مرض «المكرفس» يفتك بأبناء الحديدة

> تقرير/ خاص

> أطباء: نحو 90 % من سكان المحافظة أصيبوا بهذا المرض
ينتظر سكان الحديدة فصل الشتاء بفارغ الصبر لينعموا بالجو المعتدل وموسم الكثير من الخضروات التي يقل أسعارها بشكل كبير، وكذا بعض الفواكه لاسيما البرتقال، غير أنه في الوقت ذاته يحل بالتزامن معه الكثير من الأمراض، والتي يأتي في مقدمتها الملاريا وحمى الضنك نتيجة لانتشار البعوض بشكل واسع في المحافظة، ليضاف إليهم مؤخراً المرض المعروف في وسط المجتمع بـ "المكرفس"، نسبة إلى الأعراض المصاحبة له من آلام بالمفاصل، وعدم القدرة على المشي، والحمى الشديدة وغيرها.

وانتشر هذا المرض مؤخراً في معظم مناطق ومديريات المحافظة، فيما تؤكد سلامة منصور، وهي مواطنة في الحديدة، أن السكان المحليين أصبحوا عرضة للموت بسبب هذا المرض.

أعراض المرض
وحسب أطباء، فإن أعراض هذا المرض تشبه أعراض الملاريا، غير أن الفرق الوحيد بينهما هو أن هذا المرض يبدأ بحمى شديدة وآلام في المفاصل يضحى المريض المصاب به غير قادر على الوقوف أو المشي، ومن أعراضه كذلك الإرهاق الشديد والتعرق، حمى مفاجئة فوق 39 درجة وآلام في المفاصل والعضلات، والتهاب العيون، وينجم عنه احمرار العيون ووجع خلفها، وصداع شديد مع دوخة مستمرة، وغثيان وطرش، وأحيانا إسهال وألم في البطن والرجفة.

وقد يستمر هذا المرض، وفقاً للأطباء، نحو ستة أشهر، ويصيب في كثير من أحيان العظام وتهشهشها، مما يضطر المريض لعلاج العظام لفترة لا بأس بها، موضحين بأن المرضى الذين يظهر على جلودهم احمرار وطفح جلدي مع وجود حكة يمتلكون الفرصة من التخلص منه في فترة قصيرة قد لا تزيد عن أسبوع واحد فقط.
ويؤكد أطباء آخرون لـ "الأيام" أن ما يقارب 90 % من سكان الحديدة أصيبوا بهذا المرض الذي ينتقل عن طريق البعوض (mosquito) من نوع (Aedes a lbopictuc) أو النوع (Aedes aegypti).

حالات وفيات
في العام الماضي، اجتاح مرض "المكرفس" كل مديريات وقرى ومناطق الحديدة، لكنه كان لا يستمر أكثر من أسبوع ونصف الأسبوع ولم تسجل أي وفيات في هذا المرض.

هذا العام مات الكثير بسببه.. محمد البالغ من العمر 24 عاما تعرض للإصابة بهذا المرض منذ أسابيع، وكانت تعتقد أسرته بأنه سوف يتجاوز المرض كغيره من المرضى من جيرانه وأقاربه، ولكنه تعرض لانتكاسة مع ارتفاع في درجة الحرارة حتى صار طريح الفراش، قبل أن يفارق الحياة، وفي ذات الأسبوع فارقت امرأة كانت هي الأخرى تعاني من نفس المرض، وبدأت الأرقام تتصاعد يوماً بعد يوم دون أن تعمل أي من الجهات الرسمية أو المنظمات العاملة في مجال الصحة في المحافظة من مواجهته والحد منه.

تشير أم سلمى، وهي أم لسبعة أطفال، إلى أن هذا المرض والمعروف "شعبياً" بـ "المكرفس" اجتاح المنازل ونال من كل أفراد الأسرة في الحديدة، لافتة إلى أن القلة فقط هم الذين لم يصابوا به.
وتضيف في حديثها لـ "الأيام": "أبنائي أصيبوا كلهم بهذا المرض وبنفس الوقت.. وقد كلفني علاج الصغير بينهم 14 ألفا، أما الآخرون لم أستطع معالجتهم".

وحالت الظروف المعيشية الصعبة التي يُعاني منها سكان الحديدة خصوصاً في السنوات الأخيرة من الحرب أمام الكثير من العلاج مرضاهم.
ولجأ المرضى لشراء بعض الفاكهة كعلاج بديل عن الأدوية باهظة التكاليف.

يقول طبيب، طلب عدم ذكره اسمه: "حال الكثير من الأسر في المدينة يدمي القلب نتيجة لتهور الخدمات والغلاء منذ خمس سنوات".
ويؤكد في حديثه لـ "الأيام" أن أغلب المرضى الذين يتوافدون لمركزه الصحي يعجزون عن شراء الأدوية، مما يضطر لنصحهم لتناول فاكهة البرتقال والكيوي ولسعرهما المناسب مقارنة بأسعار الأدوية المكلفة.

اكتظاظ المستشفيات بالمرضى
وأوضح العديد من السكان المحليين في المحافظة في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" أنهم اكتفوا بشراء الإسعافات الأولية من مغذيات وعلاجات دون إكمال الجرع من الأدوية بسبب وضعهم المادي الصعب، مؤكدين في السياق بأن فاكهتي الكيوي والبرتقال علاج فعال لمرض "المكرفس".
وتتوفر هاتان الفاكهتان بكثرة خلال هذه الأيام حيث تباعان بأسعار مناسبة في الأسواق، مما جعلهما في متناول الكثير من أهالي المدينة.

وتُعد مديريتي الحالي والحوك من أكثر مديريات الحديدة التي ينتشر فيها هذا المرض، حيث أصبحت على إثره المستشفيات والمراكز الصحية فيهما تكتظ بالمرضى بشكل كبير جداً ومخيف خصوصاً بعد تسجيل حالات وفيات.
وحتى الآن لا توجد إحصائيات محددة حول عدد الإصابات الوفيات في المحافظة من الجهات ذات العلاقة.

وزاد هذا المرض من معاناة أبناء هذه المحافظة التي تنتشر فيها العديد من الأمراض والأوبئة الخطيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى