إيران واتفاق الرياض

> إسراء عبد التواب

> لا تريد للعالم أن يهدأ أو ينعم بالسلام.. هذا هو النهج الذي تسير عليه طهران لدعم الإرهاب في المناطق التي تترك فيها بصماتها الدموية، لنشر الفوضى، واغتيال استقرار الأوطان، وبث التناحر وإشعال الحروب الدائمة، التي تستنزف ثروات البلاد لصالحها، عبر النهب والاعتداء والقتل الذي تشنه أذرعها المسلحة على المدنيين.
هذا النهج انعكس على مواقفها الرافضة والمناهضة لاتفاق الرياض، المبرم بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، والذي حدد الترتيبات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية اللازمة، ليؤرخ لمرحلة جديد من الاستقرار وحل التناحر في اليمن.

هجوم إيران
وفور توقيع الاتفاق، تحولت إيران إلى مارد ينفث الغضب، رافضاً الاستقرار؛ بل شنت هجوماً كبيراً عليه، عكسه في بيان وزارة الخارجية الإيرانية، التي زعمت أنه اتفاق منقوص، لن یسهم في حل أزمة اليمن ومشاكله، وأضافت الخارجية الإيرانية، أن الشعب اليمني لن يسمح باحتلال جنوب اليمن من قبل قوات أجنبية.
ويقول هشام البقلي، الخبير في الشأن الإيراني ومدير مركز سلمان زايد، إن هذا الهجوم ليس غريباً على طهران؛ لأنه ينسف أذرعها الإرهابية في اليمن، ويؤسس لشرعية جديدة توحد الفرقاء لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة أو الميليشيات المسلحة كجماعة الحوثي.

انعكاسات إيجابية
ويضيف «البقلي» في تصريحات خاصة لـ «صوت الدار» أن اتفاق الرياض، ينظم الحياة الداخلية اليمنية في ظل الدوافع الداخلية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار بدعم من القوى الإقليمية والدولية، وهو ما سيكون له انعكاسات إضافية إيجابية على مستقبل التسوية السياسية الداخلية اليمنية لتوحيدها لمواجهة المشروع الإيراني وإنهاء انقلاب الميليشيات المسلحة التابعة لإيران في اليمن.

ويستطرد الخبير في الشأن الإيراني، أن اتفاق الرياض يمثل بداية جديدة لمزيد من الإصلاحات الواسعة لدعم الحكومة الشرعية، لتكون عدن هي العاصمة مؤقتة وموقع لانطلاق عمل كل أجهزة الدولة وتحديد الهدف في محاربة الحوثيين، إلى جانب تعزيز فرص الاتفاق وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمواجهة الميليشيات المسلحة.

طهران في مأزق
ويشير «البقلي» إلى أن اتفاق الرياض يمثل أول لقاء مباشر بين طرفيه، وبالتالي يعكس دلالة مهمة تتعلق بدرجة التنسيق المشترك والتفاهمات التي تم التوصل إليها، بل يفتح الآفاق لتفاهم واسع بين المكونات اليمنية، لافتاً إلى أن كل تلك الجهود السابقة التي تنص عليها بنود اتفاق الرياض، يرمي طهران في مأزق التحول الذي يحدث على أرض اليمن، ويقوض نفوذها لذلك جاء الرد الإيراني مستفزاً ومحتقناً من الاتفاق.

"صوت الدار"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى