رجال في ذاكرة التاريخ.. 1- عميد عبدالخالق الزامكي 2- عميد سالم عبدالله الكميتي

> نجيب محمد يابلي

> عميد سالم عبدالله الكميتي.. حضور نوعي في كل الجبهات

الميلاد والنشأة
سالم عبدالله عبدربه أحمد عبدالله بن الحاج بن صالح بن سالم الكميتي من مواليد 1938م (تقريبا) في قرية المغراء، لبعوس يافع، في أسرة فقيرة، حيث اضطرت الظروف الصعبة التي عاشتها الأسرة إلى أن أرسل رب الأسرة بولده الأكبر محمد إلى عدن للعمل، واضطر بعد ذلك إلى إرسال ولده عبدالله إلى عدن عام 1945م، ولم يكن قد تجاوز الثامنة من عمره، ووصلها مع أحد رجال قريته الذي سلمه للرجل الفاضل الحاج عبدالرب عبدالرحمن، وكان يعمل بالتجارة الحرة، وفتح بيته لأهل الكميتي جميعاً (أي العصبة) والأقارب، ووفر الطعام والشراب والمأوى حتى يحصل الواحد منهم على عمل.
أول أجر شهري روبية هندية
استقر الطفل عبدالله في منزل الحاج عبدالرب بمدينة التواهي وألحقه أحد الأقارب بأحد منازل حي البنجسار ينظف الأطباق والصحون في المطبخ، وعمل لمدة أربعة أشهر، وفي أحد الأيام انكسر عليه صحن من زجاج فصاح رب البيت، وخاف عبدالله وهرب من البيت مخلفا وراءه راتب ثلاثة أشهر أي ثلاث روبيات، وعاش بعد ذلك عند عمه.
الكميتي يحفر الصخر بأظافره
عزم عبدالله الكميتي على ترك العمل في البيوت إلى العمل العضلي والفني، وبدأ عمله شاباً عامل لحام بمنطقة حاشد عندما بدأ التحضير لبناء مصفاة عدن، والتحق بعد ذلك في خدمتها سائق شاحنة.

نشأ الكميتي متابعاً للإذاعة وخاصة صوت العرب، وهي تنقل أخبار مصر والجزائر، وكان شديد الإعجاب بهما وانعكس ذلك على التطورات التي حدثت في سلطنة يافع على أيام السلطان محمد بن عيدروس العفيفي، الذي قاوم السلطات البريطانية التي أغارت على سلطنة يافع، وكان عبدالله الكميتي من أنصار السلطان الثائر.
الكميتي في الكويت
بطبيعة أهل يافع الخوض في غمار الاغتراب غادر عبدالله مع أبناء يافع ميناء دبي ووصلوا إلى ميناء قطر وميناء البحرين حتى وصلوا إلى الكويت يوم 16 ديمسبر 1959، وبدأ العمل في مصنع للطابوق، ثم سائق شاحنة، وتوسعت علاقاته الاجتماعية مع شباب عرب، وكان المد القومي ينتشر في صفوف الشباب سواءً في الكويت أو في مناطق متفرقة.
ثورة 26 سبتمبر بداية العمل الوطني
كان العمال العرب القادمون من اليمن شمالا وجنوبا متحمسين لثورة 26 سبتمبر 1962م، ومنهم عبدالله الكميتي، وتبرعوا لها بالمال والدم، وكان شغلهم الشاغل دعم الثورة والعمل في الداخل للوقوف ضد الموقف البريطاني المعادي للثورة، فشكلوا جبهة بعد عودتهم من الكويت، وعقدوا اجتماعا تأسيسيا سريا في يافع يوم 13 أبريل 1963م من 14 شخصا بدءاً بسالم عبدالله عبدربه ومروراً بعبدالرحمن بن عبدالرحمن عبدالله وانتهاء بأحمد عمر عقيل المطري.

نشطت الجبهة في عدة اتجاهات؛ منها دعم الثورة في الشمال، ورأب الصدع بين القبائل في يافع وغيرها من اتجاهات الهم الوطني والقومي.
لقاء السلال وثوار الجنوب
انطلق الشباب الوطني في يافع من وحدة الصف من خلال تأسيس جبهة الإصلاح اليافعية، وكان سالم عبدالله عبدربه الكميتي أحد مؤسسيها كما كان أحد مؤسيسي الجبهة القومية، والتقوا لهذا الغرض المشير عبدالله السلال، والفريق العمري، وسالم وطه مقبل، وقحطان الشعيبي، وكلف هؤلاء أحمد حاجب وجابر وعلي محضار لقيادة جبهة يافع ضد الاستعمار البريطاني، كما تجدر الإشارة إلى أن سالم عبدالله عبدربه ألّف كتاب "جبهة الإصلاح اليافعية" مع الكاتب مندعي ديان.
محطات في حياة العميد سالم عبدالله عبدربه
انتخب العميد سالم الكميتي عضواً في مجلس محلي عدن في مرحلتين ولمدة ست سنوات من أكتوبر 1981 حتى أكتوبر 1988م، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة مناضلي الثورة اليمنية وحرب التحرير في يونيو 1990م، وانتخب عضوا في المجلس العام لمناضلي الثورة اليمنية في أكتوبر 1992م، انتخب العميد سالم الكميتي رئيسا لجمعية جعولة الزراعية التعاونية في أكتوبر 1992م، وانتخب أمينا للمال في جمعية لبعوس الخيرية في نوفمبر 1998م، وأعيد انتخابه في فبراير 2000م حتى يونيو 2005م.

كما انتخب سالم الكميتي عضو الهيئة الإدارية لمنتدى يحيى عمر في أغسطس 1991م، وشغل مهمة حاكم في أول محكمة ابتدائية أسست في لبعوس، كما أسس أول إدارة بلدية في تاريخ يافع لبعوس، وعمل مديراً لها.

عمل سالم الكميتي قائد المليشيا للمحافظة على أمن في لبعوس قبل إنشاء الشرطة، والتحق بوزارة الداخلية برتبة ملازم ثاني في الفاتح من يناير 1970م، وعمل قائدا لمعسكر علي جامعي، وعمل ضابطا لعمليات وزارة الداخلية وقائدا لمعسكر النصر.

عمل سالم الكميتي مديرا لسجن المنصورة المركزي ومديرا لأمن مطار عدن الدولي، وعمل مسؤول الورش الفنية بوزارة الداخلية.

عمل سالم الكميتي بعد الوحدة مديراً للإمداد والتموين على مستوى المحافظات الجنوبية حتى حرب 1994م الظالمة؛ حيث توقف عن الخدمة حتى تقاعده عام 2000م برتبة عميد.
سالم الكميتي في حصاد الأوسمة والميداليات
حصل العميد سالم الكميتي على الأوسمة والميداليات التالية:

- وسام الثورة 14 أكتوبر.

- وسام 30 نوفمبر.

- وسام الإخلاص من الدرجة الأولى.

- ميدالية حرب التحرير.

- ميدالية الشجاعة من وزارة الداخلية.

- ميدالية التفوق القتالي.

- ميدالية الخدمة العسكرية.
العميد الكميتي وحصاد الشهادات التقديرية
حصل العميد سالم الكميتي على الشهادات التقديرية التالية:

1 - من اتحاد الشباب الاشتراكي اليمني.

2 - من الدائرة السياسية بوزارة الداخلية.

3 - من مدير شرطة محافظة عدن.

4 - من اللجنة العليا للمبادرات في وزارة الداخلية.

5 - من لجنة الصلح (مشايخ وعراف القعيطي) يافع.

6 - من الجمعية الخيرية اليافعية عدن.

7 - من جمعية لبعوس الخيرية - عدن.

8 - من جمعية كلد الخيرية الاجتماعية - عدن.

9 - من جمعية خلاقة الخيرية - عدن.
عميد سالم الكميتي محتسب عند ربه
انتقل العميد سالم عبدالله عبدربه الكميتي إلى جوار ربه يوم 23 سبتمبر 2016، وهو متزوج وأب لثلاثة أولاد وبنتين.
عميد عبدالخالق الزامكي

الميلاد والنشأة
الشيخ والعميد عبدالخالق حسين ناصر سليمان الزامكي من مواليد 30 مايو 1950م في حي الشيخ إسحاق بمديرية المعلا بالقرب من محطة قطار عدن التاريخي بحارة الشيخ إسحاق القديمة.

انتقل عبدالخالق الزامكي بعد ولادته مع أسرته إلى منطقة القلوعة، وسكنوا في مدينة الروضة حي الثورة بلوك (23) منزل رقم (1) منزل حسين ناصر سليمان، وكان ولده بمثابة شيخ لأهل منطقته آنذاك، وهو عم وزير الزراعة الأسبق محمد سليمان ناصر.

عاش المناضل عبدالخالق الزامكي في كنف والديه بمدينة الروضة، ونشط كثيراً في الوسط الاجتماعي لمديرية القلوعة؛ ومنها مساهمته في تأسيس نادي الانتصار الرياضي.
الزامكي ابن المعهد الفني بالمعلا
تلقى عبدالخالق الزامكي دراسته الابتدائية والمتوسطة بمدينة المعلا، والتحق بعد ذلك بالمعهد الفني، وفي نهاية فترة الدراسة غادر إلى بريطانيا مع صفوة طلاب الدراسة بالمعهد؛ حيث حصل على شهادة سيتي اند جلدز City - Guids، ولم تثنه الدراسة من الطموح بالحصول على شهادات أخرى من جامعات عربية مختلفة.
الزامكي خريج مدرسة الشرطة
التحق عبدالخالق الزامكي بمدرسة الشرطة بمنطقة صلاح الدين في البريقة، وتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ عام 1971م، وابتعث إلى الاتحاد السوفييتي في دورة عسكرية بمجال البحرية.

ظل الفقيد على هذا المنوال حتى بعد إقصائه وتوقيفه عن العمل الأمني والعسكري بفترة ووجيزة على خلفية الصراع السياسي بين الرفاق في الجبهة القومية، في تلك الفترة كون شقيقه الكبير المناضل أبوبكر الزامكي الذي كان قيادي تيار اليمن، الذي أقصاهم رفاقهم من جناح اليسار في الجبهة القومية.
الزامكي يتجه إلى العمل المدني
تعرض عبدالخالق الزامكي لهزات تسببت في إقصائه عن مجال عمله الأمني والعسكري، فاتجه إلى العمل المدني وأبلى فيه بلاء حسناً، فعمل في سلك التدريس، وبعد ذلك في وزارة الزراعة، وانبعث للدراسة في عدد من الدول الأوروبية؛ حيث انخرط في عدد من الدورات التأهيلية.
الزامكي من فرسان كرة القدم
مارس عبدالخالق الزامكي الرياضة منذ نعومة أظفاره في منطقة القلوعة خلال فترة الستينات وبداية السبعينات؛ حيث تفنن في ممارسة اللعبة بعرفية متميزة بيسراه الذهبية، ولعب في مركز الوسط في نادي الانتصار، والذي كان أحد مؤسسيه عام 1985م مع كوكبة من الرياضيين العدنيين؛ منهم: أ. فرج باحشوان أول رئيس للنادي، وأ. العطاس نائب رئيس النادي، بالإضافة إلى جعفر مسعد، وجميل بخشو، وسالم ناصر ميسري، والمدرب أحمد حسين الطريمي، ومن اللاعبين القدامى أمثال: أحمد محمد سالم، وناصر حسن الحماطي، ومحمد الشراء، وعمر علي أذن.. وآخرون.
محطات في حياة الزامكي
تنوعت وتعددت المحطات التي شكلت مشوار حياته الوظيفي؛ حيث عمل مدرساً وهي الفترة المعروفة بفترة الخدمة

الوطنية، ثم عمل ضابطاً في سلاح البحرية بوزارة الدفاع بعد استقلال الجنوب عن بريطانيا 30 نوفمبر 1987، ثم ضابطاً في مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، ثم عمل مسؤولا أمنيا في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وعمل بعد ذلك ضابط أمن خارجي في العاصمة البريطانية لندن، ثم عمل رئيس قسم الترجمة في إدارة الانتربول الدولي، وعمل بعد ذلك مدير أمن البنوك في عدن عام 1992م.

عمل العميد عبدالخالق الزامكي مدير أمن مطار عدن الدولي اعتبارا من 11 يوليو 1994م، فمديرا مساعدا للأجهزة الأمنية في مطار عدن الدولي حتى عام 2002م، وكان الزامكي واحدا من أهم مؤسسي قطاع خليج عدن خفر السواحل بمدينة عدن عام 2003م، ثم عمل نائبا لمدير خفر السواحل في عدن منذ تأسيسه حتى عام 2006م، فمدير الشؤون الفنية "قطاع خليج عدن" عام 2007م، فمدير خفر السواحل مركز شقرة وبمحافظة أبين عام 2008، فمستشار رئيس مصلحة خفر السواحل بوزارة الداخلية.
العميد عبدالخالق الزامكي محتسب عند ربه
انتقل العميد عبدالخالق الزامكي إلى جوار ربه يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2019م بمنزله في حي الإنشاءات بشارع التسعين بالعاصمة عدن عن عمر ناهز 69 عاما.

العميد عبدالخالق الزامكي متزوج من ابنة المرحوم محمد حاجش أحمد، وأنجبت منه خمسة أبناء؛ الذكور منهم ثلاثة: ماجد 34 عاما، محمد 29 عاما، صلاح 24 عاما، وبنتين.
أشقاء العميد عبدالخالق الزامكي
1 - أبوبكر حسين الزامكي، يكبره بعامين، وكان عضوا قياديا في الجبهة القومية وحكومة الرئيس قحطان الشعبي.

2 - ناصر حسين، تُوفي أثناء دراسته الجامعية.

3 - مهندس طيار بدر حسين، يعمل في شركة طيران اليمنية حتى يومنا هذا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى