«القلوعة» تفتقد لأبسط الخدمات وسوقها المركزي تحول إلى مكب للنفايات

> تقرير/ وئام نجيب

> تعاني منطقة القلوعة التابعة لمديرية المعلا في العاصمة عدن من مشكلات عدة، وتفتقر للخدمات الأساسية كالطرقات، وتهالك شبكة الصرف الصحي، وتكديس القمامة في شوارعها، ومما يضاعف من معاناة المواطنين فيها أيضاً غياب دور الجهات الرسمية وتقصيرهم في معالجة الاختناقات المرورية، نتيجة لافتراش الباعة ممرات المشاة.

كانت منطقة القلوعة أو الروضة تضم في بعض مساحاتها قبوراً قديمة، إلى جانب بيوت وخيام قليلة، وقد أسماها الإنجليز (الروضة)، وسميت أيضاً (القلوعة)، من كلمة (قلوعن)، وهي تسمية صومالية معناها الطريق الملتوي، وأطلقت عليها التسمية عندما كان المواطنون القادمون من بلاد الصومال الشقيق يقودون سياراتهم في طريقهم إلى المنطقة ويجدون صعوبة أثناء القيادة، فأطلقوا عليها اسم (القلوعة)، وتأسست القلوعة في العام 1956، إبان حكم الإنجليز وإدارتهم لمستعمرة عدن بسبب أزمة السكن التي عانت منها المدينة آنذاك، وأنشئت فيها محطات لسيارات الأجرة وأسواق للخضار واللحوم والأسماك وملعب لكرة القدم، وسُميت شوارعها الرئيسية الثلاثة بتسميات عربية هي: الرصافي، الرومي والزيتون.

«الأيام» زارت المنطقة التي يطلق عليها الأهالي اسم "المنسية" من الخدمات التي لم تشهد أي تحديث منذ عقود.

عمل ترقيعي
المواطن قاسم العبادي، أحد الساكنين في حي الرصافي بالقلوعة تحدث لـ«الأيام» عن معاناة أهالي المنطقة قائلاً: "تفتقر المنطقة بشكل عام لأبسط الخدمات الأساسية، يأتي في مقدمة ذلك الطرقات، وخاصةً في حي الرصافي، حيث إن الطريق غير معبد"، مشيراً إلى أنه "تم تكسير الطريق قبل حوالي شهر لإعادة تأهيله، وحتى الآن لم تأتِ أية جهة لتفقد سير التأهيل خاصة، حيث إن هذا الطريق يقع بين جامعي الروضة وجامع الخير، ويعاني كبار السن عند مرورهم من هذا الطريق عند ذهابهم الى المسجد".

وأضاف قائلاً: "علمنا أن الجهات الحكومية اعتمدت مخصصات لتأهيل الطريق من خلال تعبيده بالإسفلت، وهو حل ترقيعي؛ كون الطريق بحاجة إلى رصف بالحجارة، وكان من المفترض قيام المقاول بإرسال مندوبين من البلدية والصرف الصحي والمجاري والكهرباء، إضافة إلى مهندسين من الاتصالات قبل أن تتم عملية تكسير الطريق، وتفقد وصيانة أسلاك الهاتف وشبكة المجاري من أجل إنجاز المشروع بطريقة سليمة خاصة وأن المجاري تطفح باستمرار، وذلك لعدم سعة أنبوب شبكة الصرف الصحي الذي لم يتم تغييره منذ فترة طويلة، حيث إن هذا الأنبوب لا يتناسب مع الكثافة السكانية الموجودة في المدينة". مؤكداً أن "ما يتم عمله الآن هو حل ترقيعي، كما نعاني من انعدام من تكدس القمامة في شوارع المدينة، وكذلك عدم توفر سوق خاص بالمنطقة".

مطالب
يؤكد أهالي القلوعة على ضرورة إعادة تأهيل وترميم السوق وتنظيم الباعة المتجولين؛ لممارسة أعمالهم التجارية بشكل منظم في السوق بعد أن شكّل تواجدهم على أرصفة الطرقات الضيقة ازدحاماً مرورياً.
ويقول المواطن سالم ثابت: "قبل حرب 2015 خُصصت ميزانية لتأهيل السوق المركزي، وتم نهبها، ولا يزال البسط قائماً على مساحة السوق، نتيجةً لعدم وجود اهتمام من قِبل المسئولين في المديرية والذين كما ربما لا يعلمون شيئا عن أوضاع المديرية وساكنيها ولم يزوروها أو يتفقدوها منذ فترة طويلة".

إقصاء المنطقة
بدوره، يتحدث أحمد مشدلي، مواطن يقطن بالقرب من السوق المركزي: "تنبعث روائح كريهة من السوق المركزي الذي تحول إلى مكب للنفايات ومكان للتبول والمخلفات البشرية، كما أن المنطقة تخلو من تنظيم الأسواق"، وتساءل مشدلي: "لا نعلم لماذا يتم إقصاء القلوعة وحرمانها من أبسط الخدمات؟".
ويضيف، في حديثه لـ«الأيام»: "علمنا بوصول مساعدات مالية للمجلس المحلي، تم تخصيصها للمتضررين من السيول التي أتت في الفترة الماضية، وللأسف، لم تُمنح هذه المبالغ إلا لمن لديه وساطة ومحسوبية".
السوق المركزي من الخارج
السوق المركزي من الخارج

من جهته، يتحدث حامد حسن، مواطن من أبناء المنطقة: "السلطات الصحية لا تهتم بالمنطقة، ومع انتشار البعوض بشكل كبير، لم نر عملية رش ضبابي لمكافحة الحشرات، خاصة في ظل تفشي الأوبئة والأمراض، حيث ينتشر البعوض والذباب بشكل كبير، ولا يوجد متنفس خاص بالأطفال، فالحديقة المتواجدة بالمديرية قد تم تأجيرها لمنظمات مقابل العملة الصعبة.

وأشار بالقول: "من المشكلات التي تواجهنا أيضاً مرور أطقم عسكرية بسرعة جنونية من الخط الرئيسي المؤدي إلى جولدمور وتقع مدرسة أطفال في ذلك الموقع، دون وجود مأمن للطلاب المارين من الخط الرئيسي".

تبدل الوضع
وبالنسبة لموضوع السوق المركزي، قال: "يتبع السوق لأشخاص معينين، وكنت أحد البائعين للسمك داخل السوق المركزي، ولكن تغير الوضع بعد الوحدة وخرجت الناس للشارع لطلبة الله، وذلك نتيجة الإهمال المتعمد من قبل الحكومة، ومن هنا فلا بد أن تقوم الجهات المختصة ممثلةً بإدارة البلدية ومدير عام المديرية من النزول وعمل حل وإعادة تأهيل السوق للناس، خاصة وأن المسؤولين في المديرية لم يكلفوا أنفسهم بزيارة القلوعة وتفقد أحوال المواطنين ومعاناتهم بعد شكاوى المواطنين من الطرقات التي لم يتم تأهيلها، ويجب تحميلهم مسؤولية تدهور الخدمات وكل ما يحدث في المنطقة من عبث".
جانب من السوق المركزي
جانب من السوق المركزي

عشوائية البيع
ويقول محمد علي، أحد حراس سوق القلوعة المركزي: "إن السوق يحوي 16حماماً، وفي السابق كان يسوده التنظيم والنظافة، أما الآن فلا يوجد أي شيء من هذا القبيل، خاصةً بعد أن هجره البائعون واتجهوا للعمل تحت ظل العشوائية عشية عام94، من خلال البيع على أرصفة المشاة، فيما ازداد السوق سوءاً وتدهوراً قبل خمس سنوات، حيث تحول إلى لوكندات للسكن ومرتع للمخلفات الآدمية والحيوانية، علاوةً على أنه تم البسط عليه، وتتحمل مسؤولية ذلك الجهات المعنية والتي تعد المتسبب الأول فيما وصل إليه السوق الآن، وهو بأمّس الحاجة إلى الترميم وإعادة التأهيل".

تهالك شبكة المجاري
المسؤول في حي الرصافي بالقلوعة، نصر علي قال لـ«الأيام»: "أتى مشروع سفلتة طريق حي الرصافي بدعم من إحدى المنظمات، وقبل حوالي عشرين يوماً نزل مدير عام المديرية للموقع وأعطى تعليمات لكلٍ من مسؤولي المياه والكهرباء والاتصالات قبل سفلتة الطريق، وبالفعل استجابت هذه الجهات، ونزلوا للتفقد ولكن المشكلة تكمن في شبكة المجاري في كافة مناطق القلوعة، ولانزال في انتظار تأهيل المجاري في حي الرصافي لكي يجري البدء في سفلتة الطريق، من جهة أخرى فالمنطقة بحاجة ماسة إلى تنظيم حركة البيع والشراء وإعادة افتتاح السوق المركزي وتجهيزه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى