من أقوال عميد «الأيام»

>
الطريقة التي نراها نحن هي إزالة جميع الأوضاع القائمة في المنطقة والتركيز أولاً وقبل كل شيء على قيام حكومة مركزية قوية مؤقتة ومحايدة تتمتع بسلطات تمكنها من السيطرة التامة على كل أجزاء المنطقة وهي عدن ومحمياتها الشرقية والغربية والجزر التابعة لها، على أن يواكب قيام هذه الحكومة إغلاق المعتقلات في جميع أنحاء المنطقة والإفراج عن المعتقلين ورفع حالة الطوارئ.

ومتى ما تأكد للجماهير عزل أنظمة الحكم القائمة عزلاً تاماً وإعلان ظهور الحكومة المؤقتة المحايدة، حينئذ - وحينئذ فقط - يستطيع ابن الجنوب أن يستشعر ابتعاد شبح الخوف عنه.. نقول ابتعاد شبح الخوف لا إزالته؛ لأن ذلك يتطلب اطمئناناً أكثر من مجرد هذا الاطمئنان قبل أن يعم المواطن الشعور بإزالته كلية.

حالة كهذه تجعل كل مواطن، أكان كبيراً أم صغيراً، يقف على قدم المساواة مع بقية أفراد الشعب وبذلك يبدأ السير على طريق الحرية والاستقلال.. فهل يعني استعداد بريطانيا للتعاون مع الأمم المتحدة أنها قادرة على تحقيق ذلك جنباً إلى جنب مع بعثة الأمم المتحدة؟!

إذا كان الجواب نفياً، وهذا ما يتصوره الجميع، فالمسألة إذاً تتحول إلى لعبة كبرى لم يكن المقصود من تعاون بريطانيا مع الأمم المتحدة أكثر من استخدامها جسراً للعبور بحيث تأتي التوصيات شبيهة بالمقترحات الدستورية التي وضعها الخبيران البريطانيان الدستوريان.. وإذا رفضت الأمم المتحدة الوقوع في المصيدة التي أعدت لها فإن بريطانيا سيكون لسان حالها حينذاك "اللهم إني بلغت" مدعمة لسان حالها هذا بالقول إن الأمم المتحدة عجزت حيث عجزت بريطانيا ولم تكن الأمم المتحدة مدركة الوضع على حقيقته وهي خارج المنطقة فأدركته بنفسها حين دخلت المنطقة! وهكذا تتم فصول المسرحية الطويلة.
«الأيام» العدد 252 في 4 ديسمبر 66م​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى