مستشفى ردفان العام.. يعمل بنفقة تشغيلية شهرية لا تتجاوز الـ 654 ألف ريال

> تقرير/ رائد الغزالي

> نقص في الكادر والأجهزة والأدوية وتردي خدمة التيار الكهربائي
تُعد مديريات ردفان الأربع في محافظة لحج، من أكثر المناطق الجنوبية فقراً وانتشاراً للأمراض والأوبئة وضعفاً للخدمات الأساسية، غير أن الوضع الصحي شهد تحسناً ملموساً على الرغم من الصعوبات والمعوقات التي تواجه الجهات المعنية، كضعف الموازنة وانعدام بعض الأجهزة والأدوية، كما يفيد مدير مستشفى ردفان العام، د. علي محسن الحنشي، والذي أكد في تصريحه لـ«الأيام» أن الخدمات الصحية تحسنت بشكل ملحوظ داخل المستشفى خلال العامين الأخيرين، التمسه المرضى الذين يقدمون إليه من عموم مديريات ردفان ومديريات أخرى في نطاق المحافظة.

د. علي الحنشي
د. علي الحنشي
وأضاف: "منذ تولينا إدارة المستشفى والإشراف على زمام الأمور بذلنا جهوداً كبيرة من أجل الارتقاء بما يمكن بمستوى الخدمات الصحية فيه، رغم وجود الصعوبات، كما وضعنا خطة تحسين شاملة حققنا الكثير منها وما زلنا نعمل على تحقيق ما تبقى من الخطة للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية فيه، وكان من أبرز ما قمنا به هو تحسين وضع الطوارئ في المستشفى، وتحسين العمل بغرفة العمليات، وإجراء عمليات جراحية قيصرية، وتدشين جراحة المسالك البولية والتي تجرى لأول مرة داخل المستشفى، وفتح أقسام جديدة، منها: قسم الكوليرا لمعالجة حالات الإسهال، وهذه الأمور بكل تأكيد انعكست إيجاباً على المرضى وخففت عنهم تكاليف الذهاب إلى المحافظات الأخرى، أيضاً كانت هناك أقسام لم تكن مُفعّلة وقمنا بتفعيلها ومنها عيادة الأسنان بصورة مستمرة، وكذا قسم الأشعة، مع تحسين خدمات أقسام وصيانة أخرى، بالإضافة إلى فتح مستودع لجمع الخُردات، واستحداث ترميمات داخلية وشراء مكيفات، كما عملنا على تنفيذ دورات لأفراد المجتمع في الإسعافات الأولية ليكونوا مسعفين في مناطقهم الريفية ومستمرين فيها، وتم فتح مستودع للأدوية وتنظيم عمل العيادات الخارجية بصورة منتظمة، كما حققنا قفزة من حيث الإيرادات المالية في العامين الماضيين 2018 - 2019، وهو أعلى رقم يتحقق منذ تأسيس المستشفى، ففي العام 2018 تم تحقيق 13 مليون ريال، والعام الماضي 18 مليون ريال، وكل هذه الإنجازات تمت بجهود ذاتية.. وبدعم من قِبل قائد اللواء الخامس دعم وإسناد، العميد مختار النوبي، وما زال دعمه متواصلاً في مساندة الجهود التي تصب في خدمة المرضى جميعاً، ولا ننسى الدعم الذي قدم لنا من قبل مدير أمن ردفان والبالغ 250 ألف ريال، وكذا التدخل من منظمات دولية والتي كان لها أثر كبير على تحسين مستوى العمل، ومن أبرز هذه المنظمات منظمة "الأنترسوس"، ومنظمة الصحة العالمية والهيئة الطبية الدولية، كما قدم لنا دعماً دوائياً محدود من قِبل مؤسسة "ينابيع الخير" بدعم من جمعية النجاة الكويتية وبالتنسيق مع مؤسسة روابي ردفان التنموية، أيضاً الهلال الأحمر الإماراتي قدم بعض الأدوية المحدودة.

أثر إيجابي
وأكد الحنشي بأن دعم تلك المنظمات، وأبرزها من منظمة "الأنترسوس"، كان له أثر كبير في مجال تقديم العلاج للمرضى خاصة في مواجهة وباء حمى الضنك وإسهال الكوليرا التي انتشرت بشكل كبير في ردفان وتسببت بحدوث وفيات، كما لمسنا تعاوناً من قِبل قيادة السلطة المحلية في المحافظة، ممثلةً باللواء الركن أحمد عبدالله تركي، ومكتب الصحة والسكان بلحج ممثلاً بـ د. عارف عياش، وذلك من خلال تذليل الصعوبات التي واجهتنا.

صعوبات كثيرة
وتابع مدير مستشفى ردفان العام تصريحه لـ«الأيام» قائلاً: "تحقيقنا لهذا التقدم الملموس لا يعني بأن كل شيء جيد، إذ أن في الوقت ذاته اعترضتنا العديد من المشاكل، تمثلت بنقص في الاحتياجات، كما أن المستشفى يواجه ضغطاً عملياً بشكل يومي لكونه يتوسط عدة مديريات، الأمر الذي جعله يستقبل نحو مائة حالة في اليوم الواحد، موزعة ما بين أمراض عادية أو نتيجة الإصابة بالوبائيات من حميات فيروسية، وحمى الضنك، والإسهالات، وسبق لنا أن استقبلنا جرحى من محافظتي أبين والضالع، ممّا شكّل ضغطاً على الممرضين المناوبين، وهو ما ينتج عنه بعض الأحيان بحدوث تقصير خارج عن الإرادة، ومن الصعوبات أيضاً عدم توفر الموازنة التشغيلية الكافية التي تتناسب مع حجم المستشفى، حيث ما تزال تعطى لنا النفقات التشغيلية كمركز وليس مستشفى والبالغة (654) ألف ريال شهرياً، وهناك مديونيات على الإدارات السابقة، نتحمل تبعاتها والتي تتجاوز مليون ريال، وقد أحطنا الجهات المسؤولة بهذا الخصوص، أيضاً نعاني من نقص في الكادر الطبي، بسبب توقف التوظيف منذ سنوات، وحدوث وفيات لدى البعض والتي كان آخرها وفاة زميل وكادر طبي متميز وهو د. سالم حيدرة النميري، رحمه الله، كما نواجه مشكلات في التيار الكهربائي نتيجةً لعدم استقرار الخدمة حتى الآن في ردفان، بل انقطاعها عن مناطق ردفان في بعض الأحيان لعدة أيام من العاصمة عدن، الأمر الذي يتسبب بتوقف بعض الأقسام عن العمل؛ لضعف القدرة التوليدية للماطورين المتوفرين لدينا، فأحدهما قوته 40 كيلو، والآخر 10 كيلو، ولهذا نحن بأمس الحاجة إلى توفير ماطور ( مولد كهربائي) آخر ذي قوة كبيرة؛ لنتمكن من تشغيل الكهرباء عند حدوث الانقطاع للتيار الكهربائي، كذلك نحتاج إلى أدوية لأزمة بشكل شهري لمواجهة الطوارئ، كما نعاني نقصاً حاداً في الأدوية الخاصة بمرضى السكر وضغط الدم والصرع وغيرها، وكذلك ينقصنا جهاز تلفزيون حديث (التراساوند).

ومن خلال «الأيام»، نأمل من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، تقديم الدعم والمساندة لنا، لكون المنطقة تشهد تزايداً في عدد السكان وهناك موجة نزوح إلى ردفان منها نزوح داخلي من الأرياف إلى المدينة ونازحين قدموا من مديريات ومحافظات أخرى لعدة أسباب منها شحة المياه والحرب، ولا ننسى أن نقدم شكرنا لمدير عام مديرية ردفان، العميد الركن صالح حسين سعيد، لمتابعته المستمرة لاحتياجات المستشفى مع المنظمات الدولية والجهات الحكومية ومع مدير مكتب الصحة والسكان، كما نشكر قيادة المجلس الانتقالي في المديرية على زياراتهم التشجيعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى