الكماشة.. إستراتيجية الإخوان الجديدة في الجنوب

> ماجد الدبواني

> يحشد حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، الذراع الرئيسي لتنظيم الإخوان في اليمن في المحافظات الشرقية للجنوب تمهيداً للسيطرة على ما تبقى من محافظة شبوة للوصول إلى أبين وعدن مستغلا نفوذه وتواجد قواته بمأرب وصحراء وادي حضرموت في محاولة لتضييق الخناق على الجنوب ووضع كماشة عسكرية للقوات الجنوبية التي دحرته من عدن وأبين وتقف أمامه في شبوة.

واستقدم حزب الإصلاح عناصره من الجوف ومأرب ودفعها باتجاه شبوة لمحاربة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مستغلا التزام الأخير ببنود اتفاق الرياض ومن قبلها الهدنة المعلنة خلال مشاورات جدة.
اتفاق الرياض ومخططات الإخوان
بتوقيع اتفاق الرياض في 5 نوفمبر بين حكومة الشرعية التي يسيطر على مفاصلها الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، أصبح الأخير طرفاً أساسياً برعاية دول التحالف، وواقعاً أربك حسابات الإخوان وجعلهم يستميتون للحفاظ على ما تبقى لهم من نفوذ بالمحافظات الجنوبية تاركين وراء ظهورهم العدو الأول لليمن واليمنيين المسيطر على صنعاء.

يقول المحلل العسكري العميد المتقاعد عبدالله الجعفري إن اتفاق الرياض فرض واقعاً مريراً على حزب الإصلاح لا يمكنه تغييره في هذه المرحلة بالذات إلا أن هناك ثغرة بسيطة في الاتفاق ستضمن له الحصول على صلاحيات واسعة السلطة إذا استطاع بالفعل الحفاظ على المناطق المتبقية تحت سيطرته لما بعد تنفيذ بنود الاتفاق التي تنص على إقامة الأقاليم ومنح حكما ذاتيا لها.

وأكد الجعفري في تصريح خاص لـ "نافذة اليمن" بأن قيادات الإصلاح أدركت هذه الفرصة فبدأت تحركاتها لتنفيذها بمحالة ضم منطقة بيحان النفطية التابعة لمحافظة شبوة، إلى المنطقة العسكرية الثالثة التي مركزها بمحافظة مأرب والتي تُعد المعقل الرئيس لحزب الإصلاح وهو ما يعد خرقا والتفافا واضحا على بنود اتفاق الرياض.

ويرى الجعفري بأن سعي قيادات حزب الإصلاح إلى ضم منطقة بيحان ومديرياتها في محافظة شبوة، إلى المنطقة العسكرية في محافظة مأرب، للأهمية التي تكتسبها المنطقة كونها تمتلك حقولاً نفطية أهمها حقل "جنة" الذي يعد من أهم حقول النفط والغاز اليمنية الواقعة بين مأرب وشبوة، والذي تسيطر عليه شركات تابعة للجنرال على محسن نائب الرئيس هادي ورأس الأفعى الإخوانية في اليمن.

وأوضح الجعفري بأن بيحان الثلاث كما يطلق عليها هي منطقة واسعة تبلغ مساحتها 616 كيلومترا مربعا في الجهة الشمالية الغربية لمحافظة شبوة وتبعد حوالي 210 كيلومترات عن عاصمة المحافظة، مدينة عتق وتجاور محافظتي مأرب والبيضاء، وتتألف من ثلاث مديريات، هي: عسيلان وعين والعليا، وهي المناطق النفطية في محافظة شبوة إلى جانب منشأة بلحاف لإنتاج وتصدير الغاز المسال والتابعة لمديرية رضوم.
الكماشة تبدأ من شبوة
تعتبر محافظة شبوة خط الدفاع الأول الحامي للجنوب ومنها يمكن التمدد إلى محافظة حضرموت وهو ما دفع بالجنرال الأحمر وحزب الإصلاح لحشد عناصرهم وتكثيف تواجدهم فيها.

وبالتزامن بدا الجنرال الأحمر والإخوان عملية بناء قوات جديدة في الوديعة وتعزيز قواته في وادي حضرموت لتكوين قوة إسناد ودعم تجعل الحرب دائرة في جغرافيا الجنوب، وتحد من استمرار تمدد قوات المجلس الانتقالي التي أضحت قوة شرعية معترفا بها.

وأكدت مصادر عسكرية لـ "نافذة اليمن" أن الإخوان استعانوا بعناصرهم في قوات الشرعية وقيادات عسكرية جنوبية موالية لهم لرسم حدود سيطرتهم ودراسة إمكانية الانقضاض على أبين والوصول إلى عدن ولحج.

وبهذا الصدد لم يستبعد الجعفري وجود تنسيق بين الإخوان والحوثي بشأن الضالع.

ويرى الجعفري أن الإخوان جعلوا من الجنوب أولوية قبل أن يتجهوا للسيطرة على باقي المناطق المحررة، وعلى وجه الخصوص الساحل الغربي.

ويشير الجعفري إلى أن الإعلان عن معسكر المخلافي في يفرس تعز يعني لف حبل المشنقة على الجنوب، خاصة وأن هذا المعسكر يهدف للسيطرة على مفاصل مديرية الحجرية المحاذية للجنوب لتكتمل بذلك كماشة الإخوان على الجنوب.

ويعتقد الجعفري أن اغتيال العميد عدنان الحمادي كان هدفها إزالة كافة العقبات التي تعترض تنفيذ هذا المشروع.
ما هو موقف الجنوب؟
يجمع الجنوبيون بأن معركتهم في شبوة معركة كسر شوكة الإخوان وإرهابهم وعلى رأسهم الجنرال الأحمر القائد العام والمؤسس لذات التنظيم الإرهابي الإخواني.

وفي هذا الصدد، أكد النقيب الجنوبي المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب بأن "الموقف العسكري في الجنوب لأي تحركات عسكرية تؤدي إلى إفشال اتفاق الرياض وخلط الأوراق سنواجهها بكل قوة ونحن على أعلى الجاهزية والاستعداد سواء أكانت تلك التحركات قادمة من مأرب أو غيرها".

وقال النقيب في تصريح خاص لـ "نافذة اليمن": "لقد أدركنا جيداً الغايات الدنيئة التي يحاول حزب الإصلاح بمليشياته تنفيذها تجاه الجنوب ليس فقط لإعادة غزو الجنوب؛ بل لإحراج المملكة العربية السعودية التي رعت الاتفاق وقدمت لليمن شماله وجنوبه ما لا نستطيع أن نحصيه بهذه العجالة.

وأضاف: "كل هذا التمرد الإخواني على اتفاق الرياض يأتي في سياق الأهداف القطرية والتركية التي تلاقحت مع المشروع الإيراني الفارسي في اليمن وهي أهداف خاسرة".

واختتم حديثه بالقول: "كل التحركات مرصودة وهي مكشوفة، وحين ينفد صبرنا ونرى أننا قد أدينا ما علينا من ضبط للنفس احتراماً والتزاماً باتفاق الرياض ستجد هذه التحركات نفسها في مغبة خسارة ماحقة".

"نافذة اليمن"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى