مصدر عسكري لـ«الأيام»: عملية مأرب مخطط لتحييد قوات جنوبية والزحف إلى شبوة

> عدن/ مأرب «الأيام» خاص

>
شككت مصادر عسكرية وسياسية بالقصف الذي استهدف، مساء أمس الأول، معسكرا للتدريب في مأرب، معتبرة أن العملية مخطط استهدف قوات جنوبية كانت تتلقى تدريبات في معسكر الاستقبال شمال غرب المدينة.

المصادر ذاتها أكدت أن القصف استهدف بدرجة رئيسة معسكراً للواء الرابع حماية رئاسية، وهو لواء جنوبي انتقل من عدن إلى مأرب عقب المواجهات مع المجلس الانتقالي الجنوبي في أغسطس الفائت، مشيرة إلى سقوط ما لا يقل عن 78 قتيلاً و50 جريحاً جميعهم، باستثناء أربعة، من أبناء الجنوب ومن محافظتي أبين وشبوة بشكل خاص.

وتعسكر في مأرب عشرات الألوية الشمالية، وبعضها على مقربة من مواقع سيطرة الحوثيين لكنها لم تُستهدف بعمليات من هذا النوع في السنوات الماضية.

مصدر عسكري تحدث لـ«الأيام»، مساء أمس، قال: "إن العملية تأتي في إطار تحالف قادم بين الحوثيين وحزب الإصلاح بشأن التنسيق والتعاون لشن عمليات عسكرية وتقدم للسيطرة على مناطق في العمق الجنوبي".


وأضاف: "هناك ترتيبات وتحالفات بين أطرف شمالية في مقدمتها الحوثي وحزب الإصلاح للعودة بقوات عسكرية وسيطرة جديدة على مناطق في الجنوب ومنها مناطق نفطية في شبوة ومناطق إستراتيجية وذات أهمية عسكرية، كمناطق التماس في لحج والضالع وأبين، وهذه جميعها ستبقى مناطق مهددة".

وتابع: "استهداف اللواء الرابع حماية رئاسية عملية مخطط لها وبتنسيق بين تلك الأطراف الشمالية، والهدف منها تحييد أي قوات جنوبية في مأرب يعتقد الإخوان والحوثيون أنها ستتخذ موقفاً مناهضاً في حال بدأ الزحف العسكري الشمالي نحو شبوة أو أي منطقة جنوبية مستهدفة".

وتعد هذه العملية في مأرب هي الأولى من نوعها من حيث التخطيط والدقة في إصابة الهدف والخسائر البشرية، إذ كانت جماعة الحوثي نفذت خلال الأشهر الماضية عمليتين استهدفتا اجتماعا لوزير الدفاع محمد علي المقدشي، لكنه نجا مرتين متتاليتين وقُتل ثلاثة من مرافقيه.

مصادر متعددة ذكرت أن خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في معقلهم بمأرب وعلى علاقة بقيادات عليا في الجيش اليمني رصدت تحركات المقاومين الجنوبيين وحصلت على معلومات عن الموقع، مشيرة إلى أن الخلية التي تعمل بالتنسيق مع جماعة الحوثي رصدت إحداثيات تحدد موقع التجمع فوقعت الضربة بعد عشر دقائق من تجمع القوة.


شهود عيان وناجون أكدوا أن الكثير من الجنود الشماليين كانوا غادروا معسكر التدريب قبل القصف بساعة وأن آخرين لم يأتوا منذ الصباح بينما غادر قائد اللواء مهران القباطي المعسكر الساعة الرابعة عصراً في حين تم القصف بشكل مباشر الساعة الـ 6:40 في المغرب.

وعقب القصف مباشرة نشرت مواقع تابعة لجماعة الإخوان تصريحاً للقائد مهران القباطي يؤكد فيه أن جماعة الحوثي استهدفت المعسكر بصاروخ بالستي وأن عشرات الجنود سقطوا بين قتيل وجريح.

إلى ذلك دعا المستشار بوزارة الدفاع، العميد شمس الدين البكيلي، إلى إقالة الوزير محمد علي المقدشي.

وقال المستشار العميد البكيلي: "باسم القوات المسلحة نطالب بإقالة وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي للفشل الذريع في قيادة الجيش.. بعد حادث استشهاد وجرح (110) والعدد في تزايد من ضباط وأفراد اللواء الرابع حماية رئاسية".


وأضاف: "للمرة التي لن نذكر رقمها أو لأننا تناسينا كم آخر رقم لفشل وزير الدفاع، للحد من سقوط ضحايا بهذا الكم المهول في عملية صاروخ فوق قوات عسكرية تدرك من أنها لن تصيب أحدا وهي في حضرة معقل وزير الدفاع".

وتساءل المستشار البكيلي، الذي يعد من قادة الوحدات الفنية العسكرية في القوات المسلحة، في منشور على منصته بالفيسبوك: "أين التعليمات التنظيمية لمثل هذه الحالات؟ أين الاستخبارات وهي تعطي معلومات عن العدو؟ أين هيئة العمليات؟ أين تنسيق الأعمال القتالية في الدفاع وهي تنسق الإجراءات؟ أين الدفاعات الجوية؟ أين وأين وأين مهام وزير الدفاع في إعطاء التعليمات لاحتياطات الأمان للقوات؟ فشل في فشل ولا من يجيب".

واختتم البكيلي مخاطباً الوزير المقدشي: "قدم استقالتك يا وزير الدفاع، وهو شرف لك.. ولن يغفر لك التاريخ هذا الفشل المهين الذي تتحمله وحدك دون سواك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى