ألفين حالة بزنجبار وحدها.. تزايد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

>
بات أبناء محافظة أبين والنازحون إليها محاصرين بالعديد من المعاناة والمنغصات التي تكدر صفو حياتهم اليومية، منها افتقارهم للخدمات الأساسية أو من رداءتها، ليضاف إليها منذ السنوات القليلة الماضية انتشار الأوبئة والأمراض، أبرزها حالات الإسهالات المائية الحادة أو المشتبهة بحالات الكوليرا، والتي تجاوزت الألفين حالة خلال الفترة الماضية في مستشفى زنجبار العام فقط.

تزايد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في أبين
تزايد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في أبين

يقول محمد، وهو أحد المرضى المرقدين في قسم الطوارئ بالمستشفى: "أتيت إلى هنا أمس برفقة أهلي بسبب إصابتي بحالة إسهال شديد، والحمد لله أشعر الآن بتحسن كبير بعد أن تحصلت على العلاجات والأدوية الكافية واللازمة".


ومحمد يُعد واحداً من عشرات المصابين الذين تعرضوا لإسهالات الحادة أو المشتبهة بمرض الكوليرا المنتشر بكثرة في مديريات المحافظة، ومناطق البلاد الأخرى.
أسباب متعددة
وأوضحت د. أنسام عبدالله الشيخ، وهي ضابط قسم الترصد في المستشفى، أن القسم رصد خلال النصف الأخير من العام الجاري 2086 حالة مصابة بإسهالات مائية أو مشتبهة بحالات كوليرا.
د. أنسام
د. أنسام


وأكدت في حديثها لـ«الأيام» أن قسم الإسهالات ومنذ تأسيسه في المستشفى زنجبار العام بعام 2016م يقدم كافة الراعية الصحية للمرضى، لافتة إلى أن الحالات المشتبه إصابتها بمرض الكوليرا خصص لها مكان بعيد عن نزلاء المستشفى الآخرين، معيدة الأسباب الرئيسة للإصابة بهذه الأمراض إلى عدم طهي الطعام بالشكل الصحيح، وعدم غسل الخضروات جديداً قبل تناولها.


وأضافت د. أنسام الشيخ: "هناك الكثير من الصعوبات يُعاني منها القسم، منها عدم توفر الأدوية الكافية على الرغم من استقباله أكثر من مائة حالة في الأيام الأخيرة، ولكن لدينا أملا بحل بعض ممّا نشكو منه وذلك بافتتاح القسم الجديد في الأيام القادمة بإذن الله تعالى"، مشيدةً في السياق، بالدور الذي يبذله كل من مكتبي الصحة في المديرية والمحافظة ومديرة المستشفى، وكذا المنظمات الدولية الداعمة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية، التي قالت بأن الفضل يعود إليها في افتتاح القسم ودعمه بالأدوية.


فيما قالت مسئولة قسم الطوارئ في المستشفى، د.عائشة سالم: "نعمل في هذا القسم على مدار الساعة، ونقدم للمرضى ما يجب أن يقدم له من إسعافات وفحوصات أولية معروفة، فإن كانت الحالة خفيفة يُعطي لها الأدوية ويتم إخراجها بعد 4 ساعات، وقد يتم ترقيدها ليومين كاملين في حال لم يتوقف الإسهال منها".
"النازحون ضاعفوا من معاناتنا"
د. عبدالقادر
د. عبدالقادر
من جانبها، قالت مديرة مستشفى زنجبار العام، د. سيلة عوض: "قسم الإسهالات كان في بدء إنشائه يعمل كزاوية إرواء، ونتيجة لزيادة عدد الحالات المصابة بالإسهالات أنشأت منظمة الصحة العالمية مشروع القسم في المستشفى بحسب المواصفات لاسيما أن هذا القسم يعد من أهم الأقسام في أي مستشفى"، مضيفة: "نقدم خدماتنا على مدار 24 ساعة، حيث توصلنا حالات كثيرة مصابة بإسهالات مائية وأخرى مشتبه بالكوليرا، وما زاد من معاناتنا هي موجة النزوح إلى المديرية".


وتابعت تصريحها لـ«الأيام» قائلة: "مؤخراً تم بحمد الله إنشاء قسم جديد للإسهالات، وقد اكتملت عملية البناء فيه ولم يتبقَ سوى التأثيث، ولهذا نتمنى من الإخوة في السلطة المحلية ومكتب الصحة والجهات المعنية بتوفير الاحتياجات المتبقية بأسرع وقت حتى نتمكن من افتتاح القسم وليسهل علينا استقبال المرضى".

وأشارت د. سيلة إلى تحصل إدارتها على دعم من منظمة الصحة العالمية ومكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة ولكنه غير كافٍ نتيجة الازدحام، آملة بمزيد من الدعم في مجال الأدوية والمجالات الأخرى لمواجهة الأوبئة.
دعم غير كاف
وأكد مدير مكتب الصحة العامة في مديرية زنجبار، عبدالقادر باجميل، بأن المستشفى يقدم الدعم اللازم للمصابين بحالات الإسهالات المائية الحادة والكوليرا وبحسب الإمكانيات المتاحة، لافتاً إلى أن حالات الإسهالات المائية في ارتفاع متزايد.

وأوضح في تصريحه لـ«الأيام» أن "الدعم الذي يقدم لقسم من قِبل منظمة الصحة العالمية غير كاف، مطالباً من المنظمات العاملة في المحافظة بالاهتمام بهذا القسم الذي يعمل كادره على مدار 24 ساعة.

وانعكست حياة المواطنين والأسر الأبينية رأساً عن عقب بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، لاسيما التردي المريع في القطاع الصحي.


ويعزو مسئولون صحيون بأن مشكلة النزوح من محافظتي الحديدة وتعز فاقمت من تردي الأوضاع في القطاعات الصحية التي تفتقر في الأساس للكثير من المعدات والأجهزة الضرورية فضلاً عن النقص الكبير في الأدوية في ظل انتشار العديد من الأوبئة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى