أسرة عدنية تقاسي الأمرين وجحيم الإيجارات يكوي كاهلها

> تقرير/ وئام نجيب

>
بوابة مدخل المنزل
بوابة مدخل المنزل
إلى أكواخ في منطقة "مهلكة" في مدينة كريتر انتقلت المواطنة "أم صفية " هي وأسرتها بحثاً عن سكن رخيص في مساكن عشوائية غالبيتها من الأخشاب والبردين وتفتقد لخدمات النظافة والكهرباء والصرف الصحي وتتناوب على ساكنيها الأمراض والأوبئة على مدار العام.

ويتكبد المواطنون معاناة كبيرة في مدينة عدن، ولجأت الكثير من الأسر إلى مساكن عشوائية، انتشرت مؤخراً كالفطر في كل مكان، لا سيما مع اتخاذ الحكومة من المدينة عاصمة مؤقتة لها وتسبب ذلك بارتفاع جنوني في الإيجارات.

تعمل المواطنة أم صفية في أحد المرافق الحكومية بأجر شهري 42 ألف ريال، ويعمل زوجها في مهنة الصيد ولديهم 4 أطفال، ونهاية كل شهر لا يستطيعون توفير إيجار الكوخ الذي لجأت إليه الأسرة مؤخراً.

"لجأناً إلى هذا الكوخ بسبب جحيم الإيجارات وجشع المؤجرين، واليوم ندفع 35 ألف ريال ومهددون بالطرد" هكذا كان رد أم صفية عندما سألناها عن السبب الذي ألجأهم إلى السكن في مثل هذه الأكواخ.

أسرة عدنية تقاسي الأمرين وجحيم الإيجارات يكوي كاهلها
أسرة عدنية تقاسي الأمرين وجحيم الإيجارات يكوي كاهلها

تواصل المرأة الثلاثينية حديثها بألم وحسرة لـ«الأيام»: "دخلنا هذا الكوخ بإيجار شهري 20 ألف ريال، واليوم أجبرتنا الظروف دفع 35 ألف ريال حتى لا نجد أنفسنا وأطفالنا في العراء".

العيش على الديون
بدأت أم صفية عملها متعاقدة في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في العام 2013م، ومنذ ست سنوات وهي تتقاضى أجراً تعاقدي لا يتجاوز 42 ألف ريال، وتبدأ دوامها اليومي في الثامنة حتى الواحدة ظهراً، وزوجها الذي لم يتوفق في الحصول على وظيفة حكومية يعمل في مهنة الصيد، يعود أحياناً إلى المنزل وفي حوزته (2500) ريال، وأيام كثيرة لا يجد عملاً.

غرفة المعيشة
غرفة المعيشة

تقول: "صرنا نعيش على الديون، نصف كيلو أرز نأكله مع صانونة خالية من الخضار وجبة غداء، والعشاء روتي وجبن، ووجبة الإفطار في أيام كثيرة نعجز عن توفيرها، أشعر بوجع كبير وأنا أرى أطفالي يصرخون من شدة الجوع، وأقول لهم اصبروا هذا قدر ومكتوب علينا من رب العالمين".

مطبخ المنزل
مطبخ المنزل

الكوخ الشعبي الذي استأجرته الأسرة يتحول إلى بركة ومستنقع عندما تهطل الأمطار، لكن أزمة السكن حولت الكثير من المؤجرين إلى وحوش يطاردون المستأجرين دون رحمة أو ضمير.

تهديد بالطرد
وتضيف أم صفية: "طلب منا مالك الكوخ مغادرته بعد رفع الإيجار إلى 35 ألف، والكوخ عبارة عن غرفة وحمام ومطبخ، وهناك غرفتان لا تصلحان للسكن والكهرباء في غرفة واحدة والماء يقوم زوجي بجلبه من أحد المساجد المجاورة".

غرفة
غرفة

وحتى عندما كنت في وضع "نفاس" بقي مالك الكوخ يطالب بزيادة الإيجار ويهددنا بالطرد".

وأضافت، بكلمات ممزوجة بالحزن: "ظروفي أعاقتني من مواصلة علاج أحد أطفالي يعاني من سوء التغذية ونقص سوائل في جسمه، وقبل ثلاثة أسابيع تم تمديده في مستشفى الصداقة ولجأت إلى الديون لتوفير ثمن العلاج، وكان الوضع الصحي لطفلي يستدعي البقاء تحت الملاحظة مدة ثلاثة أشهر في المستشفى كما قرر الأطباء، ولكنني لم أتمكن خوفاً من قطع راتبي".

معاناة أسرة عدنية كريمة، تختزل حال مدينة يعاني أبنائها التجويع والإفقار، تقول أم صفية: "راتب هذا الشهر ذهب لقضاء ديون علاج طفلي، واليوم صرت لا أنام من الخوف والقلق ومهددة بالطرد من الكوخ لأنني لم أعد أملك شيئاً، فكل ما كان بحوزتي من ذهب قمت ببيعه لإطعام أطفالي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى