اتفاق الرياض على طاولة بن سلمان وبن زايد

> «الأيام» خاص

> علمت «الأيام» من مصادر دبلوماسية خاصة أن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى أبوظبي على علاقة وثيقة باتفاق الرياض ومساعي التسوية السياسية في اليمن.
وفي حين لم تبدِ المصادر مزيداً من التوضيح، إلا أنها أكدت أن هناك تحركات سعودية إماراتية لمتابعة تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية اليمنية، في 5 نوفمبر الجاري، إضافة إلى التشاور وبحث صيغة توافقية للتعامل مع المعرقلين لبنود الاتفاق.

وتأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى أبوظبي في خضم توترات بين الشرعية اليمنية والانتقالي الجنوبي تهدد بنسف ما تم الاتفاق عليه في الرياض، إذ يتعثر حتى الآن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق التي تنص على انسحاب قوات الشرعية وميليشيات الإصلاح من شبوة وأبين وعودتها إلى مواقعها قبل أحداث أغسطس الفائت، إضافة إلى تعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن وسحب السلاح الثقيل.

وأكّدت الإمارات "توافق الرؤى" بين البلدين حيال القضايا الإقليمية، في وقت تتزايد جهود إنهاء الحرب في اليمن المجاور. وقالت إنّ زيارة بن سلمان "مناسبة لمواصلة التنسيق الثنائي في القضايا المحلية والإقليمية والدولية، بما يعكس توافق الرؤى والسياسات بين قيادتي البلدين".

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن الزيارة تعكس "التوافق بين أبوظبي والرياض في مواجهة التحديات الإقليمية".
وحظيَ الأمير محمد بن سلمان، أمس، باستقبال رسمي ضخم في أول زيارة له إلى الإمارات منذ نحو عام، فأطلقت المدفعية 21 طلقة، وحلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة، بينما عزفت فرق محلية موسيقى تراثية لدى وصوله إلى "قصر الوطن" مكان الاستقبال الرسمي.

وفي داخل القصر الفخم، صدحت موسيقى أغنية "أنت ملك" في أروقة الصالات، حيث وُضعت أعلام البلدين الخليجيين بعناية جنباً إلى جنب فوق الأرض الرخامية البرّاقة.
وتقول كلمات الأغنية الشهيرة باللهجة السعودية المحلية "أنت ملك من قبل لا تصبح ملك".

وترأّس الأمير الشاب الوفد السعودي خلال جلسة مباحثات رسمية مع وفد إماراتي برئاسة ولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في إطار الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.

وجاءت الزيارة في خضم التحرّكات القائمة لإنهاء النزاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، مع توقف هجمات المتمردين ضد السعودية منذ أكثر من شهرين، وتراجع غارات التحالف ضد المتمردين.
وأمس الأول، أعلن التحالف العسكري إطلاق سراح (200) أسير من الحوثيين والسماح بسفر مرضى من مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات التجارية منذ 2016، كما أعلنت السعودية عن "قناة مفتوحة" مع الحوثيين لإنهاء النزاع.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، د. أنور قرقاش، معلقاً على الزيارة: "أهلاً وسهلاً بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في بلده الإمارات وبين إخوانه وأهله، أهلاً بالشقيق والعضيد والشريك والحليف والمحب، أهلاً بالذي يقود رؤية ملهمة طموحة بحجم بلده وثقلها. أهلاً بالسعودية في الإمارات".

وللرياض وأبوظبي مواقف متطابقة بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار المنطقة ومواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب.
التوافق السياسي الراهن بين البلدين تبلور منذ ستينيات القرن الماضي، وتعزز لاحقاً في أكثر من مناسبة، كالتنسيق لدعم مصر في حرب 1973، وحرب تحرير الكويت 1991.

كما تعزز أكثر بمشاركة البلدين في عاصفة الحزم ضد جماعة الحوثي في اليمن، إضافة للموقف الموحد حول إيران، التي لا يخفى دورها العدائي في المنطقة، والذي لا يدخر التحالف السعودي الإماراتي جهداً لتقويض ممارساتها من استهداف أمن ملاحة الخليج العربي، والمنشآت والسفن النفطية في المنطقة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى