هداية من قطر بالديمقراطية أم غواية؟

> الدولة الفتية قطر المتسامحة دينياً وسياسياً وأخلاقياً، ذو الملمس الناعم، من تتربع على عرش المطالبين باحترام مبادئ وحقوق الإنسان في الدول العربية والإقليم وصولاً للعالمية، تنصّب نفسها لدفاع عن ذلك وعن كل الشعوب المقهورة وبالذات في منطقتنا العربية من حيث حقها في التعبير والمشاركة وللحصول على الحياة الكريمة، وغالباً ما يكون هذا بأبعاد سياسية قومية دينية على غرار ما تروج له عبر وسيلتها الوحيدة المشهورة على نطاق واسع المشهود لها بالاحترافية لذلك الجهد الممنهج وللدور المناط بها من حيث ما تقدمه من خدمة إعلامية تقوم بها وعلى أكمل وجه (الجزيرة) دوراً تتصدره غير محسودة عليه ولم تتنازل عنه، وإلى يومنا هذا تواكب المتغيرات وبأسلوب عجز قبالهُ كل المناوئين من فرط عقده لما تتمتع به من كياسة ومرونة سياسية في اللعب بمختلف الأوراق وعلى كل الاتجاهات، توظف ذلك بمهنية عالية تماشياً ومع كل حدث على حدة، ولا يعلم كم ستستمر مصره على ذلك.

والسؤال الذي يضع نفسه هو كيف تذهب قطر وسط هذا الزحمام المنغمس بالملذات لتعمل على الترويج لتلك الديمقراطية وما إليها من مفاهيم على جاراتها ولمحيطها الإقليمي وتنأى بنفسها هي عن ذلك أم أنها تطالب غيرها باعتماد رؤى جديدة لقيم نبيلة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب؟.

هذا ما لم نستطيع فهمه حول ما تضمره من وراء ذلك من أهداف حتى مضي الحال أخيراً لتصير تتقمص دور الضحية والجلاد على خلفية صراعها مع جاراتها.

وما لمسناه من العرج لكثير من منعطفات هذا البلد، على مسيرة التنافس والصراع المحموم بين العائلة لتولي سلطة المصونة، تمخضت على هيئة انقلابات ناعمة لنطاق العائلة أبناء فلانة ضد أبناء فلانة، وتقدم أبناء فلان على بني علان، وحمد يطيح بحمد، والثاني ينقلب على الأول، ما يفسره أن هذا يبعد كل البعد عن الطموح المراد لها.

لو كان الأمر فيه من الجدية ما فيه كان عليها وعلى مليكها وتميم تميمها ومن قبله حمد حميدها وتفضلاً للعمل على إيجاد نموذج فريد لتدول السلمي لسلطة على نطاقها هي بدلا من كل هذه الزوبعة كنموذج يصبح يُحتذى به على صعيد شبه الجزيرة العربية ودول إقليم المنطقة ليشجع البلدان التي تقصدها وتستهدفها من حولها بإعلامها ليل نهار على تبني ذلك المشروع الوطني المميز بدلا من هذه التعبئة المستمرة، والتي لم تجنِ منها شعوب المنطقة إلا الدمار والخراب، وعليه لتغد في محل احترام الجميع بما تقدمه من عمل كهذا ليعطي البلدان والشعوب درساً في هذا المجال بما يحفزها لاتباع هذا النهج وبدلا من أن يظل ينظر لها بالريبة والشك من قِبلهم، فتدق كذا بعملها الجبار نواميس من تدق، إما أن تظل هكذا كقربة مخزوقة ليس عندنا ما نقوله لها، أو أن أسلوب كهذا ستبقى ينظر إليه من باب واحد ليس إلا هو، حق أريد به باطل.

لذلك وإن طريق التدليس والكذب والخداع والمغالطة قرب أن يغلق على الجميع، فلم يعد يوجد مكان ومتسع عند البشر للتقبّل، فأناس اليوم غير أناس الأمس، فالجميع أصبح يتذوق النيئ دون أن يتذوقوه ناضجاً ولو لمرة واحدة، لهذا لم يعد الموضوع ينطلي على أحد، ومعالجة المرض العضال لا تنفع معهُ تعويذات الجن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى