راقية في ذكرى رحيلها الثانية

> ا أنا أكتب في ذكرى رحيلك الثانية يا فقيدتنا الغالية، لقد شكل رحيلك أيتها الراقية خسارة كبيرة على وطنك وأهلك ومحبيك، رحم الهض فقيدتنا فقد كانت هامةً قانونية وحقوقية من الطراز الرفيع ومتميزة بحق وحقيقة.

قليلون هم أولئك الذين يرحلون بصمت عن هذه الدنيا الفانية رغم ما أنجزوا من الأعمال والمآثر لو كانوا وثقوها لاحتوت على مجلدات؛ ولكنهم آثروا على أنفسهم أن يبقى ما عملوه خالصاً لوجه الله وإرضاءً لمرضاته وإرضاءً لضمائرهم الحية لأن وخز الضمير كان ملازما لهم طوال فترة حياتهم وعملهم.

لقد عاشت الفقيدة بصمت دون ضجيج كعادتها عاشت نظيفة اليد والنفس واللسان.

في رحلة العمر التي نعيشها يمر علينا أُناس كثيرون من زملاء وأصدقاء وأقارب لكن البعض منهم حين يغادر هذه الدنيا يتركون في نفوسنا وحياتنا فراغاً كبيراً يصعب التعويض عنه، وهذا هو رحيل أستاذتي راقية حميدان التي نظل مسكونين بذكراها طالما حيينا..

لقد كان الجلوس مع أستاذتي راقية والاستماع إلى أفكارها وآرائها، وهي تحلل وتفسر القوانين واللوائح والنظم القانونية والحقوقية، نشعر بأننا أمام إنسانة استثنائية وفريدة واسعة الإلمام والثقافة والإدراك والتحليل والغوص في الأعماق وبقدره فائقة، كانت تتمتع بقدرة عالية على النقاش والقدرة على إيصال ما تريد إيصاله للآخرين وبروح هادئة وديمقراطية وذوق رفيع يحترم ويدافع عن حق الآخرين في التعبير عن قناعاتهم دون أي تهاون أو مساومة في مواقفها وقناعاتها تجاه قضايا المواطنين ومصالح الآخرين والمجتمع.

لقد كانت لنا أمٌ تعلمنا منها الكثير فكراً وسلوكاً كانت رفيقة ملهمة لنا في التحفيز على التعلم والتفوق وتمثل القيم الوطنية والقانونية والحقوقية والأخلاقية، والتي تجسد المحبة والتآخي والتقارب والتآلف والتكافل الإنساني..

ستبقى الفقيدة راقية حميدان اسماً لامعاً في سجلات القضاة والمحامين والحقوقيين، وستبقى ذكراها عطرة عند الناس الذين أحبتهم وأحبوها.. فأمثالها لا ينساهم الناس ولا يتنكر لهم التاريخ..

تغمد الهي الفقيدة بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته وألهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان.

إنا لهل وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى