العلم الجنوبي سيرفع مجددا على سارية الأمم المتحدة

> توفيق جزوليت

> السعودية تتحمل عبء تفعيل اتفاق الرياض بحذافيره، بعد فشلها في حسم المعارك لصالح الشرعية.
معضلة السعودية تتجلى في علاقتها مع الشرعية التي دعمتها على جميع الأصعدة، لمدة لا تقل عن خمس سنوات.

فالشرعية بتركيبتها الأيديولوجية المتباينة، واتساع رقعة الصراعات المناطقية داخل أجهزتها، إضافة إلى انتشار الميليشيات المسلحة التي نجحت في فترة قياسية في تعزيز موقعها داخل مؤسسات الشرعية، ناهيك عن انتهاك سافر لحقوق الإنسان في حق الجنوبيين مارسته تلك الشرعية بشكل ممنهج بمساهمة مباشرة من الإصلاح والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها.

اتفاق الرياض الذي لا تزال حكومة الشرعية ماضية قي انتهاك بنوده، وضع السعودية أمام أخطر تحد تواجهه منذ اندلاع الأزمة في اليمن واستيلاء الحوتي على السلطة السياسية والعسكرية في صنعاء، في المقابل أدى اتفاق الرياض إلى خلق ديناميكية جديدة وإيجابية في بعدها الإقليمي والدولي لفائدة الشعب الجنوبي وقيادته المتمثلة في المجلس الانتقالي، ولعل مضمون التقرير الذي قدمه المندوب الأممي مارتن جريفثس، إلى مجلس الأمن يؤكد هذا المنحى، إذ اعتبر بصريح العبارة أن اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي يمهد لحل سياسي في اليمن.

إن منطق السياسة ذا البعد الإستراتيجي، للحفاظ على مصالح أمن دول الخليج، وإنهاء حالة الحرب واللاحرب في اليمن بشكل عام وإعادة الاعتبار إلى الشعب الجنوبي الذي عانى منذ نهاية حرب 1994 الظالمة مرارة المؤامرات الواحدة تلو الأخرى يتطلب موقفاً سعودياً حازماً وحاسماً، إذ أن الشرعية رغم توقيعها على اتفاق الرياض مصرة على عدم تفعيل الاتفاق، ولا شك أن هذا العناد الممنهج هو تحد في المقام الأول للسعودية، ثم للمنتظم الدولي، كما أنه يؤكد بفعل الملموس أن الشرعية فقدت شرعيتها.

في خضم مرحلة ما بعد اتفاق الرياض، الانتقالي مطالب بتقوية الجبهة الداخلية، فهو حسب معرفتي قادم على مرحلة توسيع واستيعاب الجميع؛ لمواجهة المؤامرات التي تحاك من قِبل الشرعية والإصلاح على السواء. كما يجب الاستعداد لكل الاحتمالات على الرغم من أن المتغيرات الإقليمية والدولية تميل إلى إعطاء الجنوب استقلالاً لم تتضح معالمه، قد يكون حكماً ذاتياً في بداية المطاف، وفي مرحلة لاحقة الإعلان عن استقلال الجنوب العربي.
في الختام، كما رُفع العلم الجنوبي على سارية الأمم المتحدة في 30 نوفمبر 1967، سيعود ليرتفع مجدداً؛ لأن فك الارتباط والاستقلال أصبحا حتمية تاريخية.
الرباط 30 نوفمبر 2019

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى