الفنان محمد خليل باع بيته ليسافر للعلاج

> هشام بامطرف

> توفي الفنان القدير محمد خليل، يوم الأحد قبل الماضي الموافق 1 ديسمبر، وقد حزن عليه الوسط الفني حزناً كبيراً لتواضعه وحبه لكل الفنانين وتحديداً البسطاء منهم اجتماعياً، وفتح لهم جزءاً من بيته المتواضع بمديرية دار سعد لاستضافتهم كل يوم ثم مقراً لفرقة الشرق للموسيقى التي أعاد تأسيسها وتولى رئاستها في العام 2000.

محمد خليل
محمد خليل
والفنان الراحل محمد خليل، واحد من الفنانين المحترمين، وما أكثرهم، في مرحلة العصر الذهبي للغناء والموسيقي في عدن وعدد غير قليل من المدن الأخرى في الجنوب!، أعطى الكثير من الجهد والوقت والصحة، بل وأنفق من ماله الخاص لتجاوز محنة أو عراقيل تواجه العمل الفني، ولولاهم جميعاً لما صرنا اليوم نفخر بأغانينا الرائعة والحديثة والمأخوذة من تراثنا الشعبي في الجنوب، ولما تمكنت وزارة الثقافة من تنظيم حفلاتها الموسيقية في المناسبات، دون رد اعتبار أو تقدير أو رد الجميل للفنانين الذين أثروا حياتناً بكل هذا الجمال الأدبي والفني خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وفناننا محمد خليل من ضمنهم.

وقد اشتهر محمد خليل بأنه من المؤسسين الرواد لفرقة الشرق الموسيقية، مطلع السبعينات بمديرية دار سعد، وهي واحدة من أعرق الفرق الموسيقية وأكبرها بعدن، وضمت عدداً كبيراً من أمهر العازفين على مختلف الآلات الموسيقية، بلغ من كثرتهم أن الفرقة كان بإمكانها إحياء أربع حفلات في الليلة الواحدة، إلى جانب توثيق أغاني عدد كبير من المطربين في التلفزيون ومصاحبتهم بالعزف في سهرات التلفزيون وبرامجه الفنية.

ولم يكن تأسيس مثل هذه الفرقة الكبيرة بالعمل السهل والهين، ولكنه احتاج لبذل جهود جبارة وإنكار للذات، وتقديم تضحيات كبيرة لا يقدمها إلا فنانون مخلصون لأنفسهم وللفن.

وقد أوقفت الفرقة نشاطها أواخر السبعينات مع حركة تأميم الفن، حتى أعاد الفنان محمد خليل تأسيسها بنفس الاسم عام 2000م، وضم في عضويتها عدداً كبيراً من الفنانين المخضرمين والشبان، وقدمت الفرقة عدداً كبيراً من الحفلات.

ومحمد خليل عازف عود وعضو فرقة "كورس" صاحبت العديد من فنانينا الكبار.

وقبل أعوام قليلة صار فناننا القدير محمد خليل طريح الفراش بسبب مرض السكر والضغط، وقد أصابه الشلل ولم يتحرك ضمير أحد من المسؤولين في وزارة الثقافة، رغم إبلاغ بعضهم شخصياً بصحته المتردية، ما اضطره مؤخراً إلى بيع بيته ليتمكن من السفر للعلاج، وهو رجل صاحب عائلة ولديه أبناء شباب.

أناشد ضمير كل مسؤول في وزارة الثقافة وكل المسؤولين بعدن إلى النظر بعين الاهتمام والرعاية لكل فنانينا في محنتهم الصحية الشديدة من باب الوفاء قبل أن يبيعوا بيوتهم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى