الشرعية.. بين مناهض ومؤيدٍ للتحالف ومعارضٍ خائف

> إبراهيم القانص

> مواقف متقلبة لأعضاء حكومة هادي من التحالف، فمنهم من لا يزال على عهده موالياً مخلصاً، ومنهم من يأتي إخلاصه على قدر ما يجنيه من أموال وعطايا التحالف، ومنهم من سأم كل ذلك ويعمل ضده في الخفاء خوفاً من التنكيل به، ومؤدى كل ذلك خلافات كبيرة داخل الشرعية بشكل عام.

خلال الفترة الماضية تصدر تصريحات من وزراء في حكومة هادي، معادية ومهاجمة للتحالف كما فعل أحمد الميسري، وزير داخلية هادي، الذي اتهم التحالف - السعودية تحديداً - باستهداف معسكر الاستقبال في منطقة الميل بمأرب، والذي راح ضحيته أكثر من 116 غالبيتهم من أبناء الجنوب، واعتبر مسئولون في حكومة هادي ذلك التصريح إساءة وغير مسئول، لكن قيادة الحكومة لا تزال متمسكة بالميسري، ولا يزال يتصرف كوزير للداخلية، وآخر نشاطاته كان افتتاح مركز لإصدار الجوازات لليمنيين في سلطنة عمان.

حتى أن حكومة هادي لم تفصح عن شخصية المسئول الذي رفض تصريحات الميسري ضد السعودية على شاشة قناة الجزيرة القطرية، الأمر الذي اعتبره مراقبون تبادل أدوار بين أطراف داخل حكومة هادي، بل ذهب البعض إلى أن هناك تحالفات في الخفاء بين تلك الأطراف والحوثيين، سعياً لتقليص التدخل العسكري للتحالف في اليمن.
أما الذين لا يزالون على عهد الوفاء للتحالف بسبب ما يغدقه عليهم من العطايا؛ فيعتبرون مهاجمة السعودية أو الإمارات من قبل أحمد الميسري وزير داخلية هادي، وصالح الجبواني وزير النقل، وبغطاء من أطراف داخل الشرعية نكراناً للجميل، وصفقات سرية لتقاسم مناطق السيطرة والنفوذ والثروات، بل وابتزاز التحالف.

وتلك الفئة تؤكد أن الشرعية تستطيع سحب التأييد والغطاء الذي تحمي به تلك الشخصيات التي تهاجم التحالف، مستندة إلى دليل أن الشرعية أقالت سياسيين أظهروا وقوفهم وتأييدهم للمجلس الانتقالي الجنوبي.
في وقت اعتبر آخرون الإساءة للسعودية والإمارات من قبل أعضاء في حكومة هادي إخفاقاً سياسياً، خصوصاً بعد الهزائم الأخيرة التي منيت بها قوات هادي في جبهات نهم ومأرب والجوف، والتي اعتبروها هي الأخرى إخفاقاً عسكرياً.

الاجتماع العسكري الطارئ، الذي عقدة هادي في الرياض بإشراف سعودي، لمناقشة آخر المستجدات، جاء في وقت أبدى قياديون في قواته رغبتهم في إجراء مشاورات سلام مع الحوثيين، حيث دعا عبدالكريم المقدشي، نجل شقيق وزير دفاع هادي، وهو قائد عسكري في قوات الشرعية، عقلاء اليمن وكل التكوينات المحلية للتوصل إلى رأي موحد يفضي لإيقاف الحرب، والضغط على كل الأطراف للدخول في تسوية سياسية شاملة تحفظ للناس كرامتهم ولليمن استقلاله، وتعالج الأضرار التي شملت كل مرافق الحياة، حسب تغريدة له على تويتر، الأمر الذي يوحي بأن كثيراً من القادة العسكريين والسياسيين الموالين للشرعية أدركوا أن التحالف يزج بهم في معارك يعد لها حسب سياسته ومصالحه، التي تحتم بقاء الصراع بين اليمنيين، وأنه يعد المعرقل الأكبر لأي حوارات قد تفضي إلى تصالح اليمنيين ووصولهم إلى سلام دائم.

وما بين مؤيد لا يزال على موقفه من التحالف خوفاً من خسارة ما يحصل عليه من أموال ومصالح شخصية، وبين مجاهر بالعداء له بعد تكشف مخططاته في اليمن، وبين حاقد ناقم عليه ولم يجرؤ على المجاهرة بذلك خوفاً من التنكيل به خصوصاً أنه تحت عدساتهم ورزقه بأيديهم، كل تلك المواقف مجتمعة تدل على انقسام وتشظٍ داخل أروقة الشرعية، إضافة إلى أنها، وإن كانت مجتمعة وعلى قلب سياسي واحد، لا تملك من القرار شيئاً.

"البوابة الأخبارية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى