والمكاسب على حساب الشعوب المقهورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى