الكذب السياسي في اليمن.. ألوانه وخطورته

> د. باسم المذحجي

>  من أبرز مجالات الدراسات الإستراتيجية هي ضرورة الوعي بتقدير الموقف، وهذا الموقف نابع من تقدير نصي يركز على معلومات موثوقة ومحللة ومراجعة حصيفة للتاريخ السياسي والعسكري لليمنيين.
هنا لابد للمراقب أن يمعن ويتعمق في النظر إلى البيئة السياسية الراهنة في اليمن وتختصر بالآتي: عندما نقول السلطة الشرعية أو قوات حماية رئاسية أو بروبا غاندا مصدر حكومي فالحكومة هي حكومة حزب الإصلاح (جناح إخوان المسلمين فرع اليمن)، وهي وراء الفشل المؤسسي والأمني الذي تشهده اليمن منذ عودتها للسلطة في 2012 من بوابة حكومة الوفاق اليمنية برئاسة محمد سالم باسندوة.

في حين مراجعة التاريخ السياسي والعسكري في اليمن منذ حرب صيف 94 ترتب المعلومات وفقاً لهذه الحقائق:
1 - الإصلاح استعاد السلطة في 2011 من المؤتمر التي وصل إليها بحرب صيف 94 بعد إقصاء الحزب الاشتراكي الجنوبي.
2 - لا توجد حكومة تمثل الشعب اليمني بديموقراطية تمويل وتنموية منذ 2012، بل حقائب محاصصات سياسية.
يقودنا التدقيق إلى المسلمات التالية:
جماعة الشيخ حميد الأحمر انقلبت على جماعة الرئيس علي صالح في 2011، بدعم من الجنرال علي محسن صالح الأحمر ثم في 2014 - 2017 الحوثي دحر الجميع.
بعد تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وصلنا إلى المعلومة الدقيقة التالية: "حزب الإصلاح فرع إخوان اليمن يدير خططه بناءً على الخلافات القطرية السعودية والخلافات التركية الإماراتية".
الملاحظ بأن الأسطوغرافيا اليمنية تؤرخ حقائقها من النقاط التالية:
1 - كيف بدأت حرب صيف 94، والتي همشت اتفاق الوحدة اليمنية سنة 1990؟
2 - كيف بدأت خطوات تمرد جماعة الحوثي في صعدة منذ 2006؟
3 - كيف تشكل الحراك الجنوبي للعسكريين الجنوبيين منذ 2007؟
4 - كيف تشكل الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر 2014؟
واختصر الأحداث بأن دول الخليج لم تلعب أي دور محوري إلا في 2012، عبر المبادرة الخليجية والحقيقة تقدم نفسها بأن نقاط الخلافات والحروب هي يمنية صرفة.

نحن اليمنيون نريد إستراتيجية تعامل مع الأشقاء في التحالف العربي لدعم الشرعية توظف مجالات أخرى غير حربية، وأبرزها التمويل والتنمية، والتي تسعى أطراف يمنية لحرفها عن هذا المسار بأجندات إقليمية، وهذا لب القوة في الفكر السياسي الراهن عبر إدارة نمط متميز في التحليل والتفكير للاستفادة من تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

في الحقيقة أتقدم بجزيل الشكر للصحفي السيد سلمان عسكر من أبها على سعة صدره في برنامج فضاء حر، والذي يبث من إسطنبول لقناة تعاني رفض مجتمعي جعلها غير قادرة على معاودة البث من الداخل اليمني بعد مرور خمس سنوات من مغادرة اليمن.
وعلى الوجه الآخر، فالمدعو فيصل الحذيفي لا يمثل وجهة نظر اليمنيين فهو مجرد شخص يتقن فلسفة الكذب السياسي عبر استحضار الإسطوغرافيا اليمنية دون مراجعة اتفاق الوحدة 1990، ولا أسباب حرب صيف 94، وربطها بتدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في 2015، بل الثابت بأن الحذيفي هو أداة من أدوات الجيوبولتيكا، التي تدار من قطر ونحن نعاني منها منذ 2011، شأنها شأن توكل كرمان.

وبالفعل هذه الأدوات تنشط في هذا التوقيت بالتنسيق مع قناة الجزيرة، والتي تخطط لنشر فيلم وثائقي تحت عنوان: في المهرة "النوايا المبيتة"، ونحن نعاني أكاذيب الجزيرة في الحجرية وبشكل لا يطاق، خصوصاً بعد الحملات والأفلام الوثائقية التي خصصت لاتهام محافظة تعز بالإرهاب من بوابة كتائب "أبوالعباس"، التي كانت تدافع عن مدينة تعز في الجبهة الشرقية.

بالعودة للتقدير النصي لتقدير الموقف للحالة اليمنية الراهنة، فكل من يريد تمثيل الشعب اليمني بصدق، فكل ما عليه هو بحث ما ينفع اليمنيين في القضايا الراهنة:
1 - ماذا عن التداعيات الجيوستراتيجية لثورات اليمن؟
2 - ماذا عن ربط الهدف السياسي بالعمل العسكري؟ لكشف هذه الفلسفة لابد ونجيب إستراتيجيا كيف نريد النهاية لليمن؟ وما هي الطموحات المستقبلية؟
ما أريد شرحه بأن جوقة فرع الإخوان في اليمن، أي حزب الإصلاح اليمني، خصوصاً الجناح التركي القطري، نسوا بأن اتفاق الرياض جاء لرأب الصدع الذي عانته اليمن منذ خرق اتفاق الوحدة بحرب صيف 94، هذا التناسي والذاكرة المثقوبة للإخوان يعود لأنهم سبب فشل إدارة الدولة في اليمن في صنعاء، وسبب سقوطها بأيادي حركة الحوثية الانقلابية، وهم السبب الفعلي لقرارات مجلس الأمن المتصلة بالحرب على الإرهاب في اليمن.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى