مؤسسة خاصة بالشلل الدماغي تعيد الأمل لعشرات الأسر في عدن

> مسئولة: مؤسستنا الوحيدة في البلاد التي تهتم بالأطفال المعاقين

> تقرير/ سليم المعمري
250 طفلاً ممن يعانون من الشلل الدماغي هم عدد المنتسبين لمؤسسة الحق في الحياة لأطفال الشلل الدماغي، الكائنة في العاصمة عدن.

بدأت المؤسسة بغرفة واحدة عام 2016 بتقديم العلاج الطبيعي لـ 8 أطفال، ونظرا لتوفر الدعم اتجهت لتأسيس المؤسسة في الفلل البيضاء بخور مكسر وافتتاحها مع منتصف عام 2017 م، بعد أن كان مقرها الرئيسي في صنعاء.

يؤكد العديد من الأهالي أن أبناءهم تحسنوا كثيراً من العلاج الذي يتلقونه في المؤسسة على الرغم من المعوقات التي تواجهها إدارتها كصغر المبنى وقلة المعلمين وغيرها الكثير.
استفادة
وتحسنت عشرات الحالات من الأطفال المعاقين ممن يتلقون العلاج والتمارين في المؤسسة على الرغم من الصعوبات التي تعترض إدارتها كنقص في المبنى والدعم وغيره من الأشياء الضرورية.


وتشير سهام أحمد ناصر، وهي معلمة في المؤسسة، إلى أن احتياجاتهم كثيرة كالأدوات الخاصة بتدريس الصم والبكم، إلى جانب صغر المبنى والذي اضطرت بموجبه الإدارة لتدريس فصلين دراسيين، وهما الأول والثاني.

المواطن محمد عوض الخضر المرزوقي تعرضت ابنته ندى لمرض الصفار أصيبت على إثره بإعاقة في الحركة، وجرى نقلها لمستشفى الصداقة لمعالجتها ولكن دون جدوى.

يقول المرزوقي إنه توجه بابنته مباشرة بعد سماعه بهذه المؤسسة منذ ثمانية أشهر وقد تحسنت الآن طفلته كثيراً".

ويوضح في حديثه لـ«الأيام» بالقول: "كانت ابنتي ندى قبل أن آتي بها إلى هنا لا تقدر على الجلوس، أما الآن فأصبحت تسير على قدميها، وهذا أسعدنا كثيراً، بل أعاد فينا الروح، لاسيما أن العلاج والتدريب مجان، وهذا ما سهل علينا أشياء كثيرة".


فيما وصفت أم فرح محمد مهيوب تحسن ابنتها من الشلل الدماغي بـ "العمل السحري والجبار".

وأضافت: "ابنتي قاربت عاما من العلاج هنا من المرض التي تعانيه وهو شلل دماغي وفي الأطراف، والحمد تحسنت كثيراً فيما يتعلق بالتوازن والوقوف، مع أن عضلاتها كانت متصلة، وهذا من وجهة نظري يُعد علاجا سحريا، فضلاً عن كونه مجانيا إلى جانب المواصلات مع وجود التعليم التمهيدي، وما نتمناه هو أن نجد لهذه المؤسسة اهتماما من قبل الجهات المعنية في الدولة".
نصائح
فيما نصحت أسوان محمد سالم، وهي فنية علاج طبيعي، الأمهات بضرورة عرض أطفالهن على طبيب أطفال في حال شاهدن بأن بنيته وولادته غير طبيعية، وما إلى ذلك من الأمور المتعلقة بهذا الخصوص.


وأوضحت في حديثها لـ«الأيام» أن هناك أشياء متعددة تحتاجها المؤسسة لتتمكن من تأدية مهامها تجاه هذه الشريحة المجتمعية بالشكل الأمثل، منها توفير وسائد مختلفة الأحجام سواء كانت أسطوانية أو مثلثة أو مكعبات، بالإضافة إلى الألعاب المناسبة لتنبيه الطفل كالمرئية والسمعية والألوان، وكذا (سقامات ومشايات)، خصوصاً أن الأطفال من أسر فقيرة وتوفير هذه المتطلبات سيمكن أهاليهم من تمرينهم في البيوت وأيضاً لتكون الاستجابة سريعة.

وأضاف صبري سفيان محمد، اختصاصي علاج طبيعي: "عالجت كثيرا من حالات الإعاقة (الشلل الدماغي)، ولكن نظراً لتزايد الاحتياجات بتنا بحاجة إلى مزيد من المدربين، كما أن المكان صغير ولا يتسع للتدريب والمعدات"، ناصحاً أولياء الأمور بسرعة إسعاف أطفالهم حتى تكون الاستجابة لديهم أسرع.

فيما قال عبدالحليم عبدالحافظ، مدرب علاج طبيعي في المؤسسة: "لا توجد جمعية أو مؤسسة داخل عدن غير هذه المؤسسة لتأهيل الأطفال سواء النطق أو العلاج الطبيعي، وقد استفاد منها أكثر من مائة طفل تتراوح أعمارهم ما بين أربعة أشهر وسبعة أعوام"، لافتاً إلى أن "الاستجابة لهذه الفئة العمرية تكون خلال شهرين كحد أدنى، فيما تكون الاستجابة بطيئة كلما تقدم الطفل في العمر".

وتمنت مريم زكي، خريجة إرشاد نفسي وتربوي (معلمة)، أن تحصل على أدوات خاصة بالمهارات وأدوات رياضية مثل كرة القدم وغيرها لتساعدهم على تقوية أجسامهم.
تعليم مهارات
وتشير منى عبدالواحد محمد، وهي معلمة في قسم التدخل المبكر للأطفال من عمر سنتين إلى 7 أعوام، إلى أنها تعلم الأطفال 5 مهارات وهي: معرفية، وحركية، وذاتية، ولغة التواصل، والمهارات الاجتماعية.

وأوضحت في حديثها لـ«الأيام» أن الطفل ينتقل في المؤسسة من فصل التدخل الخفيف إلى قسم الروضة ومن ثم التعليم الجماعي مثل المهارات الحركية والألوان ومهارات الإعداد والأرقام وغيرها، ومن ثم التحول إلى التعليم الوظيفي فالتعليم الفردي، وهو مكمل لأهم قسم وهو العلاج الطبيعي.


وتابعت بالقول: "الأطفال يحتاجون إلى المكعبات والألوان والمواصلات، ولكن المكان أصبح لا يتسع لتزايد عدد الأطفال فيه، ولم نقدر على استقبال جدد في هذا القسم الذي بلغ عدد الطلاب فيه حالياً 20 طفلاً".

وبحسب رئيس قسم الروضة، سمية علي ناصر، يتم تدريس الأطفال في الروضة الألوان والحواس مع تخصيص فترة ترفيهية وتعليمية، لافتة إلى أن هناك أطفالا استفادوا، وآخرون لم يستفيدوا بالشكل المطلوب، نتيجة للإهمال وعدم الاهتمام من قبل الأمهات في فترة السابقة.

وأوضحت سمية ناصر أن المؤسسة باتت بحاجة لمبنى أكبر وكراسي ثابتة مزودة بأدوات ربط (تأمين)، كما تمنت من الجهات ذات العلاقة ضرورة الاهتمام بهذه الفئة بتقديم المساعدات المناسبة لها وبما يمكنها من تجاوز ما تعاني منه.

وقالت دعاء أحمد باهديلة: "أعمل كمعلمة متطوعة لأجل المعاقين، وحالياً ندرسهم تمهيديا، وهي مرحلة تتضمن تعليم بداية الحروف والأرقام والأشكال والفواكه، ليتم تهيئتهم للدخول في الصف الأول الابتدائي".
صغر في المبنى ونقص بالمعلمين
من جهتها أكدت مدير مؤسسة الحق في الحياة لأطفال الشلل الدماغي، د. فرح عبدالله مدحي، أن هذه المؤسسة هي الأولى من نوعها في عدن، حيث ترعى الأطفال المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من شلل دماغي، مشيرة إلى أن المؤسسة بدأت نشاطها بغرفة وعلاج طبيعي فقط قبل أن تتوسع في عامها الثاني إلى 8 أقسام، وهي: قسم العلاج الطبيعي، والعلاج النطقي، والعلاج الوظيفي، والتعليم الخاص، وروضة الأطفال (أي تأهيلهم كتمهيدي ليلتحقوا بالصف الأول)، وقسم التدخل المبكر والذي يتلقى فيه الطفل وعمره سنة إلى سبعة سنوات تعليمه مهارات في الحركة واللبس، وقسم الإيواء"، مضيفة: "لدينا نية بإلحاق هؤلاء الطلاب بعد فترة من التأهيل في المدارس الحكومية ليندمجوا مع مجتمعهم".

وأوضحت في تصريحها لـ«الأيام» أن صغر المبنى أجبر الإدارة على تدريس الصفين الأول والثاني في فصل واحد، الأمر الذي سيسبب بإرهاق للمعلمة خصوصاً أنها تدرس منهجين في وقت واحد.

وعن فترة الاستجابة للمعاقين تقول مدحي: "هناك من يحتاج لفترة شهر أو أكثر أو سنة، وقد يكون خلال سنتين بحسب الاستجابة لكل واحد منهم".


وأشارت إلى أن قسم العلاج الوظيفي، وهو الخاص بتعليم الطفل كيفية ارتداء الملابس وخلعها وكذا الشرب معتمداً على نفسه يتطلب فترة لا تقل عن شهرين، بات بحاجة إلى ثلاث موظفات اختصاصيات في العلاج الوظيفي، مضيفة: "أما قسم العلاج الطبيعي فيوجد به 5 موظفين وبحاجة لموظف آخر، نظراً للإقبال الكبير من المرضى، كما أننا نحتاج أيضاً على الأقل 6 شقق على أن تكون الشقة مكونة من أربع غرف، واحتياجاتنا للموظفين الجدد تتطلب منا أيضاً توفير رواتب وإمكانيات، كما نحتاج إلى باصات لنقل الأطفال، ولهذا لابد أن يكون لنا سند كصندوق رعاية المعاقين والمنظمات الدولية والمحلية"، موضحة أن ما يقارب 250 طفلا ينتسبون حالياً للمؤسسة، ومائة آخرين تم إقعادهم في المنازل لوجود سنة تأخر لديهم في عملية الاستجابة".

وقالت: "لا يوجد في اليمن كله مكان لإيواء الأطفال المعاقين، حتى دار الأيتام حالياً يرفض استقبال أي طفل معاق، في الوقت الذي يتوفر لدينا سكن لإيواء هؤلاء الأطفال لدينا طفلتان منهم، ونحن مستعدون لجمع كل الأطفال المعاقين في داخل سكن بدلا من التشرد بالشوارع، ولكن هذا يحتاج إلى دعم".

وتمنت مدير مؤسسة الحق في الحياة د. فرح عبدالله مدحي لأطفال الشلل الدماغي توفير مبنى جديد وزيادة الموظفين وتوفير والأدوية الخاصة بالشلل الدماغي مجانياً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى