حراسة معاشق بعدن تمنع الصيادين من عملية الاصطياد بصيرة

> تقرير/ وئام نجيب

> في الوقت الذي يُعاني فيه أبناء العاصمة عدن من ارتفاع فاحش في سعر الأسماك في المدينة، تعرض، أمس الأول، الصيادون إلى المنع من عملية الاصطياد في مديرية صيرة من قِبل القوات السعودية المتواجدة في قصر المعاشق، المقر الرئيس للحكومة الشرعية، الأمر الذي زاد من معاناة السكان المحليين والصيادين على حدٍ سواء، كما دفع بعشرات الصيادين لتنفيذ وقفة احتجاجية بالقرب من المعاشق قطعوا خلالها الطريق المؤدية إلى القصر الرئاسي للتعبير عن رفضهم لأي إجراءات تعسفية بحقهم وكذا رفض محاربتهم في لقمة عيشهم، كما قالوا.

إصابات
وقال المسؤول المالي لجمعية خليج صيرة السمكية، محمد هادي: "تفاجأ الصيادون أثناء عملية الاصطياد للحصول على ثمن لقيمة عيش لهم ولأفراد أسرهم، تفاجئوا بإطلاق وآبل من الرصاص عليهم من القوات السعودية المتواجدة في منطقة المعاشق وبشكل مباشر، نتج عنها إصابة ثلاثة صيادين أحدهم في حالة حرجة يرقد حالياً في العناية المركزة بمنظمة أطباء بلا حدود".

وأكد هادي بأن الجبل الذي تم منع الصيادين من الاصطياد فيه ليس له أي حرم منذ زمن، لكونه منتجعا استراتيجيا للصيد وموقع رزق الصيادين.

وأضاف متسائلاً في حديثه لـ"الأيام": "بأي حق يتم إطلاق الرصاص علينا من الجبل، ونحن نصطاد بمدينتنا؟!"، مضيفاً: "هذا الاعتداء ليس الأول بل قد سبقته اعتداءات أخرى وتضررت جراءها قواربنا من الأعيرة النارية، ولكن ما حدث اليوم (أمس الأول) من إطلاق للرصاص الحي بشكل مباشر على الصيادين لن نقبل به، وسنقطع الطريق في صيرة وسنمتنع عن علمية الاصطياد حتى يتم توفير حماية لنا، أو نتحصل على تعهد بعدم التعرض لنا".

مطالبات بالتحقيق الفوري
وأكد صيادون في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" أن ما تعرضوا له من إطلاق نار بسلاح متوسط (مضاد طيران) لم يحدث في أي مكان آخر، مطالبين الجهات المعنية بسرعة التحقيق الفوري مع مطلقي الرصاص الحي نحوهم أثناء عملية اصطيادهم وإصابة ثلاثة منهم.
كما طالبوا الحكومة الشرعية بإخلاء المعاشق من القوات السعودية والتوجيه بإعادة قواربهم المحتجزة.
الرصاص الذي تم ضربه على الصيادين
الرصاص الذي تم ضربه على الصيادين

وبغضب يقول صياد مسن: "أنا موظف منذ سبعينات القرن الماضي وأتقاضى راتبا لا يتجاوز 30 ألف ريال، وخروجي للاصطياد هو لتحسين أوضاعي المعيشية، ولكن مع الأسف هناك من بات يحاربنا حتى في أرزاقنا".
وأضاف متسائلاً "إلى متى سنظل صامتين على هذا الظلم.. نموت من الجوع والأمراض وأبناء المسؤولين في الحكومة الشرعية يعالجون في الخارج ويتمتعون بما لذّ وطاب".

واختتم حديثه لـ "الأيام" قائلاً: "نحن فوضنا عيدروس الزبيدي، والآن نطالبه بعمل حل لنا ورفع هذا الظلم عنّا".

البحث عن الحلول
وكانت جمعية خليج صيرة السمكية قد توجهت في الأول من يناير الجاري برسالة إلى المجلس المحلي في مديرية صيرة والحزام الأمني، المسئول الأمني في منطقة معاشق، جاء فيها: "نود إفادتكم بأننا على مدى أربعة أيام متواصلة ونحن في متابعات مع الجانب السعودي في (المعاشق) والمكلف بالحماية في المنطقة المحظورة والتي لم تحدد معالمها حتى اللحظة للصيادين".

وأوضحت الجمعية في الرسالة، التي تحصلت "الأيام" على نسخة منها، بأن أول لقاء لها مع الجانب السعودي كان في يوم السبت الموافق 28 من ديسمبر الماضي بعد احتجازهم مجموعة من قوارب الصيادين في المنطقة.

وأضافت: "عند مطالبتنا بضرورة إيجاد علامات بحرية لتحديد المسافات الممنوع تجاوزها من قبل الصيادين كمنطقة محظورة، أجاب الجانب السعودي بأنه على تواصل مع موانئ عدن وهي الجهة التي تتوفر لديها هذه العلامات البحرية، ولكنه ألمح إلى أن توفيرها يتطلب الكثير من الوقت، ولتفويت الفرصة ولوضع حدٍ لمعاناة الصيادين أبدينا استعدادنا لعمل علامات بحرية واضحة مع تحمل تكاليفها والتي وصلت نحو 240 ألف ريال يمني، كما أبدا الجانب السعودي استعداده لتوفير الحبال واللمبات فقط، وأكدنا أيضاً في اللقاء على أن تكون المسافة البحرية للمنطقة المحظورة لا تتعدى نصف ميل بحري من كل الاتجاهات المحاطة بمعاشق بحراً، ولكن الجانب السعودي أصر على أن تكون ميلا واحداً"، مضيفة: "استمرت لقاءاتنا معهم وطالبناهم خلالها بإطلاق القوارب المحتجزة، كما أبلغناهم بأن كافة الترتيبات الخاصة بالعلامات البحرية جاهزة من قبلنا".

وتضمنت الرسالة قائمة كشف بأسماء الصيادين المحتجزة قواربهم في المعاشق والبالغ عددهم 33 قارباً.
توقف العمل في حراج صيرة إثر الحادثة
توقف العمل في حراج صيرة إثر الحادثة

وقالت جمعية خليج صيرة السمكية، في رسالتها الموجهة إلى المجلس المحلي في المديرية والحزام الأمني: "كانت المعاشق منطقة محظورة منذ تواجد القوات الإماراتية فيها، ولكن بسبب مرونة التعاطي والتنسيق لم يسجل أن تعرض خلالها الصيادون لمثل هذه الإجراءات القاسية عند محاولتهم للدخول للمنطقة المحظورة، وإن كان هناك سوء تصرف من قِبل الصيادين في التمادي والتوغل والتجاوز بسبب كثرة تواجد الأسماك فيها"، مؤكدة في السياق بأن إطلاق النار بشكل مفرط على قوارب الصيادين واختراق الرصاص لبعضها خطأ فادح ينبغي ألا يستخدم خصوصاً أن "الصيادين ليسوا متوجهين لسلب أو سرقة المعاشق أو استهداف أحد المسئولين فيه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى