يا أبطال الجنوب في كل ربوعها صبراً قليلاً في مجال الموت فها هي نجمة النصر تلمع في سماء عدن الحبيبة، فاستنيروا بنورها واهتدوا بهديها، لا تحدثوا أنفسكم بالفرار، فوالله إن فررتم لا تفرون عن عرض لا يجد له حامياً وشرف لا يجد له ذائداً. إنكم يا أبطال الجنوب لا تحاربون رجالاً أشداء، بل أشباحاً وجناء تتراءى في ظلال الأساطيل إنهم يطلبون الحياة وأنتم تطلبون الموت ويطلبون القوت، وتطلبون الشرف ويطلبون غنيمة يملؤون فيها فراغ بطونهم، وأنتم تطلبون جنة عرضها السموات والأرض، فلا تجزعوا من لقائهم، فالموت لا يكون مرّ المذاق في أفواه المؤمنين بقضيتهم.
إن هذه القطرات من الدماء التي تسيل من أجسادكم ستستحيل غدا إلى شهب نارية حمراء يهوى فوق رؤوس أعدائهم فتحرقهم، وان هذه الأنّات المتصاعدة من صدوركم ليست إلا أنفاس الدماء صاعدة إلى الله رب السماء، ان اعداؤكم الإرهابيين قتلوا أطفالكم وأخذوا ثرواتكم ونهبوا أراضيكم وأخذو بلحي شيوخكم فساقوهم الى حفائر الموت، فماذا تنتظرون بأنفسكم، اجلبوا عليهم سلاحكم ورجالكم، فالجنوب يحتاج لكل رجاله وكل من لديه كرامة، ولا خيار أمامهم إلا النصر فقط.
احفروا لأنفسكم سلاحكم قبورا، فالقبر الذي يحفر بأيدي مقاتليه لا يكون حفرة من حفر النار، فاحذروا غداً سينتهك الإرهابين والمتطرفين حرمة أرضكم ودياركم ويملكون عليكم نساؤكم وأولادكم.
موتوا اليوم شهداء في ساحة الحرب تكفنكم ثيابكم فتغسلكم دماؤكم، لأنكم أصحاب قضية.
إن هذا اليوم له ما بعده، فلا تسلموا أعناقكم إلى أعدائكم، فأنكم إن فعلتم لن تقوم لكم قيامة بعد اليوم.