مواطن يشهر قنبلة وسلاحه بوجه عاملين بمجمع صحي بعدن ويعتدي عليهم

> تقرير/ وئـام نجيب

>
تروي لـ«الأيام» منى جعفر عبدالله، فنية صيدلة في مجمع الميدان الصحي بمديرية صيرة في العاصمة عدن، ما حدث لها من اعتداء أثناء تأديتها لعملها في المجمع، وتقول: "حضر شاب يوم الخميس في 28 من الشهر الماضي في تمام الساعة الثالثة عصرا، حاملاً لطفلته (5 أعوام)، وقال لنا بأنها تعرضت لصدمة من دراجة نارية، وسألني عن الطبيبة، التي كانت قد تأخرت في الحضور، ومن ثم قام بتمديد طفلته في قسم الحقن، فذهبت إليها وقمت بفحصها وكانت بصحة جيدة، ولم تظهر عليها أي دماء أو كسور تستدعي توتر والدها، إنما ظهر خدش في ركبتها، وأخبرت والدها بذلك".


وأضافت: "وفي هذه الأثناء قام والدها بالضرب المبرح للذي كان يقود الدراجة النارية، وكان مرافقاً له وأتى معه لإسعاف الطفلة، وعلى ما يبدو بأنه لا يتجاوز السادسة عشر من العمر، وقال له أنا لم أتسبب لها بضرر كبير ومع ذلك فإني على أتم الاستعداد لنقلها إلى مستشفى خاص على حسابي، في هذه الأثناء حاولت أنا وأحد العاملين في المجمع منعه من ذلك، وقلنا له بأن حالة الطفلة جيدة وإن أراد الاطمئنان والتأكد فعليه الذهاب إلى مستوصف آخر، حينها قال لي أنتِ من ستقومين بعلاجها، وأخبرته بأنني لستُ بطبيبة وعليه الانتظار قليلاً حتى تأتي الطبيبة، في هذه اللحظة فتح قميصه (شميزه) وقام بإخراج قنبلة، وكان يرتدي لباساً مدنياً".
مقاومة وهلع
وتابعت منى حديثها بالقول: "هول الموقف دفع بعاملة النظافة بالمجمع، وهي كبيرة بالسن، إلى الإمساك بيده الحاملة للقنبلة، فيما قمت أنا بإمساك يده الأخرى، وبعد ذلك ضرب عاملة النظافة برأسها، وصرخ قائلا لها: افتحي لي ما لم فسأقوم بفتح القنبلة وتفجير المجمع، لأتفاجأ بعد ذلك بأنه فتح ليدي وأخرج سلاحه الأبيض (الجمبية) ووضعها على رقبتي، هول الموقف دفع بأحد المرضى الذي كان متواجداً في المجمع بتلك اللحظة بركل رجله ودق (الجمبية)، وبالفعل تمكن في إسقاطها من يده، وآخر ما قام به هو تكسير معدات في المجمع ليغادر بعد ذلك بمعية ابنته"، مشيرة إلى أن في وقت الاعتداء كان المجمع يكتظ بالمرضى من الأطفال والكبار وتسبب ذلك بهلع وخوف العديد منهم.
تماطل أدى إلى تعليق العمل
كما يفيد مجموعة من الأطباء العاملين في المجمع: "في نفس اليوم قامت إدارة المجمع بإبلاغ شرطة كريتر بالحادثة، وأتت تحقق في الواقعة بعد أسبوع من حدوثها، وعندما رأينا بأنه ليس هناك أي تجاوب وتماطل في سير الإجراءات الأولية أوقفنا العمل في المجمع من يوم الثلاثاء الأسبوع الماضي، لحين الاستجابة لمطالبنا، وهي ضبط الشخص المعتدي وتوفير حراسة أمنية مشددة للمجمع، ومنع دخول أي شخص مسلح".

مواطن يشهر قنبلة وسلاحه بوجه عاملين بمجمع صحي بعدن ويعتدي عليهم
مواطن يشهر قنبلة وسلاحه بوجه عاملين بمجمع صحي بعدن ويعتدي عليهم

وأضافوا: "بعد الواقعة وقفنا وقفة جادة لاسيما وأن إدارة المجمع رفعت هذا التعدي إلى كل من: مدير الصحة في المديرية، ومدير عام المديرية، وقسم الشرطة في المديرية، ولم نلقَ تحركاً جاداً من قِبلهم، مما دفعنا في التوجه إلى مكتب مدير الصحة والسكان في المحافظة، وقامت مديرة المجمع بإطلاعه بما حدث الذي انتهى بتوقف الطاقم عن العمل، بعد ذلك تواصل هاتفياً مع محافظ عدن وأخبره بما حصل، وبالفعل أبدى تضامنه معنا، وقبل مغادرتنا قام مدير مكتب الصحة بتوجيه رسالة إلى مدير شرطة كريتر ألزمه فيها بتوفير حراسة أمنية للمجمع لحماية الطاقم والمنشأة".

طوارئ
طوارئ
وفي ختام حديثهم قالوا: "لم نصمت على ما حدث من تعدٍ سافر على مرفق حكومي وموظف أثناء عمله، وسنعمل على تصعيد الموضوع، حيث تعرض المجمع لاعتداءات سابقة"، وتساءلوا: "أين هو دور مدير عام مديرية صيرة، ووزارة الصحة من كل ما حدث؟".
حراسة مؤقتة
حول ذلك تحدثت لـ«الأيام» مديرة مجمع الميدان الصحي، د. أنصاف الخامري: "يعد الاعتداء على فنية الصيدلة وعاملة النظافة تعدياً على المجمع والمرضى، حيث أننا في يوم وقوع الحادثة أبلغنا الجهات المعنية في المديرية والمحافظة، ولم نلقَ حلاً فورياً وحازماً يقضي بتوفير حراسة أمنية دائمة ومزودة بسلاح وبزي عسكري، ومحاسبة المعتدي على المجمع، خاصة وأن غالبية من يعمل في المجمع هن من العنصر النسائي؛ بل قامت شرطة كريتر بإرسال حارس واحد للمجمع، وقمنا بمنحه مبلغاً كحافز، ومع ذلك لم يلتزم بالحضور، وكلما أبلغنا مدير الشرطة بوقف العمل لخلو المجمع من الحراسة، يعمل على إرسال حراسة مؤقتة وغير منتظمة بالحضور".

الصيدلية
الصيدلية
وعبر «الأيام» نوهت د. أنصاف إلى أنه "سيتم تعليق العمل في المجمع حين لم يتم توفير حراسة أمنية دائمة؛ كونه ليس بإمكاننا العمل دون حماية، ونحن على يقين بأن الخاسر الوحيد هو المواطن، والذي لا تسمح له ظروفه المادية الصعبة بالذهاب لمشافي القطاع الخاص".

الجدير ذكره بأن «الأيام» نزلت إلى مجمع الميدان الصحي حينما علمت بتعليق العمل في المجمع، وشاهدنا أعداداً من المواطنين وأطفالهم ماكثين بجانب المجمع المغلقة أبوابه، كما لوحظ وجود الأطباء والعاملين فيه، الذين رحبوا بنا وطالبونا بإيصال أصواتهم للرأي العام، وما هي سوى لحظات حتى تم استئناف العمل بعد أن قامت شرطة المديرية بإرسال حارس أمني الذي أفاد "الأيام" قائلا: "أتيت هنا بشكل مؤقت فقط".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى