أسرار اغتيال الشهيد الحمادي.. طبيعة الحجرية والتفكير بعمق

> د. باسم المذحجي

> إن من قتل الشهيد عدنان الحمادي ليست له دوافع سياسية فقط، بل هناك دافع آخر يتمثل في الكراهية لمواقفه الوطنية التي كانت دوما لا تتحيز لمواقف جماعة الإخوان باليمن (حزب التجمع اليمني للإصلاح)، بل كانت مواقف وطنية صرفة تنظر للجميع بنفس العين والرمش والميل.

مما لا شك فيه والثابت بأن الجاني اعتنق آراء جماعة الإخوان وتشرب بأفكار التنظيم وسياساته منذ حقبة المعاهد العلمية التي نشرت هذه الأفكار المتطرفة، لذلك فإن الكشف عن حقيقة قتلة الشهيد الحمادي هي من ستجرفهم من الساحة الوطنية اليمنية إلى مزبلة التاريخ وقاع العمالة والجريمة السياسية بحق اليمن، والذي يراد قوله هنا: "لقد ظل القتلة المأجورون طريقهم في مدن وأرياف الحجرية، فبدل أن يلجوا طريق الجريمة السياسية فقط، هاهم قد غرقوا في مستنقع الكراهية وباتوا قاب قوسين أو أدنى من تصنيفهم كجماعة إرهابية في مختلف المحافل الدولية".

الحجرية تجعلك تفكر بعمق، وغيلة الشهيد الحمادي جزء من هكذا عصف ذهني رهيب يسبر أغوارنا نحن اليمنيين الحجريين، ولا يختلف اثنان بأن المشكلات الشخصية غير منتجة ببساطة، وهذا دافع يجعلنا نفكر بمصلحتنا في المقام الأول، لكن الفيديو الذي تم الحصول عليه، والذي فيه تحدث الشهيد الحمادي عن الأيادي البيضاء للسلام، وتحقيق الأمن والسلام في الحجرية، وضحت فيه عدد من الحقائق الوطنية تختصر بالآتي:
هل ناضلنا وكافحنا لنصل لهذه المرحلة أم لمرحلة تحرير تعز؟
لماذا الجبهات متوقفة؟ نحن شركاء مع التحالف بطلب من رئيس الجمهورية، ولسنا عملاء للتحالف، ثم ختم بقوله: العملاء هم عملاء إيران وقطر الذين يجرون مناطقتا للصراع.

أحداث الماضي في الحجرية لم تقدّم فرزا منطقيا لما يحدث في مدنها وأريافها، لكن اليوم باتت الأمور في غاية الوضوح من سقوط الخونة والعملاء والجبناء في شر أعمالهم، وآن الأوان لفرز من يتربعون على قمة هرم الوطنية عن سواهم، وبات ملحا وقانونيا وطنيا وواجبا بأن يتم تقديم معلومات دقيقة عن هوية العملاء وطبيعة عملهم والغرض من أعمالهم ومخططات جرائهم، خصوصا بعد اغتيال الشهيد عدنان الحمادي غيلة وغدر من قبل جماعة الإخوان المسلمين فرع اليمن، والتي تدير تلكم المخططات القذرة بالتوازي والتنسيق من قبل نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر مع تنظيم الإخوان في اليمن بزعامة الشيخ القبلي حميد الأحمر، وأتحدث هنا وأنا مسئول عن حديثي أمام أبناء تعز وكل أبناء الحجرية بأن من مبلغ الخمسين المليون الريال اليمني هي أموال اللجنة الخاصة السعودية التي لا تعلم قياداتها بأن الجنرال علي محسن الأحمر المسئول الأول عن إنفاقها وإدارتها بات هو الممول الفعلي لعملية اغتيال القائد الشهيد الحمادي، بينما بقية الإخوان المسلمين الممولين من قطر، الذين يتزعمهم الشيخ حمود المخلافي وتوكل كرمان، مستمرون في بناء المعسكر تلو الآخر، ليس دفاعا عن تعز بل من أجل إخضاع كل مدن وأرياف الحجرية لسلطة التنظيم العالمي الإخواني الذي أغرق اليمن في الفوضى والاحتراب منذ 2011 بحجة ثورات الربيع العربي، واليوم يحملون راية الدفاع عن الإسلام السياسي في اليمن.

مفاجأة مدوية نقدمها عن الدور المشبوه للجنرال علي محسن الأحمر، وفي استغفال واضح لمهام وأجندات اللجنة الخاصة السعودية التي سخرت الأموال لدعم عملية استكمال تحرير تعز، وليس لتصفية الشهيد الحمادي مؤسس نواة الجيش الوطني، وفي المقابل وعلما يبدو بأن الإخوان المسلمين توهموا بأن الحجرية ستكون مركز انطلاق للتحشيد واحتلال المحافظات الجنوبية بذات الشعارات الوحدوية والدينية محاكاة لسيناريو حرب صيف 1994.

نحن اليمنيين في تعز والحجرية نسير في الطريق الصحيح وبخطوات وطنية مدروسة لا تلقي بالا لأجندات العملاء وبروباغاندا المرتزقة، بل يجب أن يعلم القاصي والداني بأننا في تعز عامة والحجرية سنواجهكم هذه المرة بكل قوة وفقا لعدد من الشروط والمحددات الوطنية والتي سنفرضها بإراداتنا الوطنية الصرفة وبصوت الحق والمنطق والعدل وتطوير البلدان.

نحن نرفع صوتنا بكل وضوح بأن تعز والحجرية لن تكون ملكية للإخوان المسلمين، وأجندات الجنرال علي محسن صالح، ولن ننزلق في مربع الحرب الأهلية، ولن تكون الحجرية قاعدة عسكرية ولوجستية للتحشيد وغزو الجنوب، بل سنؤمن مناطقنا وسنعزز أمنها واستقرارها وتنميتها وسننحاز للسلم والحوار مع الجميع بدون استثناء، ولن تجد دولة قطر موطئ قدم لتنفيذ أجندتها في مدنها وريفها، لأن من يفعل ذلك ستبتر قدمه وسيجتث من حجريتنا.

بالفعل سيمزق غالبية أبناء مدن وأرياف الحجرية بطاقات عضوية حزب التجمع اليمني للإصلاح في أقرب فرامة أوراق، وسنزيدكم من رجولة الشهيد القائد عدنان الحمادي بيتا بأننا سنتوحد في كل مدن وأرياف الحجرية في مواجهة كل المشاريع القذرة والمخططات المبتذلة، وسنحقق الرخاء والتنمية في الحجرية والمندب بمباركة ودعم مساندة إخواننا في المحافظات الجنوبية.
الحجرية تجعلك تفكر بعمق
الأنشطة الإجرامية التي تأخذ طابعا سياسيا منظما أصبحت أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا، وهذا ما حدث بالفعل ظهيرة اغتيال الشهيد الحمادي الساعة 02:30 من إرسال رسالة نصية من هاتف أحد المشاركين في الجريمة إلى قائد العملية الأكبر، حسب ما أفادت وحدة جمع المعلومات الاستخبارية التابعة للواء 35 مدرع، وتكون لدينا إمكانية امتلاك أكبر مسوغ قانوني لطلب نسخة من التسجيلات الصوتية الرقمية للمحادثات الخليوية عبر خدمة نقل الصوت التي تتمتع بها شبكات الهاتف النقال في الأراضي اليمنية، وستفصح لنا التسجيلات الصوتية مزيدا والمزيد من المفاجآت المدوية على كل الأصعدة.

إذا نظرنا إلى نسق العملية الإرهابية التي بموجبها تم تصفية الشهيد القائد الحمادي بالعمل الإرهابي، فالدوافع سياسية غير مفهومه من البداية قد لا تلتبس لدينا بمنظور وطني، لكن لو نظرنا إليها من زاوية الإرهاب، فالثابت بأن التنظيم الإرهابي الذي ارتكب الجريمة لا يرغب في تحمل مسئولية ارتكابه للجريمة نظرًا للنتيجة الجسيمة التي خلصت لها جريمة غيلة الشهيد القائد الحمادي، فالإرهاب وسيلة تندرج ضمن نسق الصراع الداخلي البيني والأجندات الخارجية العابرة للحدود. بالفعل لأول مرة يجد المدنيون من أبناء الحجرية وتعز أنفسهم في الخط الأمامي للحرب التي تستهدف وطنهم اليمن، ورجالاتهم الوطنية التي شكلت نواة الجيش الوطني.

جميعا نحن في تعز والحجرية سنفوت الفرص على المتربصين بسلميتنا وثقافيتنا ووعينا ورجولتنا وعزيمتنا وشكيمتنا، ولن ننجر إلى مربع العنف والاقتتال خصوصا أبناء اللواء 35 مدرع، وسنترك للجنة التحقيق أن تأخذ وقتها الكافي في رفع قرار الاتهام واستجلاء الحقيقة بكل الطرق التقليدية أو التكنولوجية، وطال الوقت أم قصر فلن تهدم معنوياتنا بمصابنا الجلل في فقدان مهندس نواة الجيش الوطني في تعز، والحجرية بقدر ما أصبح قتلة الحمادي غارقين حتى أخمص أقدامهم في جريمتهم السياسية، وممن حل لهم إلا ارتكاب مزيد من الجرائم، فلم تعد لديهم الوسيلة سوى غاية، فأهدافهم الإرهابية لم تستطع تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي والعسكري والأمني شيئا، بقدر ما جعلت حاضنتهم الاجتماعية تنحسر تدريجيًا، ورويدًا رويدًا لتحمل الرقم صفر، وليس في الحجرية وتعز فقط بل في كل المحافظات اليمن.

الحجرية تجعل من آخر تسجيل لآخر حديث للشهيد القائد الحمادي هي الإستراتيجية الوطنية للحجريين، والتي رسمها الشهيد الحمادي، ومعها نقدم تفسيرا بسيطا يخلص إلى أن تكون مع المندب مركز دولي للموانئ والخدمات اللوجستية، فذلك يعني بأن الحجري سيكون على بضعة دقائق من دبي أو الدوحة (اليمنية) وليس الخليجية.

أراد الشهيد الحمادي بأن الحجرية تبتعد بكل ذكاء عن أتون الحرب الأهلية، فلا تعادي الجنوب العربي مطلقا، وتجبر الشمال اليمني على تركها تنعم بالأمن والاستقرار كأمر واقع بفعل صمودها واستبسالها وتوحدها، فذلك يعني التخلص من الاستبداد الذي حكمها في اليمن بلارجعة.
ماذا بعد؟
لدينا نفط الوازعية والذي يسأوي نفط مأرب في مجمل الاحتياطات الإستراتيجية، كما لدينا قطاعات نفطية بحرية موازية للساحل. الحجرية تجعلك تفكر بعمق فلم نعد بالحاجة إلى الاغتراب في الشمال اليمني وخصوصا صنعاء، ولن نغترب في الرياض والدوحة ودبي، ومما لاشك فيه بأننا نحن الحجريين في منتصف الطريق، ومعها سنكون مركز دولي للتنمية والاستثمار لأننا نملك العقول والأيادي العاملة والرساميل، وفقط ما نحتاجه هو كيف نفكر لمصلحتنا فقطً ويتركنا الآخرون لشأننا، فأجدادنا فكروا باليمن ككل فكانت النتيجة بأن سحلوا في شوارع صنعاء، وأصبح أبناؤهم مغتربين. لذلك حجرية الحمادي تجعلك تفكر بعمق، والمرة تلو المرة في خضم الفوضى والصراع، وعلينا أن نختار أهدافا واضحة تخلق لنا الأمن والاستقرار والتنمية كما أراد لها الشهيد الحمادي، وتكون نهاية إستراتيجية الشهيد الحمادي أن نبتعد عن الحرب، ونقترب أكثر نحو الأمن والاستقرار والتنمية وتوحيد الصفوف، وهكذا الحجرية يراد لها كما أراد الشهيد القائد الحمادي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى