عدن مدينة منكوبة

>
عدن كانت وما زالت ميداناً لكل الصراعات الحزبية المسلحة، على مدى الحكومات المتعاقبة في جميع توصيفاتها سواء كانت العاصمة الرئيسية للدولة أو العاصمة المؤقتة.
عصام مريسي
عصام مريسي

وتبعاً لذلك يتعرض سكان عدن لكثير من المعاناة قبل الصراعات وأثناء الاقتتال، وكذا بعد الصراعات، فأبناء عدن يتعرضون للخوف ويعيشون حالات من القلق والاضطراب ويكونون عرضة لحالات نفسية تعتريهم بعد كل مأساة دموية تتعرض لها مدينتهم التي تدخل في نكبات اجتماعية واقتصادية ونفسية مع تكرار تلك الأزمات المفتعلة، والتي تكون عدن على الدوام ساحة لها.

لم يقتصر ألم المدينة على الجوانب النفسية التي أصابت سكانها وأهلها الذين يعيشون حالة من البؤس والشقاء جراء الصراعات المتلاحقة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سواءً أنهم يصبحون ضحايا لصراعات تدبر خارج مدينتهم وتكون الأخيرة معقلاً ومرتعاً للمتقاتلين.

إن ما أصاب السكان من ويلات الحرب والصراعات الدائمة جعلهم عرضة لحالات من الانهيار النفسي، فهم بحاجة ماسة لدعم نفسي ومعنوي للخروج من هذه الحالة، ولا يستغرب أحد من ذلك، فما يدور في الشارع العدني من حالة انهيار أخلاقي وعنف مفتعل، وتدهور في المستوى التعليمي، وما حالات العنف المدرسي إلا نتيجة واضحة ذات دلالة قوية على ما يعيشه الطفل من حالة نفسية متدهورة.

وما حالة الانفلات الأمني وحمل السلاح وتطور العنف وازدياد حدته إلا صورة من صور الانهيار النفسي الذي يعيشه الإنسان في عدن وكل مدن الصراع والاقتتال المستمر، وكذا ما وصل إليه المجتمع من تدنٍ أخلاقي في صور عدة، من عدم الاحترام السائد بين الناس، وعدم احترام الكبير والمرأة وتوقيرهما، وعدم احترام الموظف العام.. ومظاهر أخرى كثيرة.

عدن وسكانها كانا أقل اهتماماً من قِبل المنظمات الدولية العاملة في اليمن، ولربما مدن أقل عرضة لمثل هذه الصراعات كانت أكثر حظاً في الاستفادة من الدعم الدولي للمنظمات كحضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى.

الإنسان في عدن حُرم ويُحرم من سبل الرزق، وخاصة أن كثيراً من السكان في المدينة المنكوبة بعد توقف التوظيف يعتمدون على المهن والأعمال التي تدر رزقهم يوم بيوم، ففي ظل ذلك الاقتتال يحرم المواطن الباحث عن رزقه من العمل والكسب الذي يؤمن له قوت يومه، فمن يعوض مثل هؤلاء؟
بسبب الاقتتال، من الذي يعوض المواطن الذي فقد ممتلكاته وأدواته التي غالباً لا يستطيع امتلاك غيرها.
المواطن في عدن كسائر المدن، بالحرب والاقتتال يتعرض لكثير من الخسائر المادية والبشرية والنفسية ولا يجد من يواسيه أو يمد يد العون له.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى