اتفاق الرياض.. واقع جديد للانتقالي

> د. شهاب القاضي

> "المصالح أضمن السندات" تيوسيديس مؤرخ إغريقي (460 ق. م – 395 ق.م).

لو قرأنا الاتفاق، اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في اليمن، قراءة متمهلة سوف نجد أن الاتفاق قد عبر عن هذه المرحلة التاريخية التي تمر فيها محافظات الجنوب المحررة، تعبيراً تجلى فيه توازن القوتين ومصالحهما في عدن والجنوب.

فبينما سعى إلى التأكيد على إجراءات حضور الدولة وفعاليتها سعى أيضاً إلى تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من المشاركة في اللجنة التي سوف تشكلها قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وهي تختص بمتابعة وتنفيذ وتحقيق أحكام اتفاق الرياض، ويكون مقرها في مدينة عدن، وتقوم هذه اللجنة بمراقبة التدابير الإدارية والتعيينات التي تقوم بها الحكومة والتدابير المالية ومكافحة الفساد. ويجعل الاتفاق دول التحالف العربي في مقدمتها المملكة العربية السعودية هي الضامن للتهدئة السياسية والإعلامية والعسكرية بين الجانبين من خلال مجموعة من التدابير تضمنتها اضبارة الاتفاق.

وبالرغم من موافقة الانتقالي بدمج القوات العسكرية وقوات الحزام الأمني والنخب العسكرية، وهي تشكيلات جنوبية في إطار وزارة الدفاع ووزارة الداخلية إلا أن الانتقالي بالتوقيع على هذا الاتفاق حقق شرعية تنضاف إلى شرعيته الشعبية الجنوبية، وهي الشرعية الإقليمية والشرعية الدولية، وصار بإمكانه أن يخاطب نوابض الفعل السياسي في الخارج كالدول والمنظمات الدولية والدفاع عن القضية الجنوبية، وبالأساس منها استعادة الدولة الوطنية الجنوبية المدنية المستقلة، وهو المخول في التمثيل السياسي للجنوب في المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة ويترأسها مارتن جريفثس الوسيط الدولي للمسألة اليمنية ناهيك عن مساهمة المجلس الانتقالي في اقتراح والموافقة على أسماء الوزراء الجنوبيين، وكذلك الشماليون الذين سوف يساهمون في الحكومة التي يتولى التحالف مع طرفي هذا الاتفاق تشكيلها بالمناصفة بين الشمال والجنوب.

بهذا الاتفاق يدخل المجلس الانتقالي الجنوبي مرحلة جديدة من نضاله.. أنه الآن طرف أساسي في إدارة المناطق المحررة بالتعاون مع الشرعية شرط أن تصدق النوايا وبالتعاون مع دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وهذه المرحلة تعتبر محطة جديدة تنضاف إلى محطات انتصار الشعب الجنوبي منذ عام 2007 وحتى اليوم، وسوف يتوفر للانتقالي العمل في بيئة داعمة وجاذبة وليست طاردة أو معادية من حيث توفر الاستقرار في تلبية الخدمات للمواطنين والرواتب والابتعاد عن تهديد المجلس وأنصاره بالحرب التي طالما تشنها الشرعية عليه بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم العناصر الخارجة عن القانون أو تلك التي توصف بالإرهابية أو بالحملات الإعلامية ضد المجلس الانتقالي والشعب الجنوبي وقضيته الجنوبية العادلة.

بعد توقيع الاتفاق في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، جميعنا ننتظر تنفيذه وفقاً للأجندة التي تضمنها الاتفاق، وهذا لن يتأتى إلا إذا أخلصت الإرادات وصدقت النوايا وارتفع الوعي لكل الأطراف بالمهام التاريخية التي تنتظرها.

* باحث وكاتب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى