الإخوان والحوثيون.. تنسيق استخباراتي ولوجستي سبق مجزرة مأرب

> الرياض «الأيام» خاص

> كشفت مصادر سياسية عن تنسيق وعمل استخباراتي بين جماعة الحوثي والإخوان المسلمين في مأرب أفضى إلى تنفيذ هجوم على معسكر للواء الرابع حماية رئاسية، ضمن مخطط لضرب قوات جنوبية واستهداف التحالف العربي في عملية مزدوجة تسير وفق مخططات ومصالح الطرفين.

المصادر ذاتها أكدت أن نفي جماعة الحوثي علاقتها بالهجوم الذي قتل فيه نحو 116 جندياً وضابطاً جنوبياً.. يأتي مقابل أن تتبنى جماعة الإخوان حملة إعلامية وسياسية تحمّل فيها التحالف مسئولية الهجوم.

وقالت المصادر في حديث لـ«الأيام»: "مصلحة الطرفين من عملية مأرب أن الإخوان ممثلين بحزب الإصلاح حققوا ضربة للجنوبيين وقتلوا أكبر عدد ممكن من أبناء الجنوب الرافضين لمشروع الإخوان ومنهجهم وتواجدهم في الجنوب، ومصلحة الحوثيين هي أن تشويه دور التحالف العربي ومحاولة تحميله الجريمة والإيحاء بأن السعودية والإمارات تقفان خلف القصف، وهو ما سارعت وسائل إعلام الإخوان الترويج له فور وقوع العملية".

ومساء أمس الأول، بدأت حملة إعلامية ضد التحالف العربي تقودها وسائل إعلام ونشطاء الإخوان في اليمن والمنطقة، في مسعى لتحويل الاتهام بالهجوم على معسكر الاستقبال في مأرب إلى الإمارات أو السعودية.

وكانت البداية من مقابلة أجرتها قناة الجزيرة الإخبارية مع القيادي في حركة أنصار الله، محمد البخيتي، الذي نفى أن يكون لأنصار الله صلة بالهجوم.

وتبعت ذلك تصريحات وتغريدات لنشطاء حزب الإصلاح تتهم الإمارات تارة وأخرى تتهم المملكة العربية السعودية بأنهما وراء الهجوم الذي أودى بحياة 116 جنديا حتى الآن وجرح العشرات.

وزير النقل اليمني المحسوب على تيار قطر المناهض للتحالف العربي دعا في تصريحات صحفية إلى تحقيق دولي بالعملية، قائلا إن الجيش اليمني يتعرض للضرب من "السماء والأرض" في اتهام صريح للتحالف.

ومنذ أن بدأ التحالف العربي ممثلاً بدولة الإمارات بتحرير الجنوب والتقدم نحو الساحل الغربي.. دأب الإخوان على تحجيم دور التحالف وتشويه الإمارات، بالتزامن مع تخاذل إخواني في الجبهات ظهرت ملامحه بتسليم الحوثيين عدداً من المناطق الهامة.

غموض العملية ضد اللواء الجنوبي في مأرب يرجح أن لجماعة الإخوان يداً ومشاركة مباشرة في تنفيذ العملية بترتيب استخباراتي ولوجستي مع جماعة الحوثي، ففي حين يدعي حزب الإصلاح بأن العملية نفذت بصاروخ بالستي تقول أطراف أخرى في الشرعية إن الهجوم نُفذ بطائرات مسيرة، غير أن طبيعية مسرح الجريمة وآثار الدمار تشير إلى وقوع انفجارات داخلية يرجح أن تكون ألغاماً وعبوات مفخخة زرعت في المكان، وفقاً لخبراء ومهندسي متفجرات عاينوا آثار الانفجار.

المصادر التي تحدثت إليها «الأيام»، مساء أمس، رجحت أن تتزايد وتيرة الحملة الإعلامية الإخوانية ضد التحالف العربي، ولم تستبعد أن يعلن الإخوان موقفهم صراحة ويهجون مليشياتهم بالقتال إلى جانب الحوثيين.

وقالت: "الأمور تسير نحو تصعيد إخواني ضد الجنوب وضد المناطق المحررة حتى الشمالية منها، وليس بعيداً أن تجتاح قوات الإخوان شبوة من اتجاه مأرب، ويكثف الحوثيون عملياتهم في الضالع والتقدم جنوباً في تكتيك عسكري متفق عليه بين الجماعتين الإرهابيتين".

وأضافت: "الحملة العسكرية التي شنتها قوات المنطقة الأولى ضد قرى مأهولة بالسكان في وادي حضرموت تأتي في هذا الإطار، ولم تتحرك قوات الأحمر في وادي حضرموت إلا بإشارة وضوء آخر من مأرب، والهدف هو تسخين الجبهة الشرقية وجعلها بوابة لدخول قوات الأحمر إلى حضرموت وشبوة".

وأكدت أن لعبة عسكرية تديرها أطراف خارجية وأدواتها الحوثيون والإخوان؛ تخطط للسيطرة على شبوة وحضرموت وأجزاء من أبين، وهذا - وفق المصادر - يقتضي مهاجمة التحالف العربي ومحاولة تحجيم دوره أو إعفائه من مهامه في اليمن إن أمكن.

وفي وقت سابق، قالت القيادية الإخوانية حاملة الجنسية القطرية توكل كرمان، إن "الإخوان وجماعة الحوثي" في الطريق إلى التوافق على حكومة يمنية بديلة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وذكرت كرمان المقيمة في قطر، في مقابلة مع "الجزيرة" القطرية، أن الإخوان والحوثيين سيتوافقون على رئيس وحكومة جديدة، مجددة الدعوة للتوافق على حكومة جديدة بديلة لحكومة هادي، الأمر الذي يؤكد ما تحدثت عنه تقارير يمنية سابقة عن تحضير إخوان اليمن لانقلاب على هادي، الذي انقلب عليه الحوثيون سابقاً.

مصادر داخل مؤسسة الشرعية اليمنية كانت كشفت العام الماضي عن وصول وفد من الحوثيين إلى مدينة إسطنبول التركية للجلوس مع وفد من «إخوان» اليمن برعاية وتنسيق من جهاز المخابرات في حكومة تميم بن حمد القطرية.

ووفقاً لذات المصادر، فإن قيادات إخوانية يمنية بقيادة القيادي البارز والبرلماني شوقي القاضي، ونبيل غانم، وشخصيات أخرى، التقوا بالحوثيين في إسطنبول بحضور ضباط من جهاز المخابرات القطري، فيما تحدثت وسائل إعلام يمنية عن تحالف إخواني حوثي الهدف منه تقاسم النفوذ على ميناء الحديدة وبعض المناطق الخاضعة لسيطرة «الإخوان» في اليمن.

وكشفت المصادر أن اللقاء تناول التنسيق بين جماعة الإخوان والحوثيين على إعداد تقارير كيدية تتهم التحالف العربي باستهداف مدنيين وتقديمها إلى منظمات دولية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى