مواطنون بأبين لـ«الأيام»: نتطلع إلى أمن وسلام ويجب تسمية الطرف المعرقل

> تقرير/ عبدالله الظبي

> ماذا بعد فشل وتعثر تنفيذ اتفاق الرياض؟
بعد انتهاء المدة الزمنية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وتعثر تطبيق بنوده المتعلقة بالجوانب السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية على الأرض يرى الكثير من أبناء محافظة أبين أن هناك أملاً في تدارك الوضع ويرى آخرون أن تأخير تنفيذ الاتفاق لا يصب في مصلحة الجميع لاسيما محافظة أبين التي عانت كثيراً من عدم الاستقرار وينشد أبناؤها السلام والأمن وعودة الخدمات والتنمية التي تعثرت فيها منذ ثلاثة عقود.

العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والعسكرية من أبناء محافظة أبين عبّروا في أحاديثهم لصحيفة «الأيام» أن اتفاق الرياض الذي مر على توقيعه أكثر من 90 يوماً لم يحقق تقدما مهما باستثناء تنفيذ بعض الخطوات التي يفترض أن تعزز الثقة بين الطرفين (المجلس الانتقالي والحكومة) للبدء بتنفيذ بنود الاتفاق، بعد أن تم إفراغه من التزمين الذي نص عليه الاتفاق المتمثل بـ90 يوماً تبدأ من 5 نوفمبر وتنتهي في 5 فبراير الجاري.

ويشمل اتفاق الرياض بنوداً خاصة بالتعينات من بينها تعين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن، وبعض المحافظات الجنوبية، وكذلك تشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الشمال والجنوب، بالإضافة إلى الانسحابات العسكرية، وسحب الأسلحة الثقيلة، ودمج القوات وتشكل بنوداً أساسية لم يتم تنفيذها خلال التسعين يوماً الماضية.

عودة الحكومة إلى عدن وصرف الرواتب والمستحقات المالية للقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، وتبادل عدد من الأسرى بين طرفي الاتفاق، فضلاً عن جرد عدد من المعسكرات في عدن، وانسحاب جزئي من طرف واحد لكتائب عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي من بعض مناطق محافظة أبين خطوات ممهدة لتنفيذ اتفاق الرياض أعطت المواطنين في محافظة أبين دفعة من الأمل للوصول إلى سلام واستقرار.

اتفاق لم يكتب له النجاح
ويعتبر المواطن عبدالقادر خضر السميطي في حديثه لـ«الأيام» أن دور المملكة العربية السعودية يعد دوراً محورياً لتنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وأضاف "بعد مرور تاريخ 5 فبراير، للأسف الاتفاق لم يكتب له النجاح بسبب تنصل أطراف في الحكومة من خلال مساعيها لخلط الأوراق وزعزعة الأمن والاستقرار في ربوع اليمن عامة وفي الجنوب خاصة تنفيذاً لأجندات معادية للمشروع العربي والتحالف العربي الذي يقوده الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتابع حديثه قائلاً "أنا كأحد المواطنين من محافظة أبين الخضراء أتألم كثيراً وينتابني حزن شديد لما وصلت إليه الأمور من فشل ذريع في تحقيق المصالحة الوطنية وتعثر تشكيل حكومة كفاءات بعد مرور أكثر من 90 يوماً وتأخر سحب القوات الموالية للشرعية من محافظات أبين وشبوة وحضرموت وفقاً للاتفاق".
وقال السميطي: يجب أن يتحمل الرئيس "عبدربه منصور هادي" مسئولياته التاريخية تجاه أبناء محافظة أبين الذين يعانون الأمرين، كما أعاتب التحالف العربي بسبب عدم قدرته على الحسم وتسمية الطرف المعرقل للاتفاق.

وأضاف "للأسف الشديد، وصلنا إلى حالة إحباط ونحن على مفترق طرق وكل الخيارات فيها متاحة ونخشى كثيراً من استمرار نزيف الدم بين الإخوة، ويفترض أن نلمس دوراً أكبر للتحالف العربي الذي نراه اليوم في موقف المشاهد والمراقب لما يحدث في بلدنا ومحافظتنا المنكوبة".

مساع لإفشال الاتفاق
من جهته، قال محمد العمود عضو الجمعية العمومية بالمجلس الانتقالي: "إن اتفاق الرياض جاء لينتصر للجميع، لا يوجد بيننا مهزوم في الاتفاق، وخطر المشروع الإيراني قائم، وهذا الاتفاق وضع أمام الجميع توحيد الصف للقضاء على هذا المشروع، وجاء أيضاً ليضيف للقضية الوطنية الجنوبية في إطار مجريات الحل النهائي للقضية اليمنية".

وأشار العمود إلى دور سلبي داخل أطراف في الشرعية لا يعيق تنفيذ اتفاق الرياض فحسب، ولكن يقف على الضد من التحالف العربي.
وقال العمود "الملاحظ أن الطرف الآخر حاول جاهداً إفشال الاتفاق ولازال يمارس كل أساليب إفشال الاتفاق عبر أذرعه المرتبطة بأطراف إقليمية معادية للمشروع العربي، وكما شاهدناه جلياً في سقوط نهم وتسليمها جهراً للحوثيين، وهذا يؤكد انفتاحهم وتماهيهم مع المشروع التدميري المناهض للمشروع العربي".

وقال العمود "نبعث رسالتنا عبر «الأيام» إلى دول التحالف العربي ونحثهم على وقف الاختراقات التي أعاقت دورهم من خلال إعادة النظر في مشاركة الأطراف المناوئة للمشروع العربي والطرف المعروف باستهدافه الحلفاء الشرفاء الذين صدقوا مع أنفسهم ومع قضيتهم الوطنية ومع شركاتهم الأزلية مع التحالف العربي والانتصار للمشروع العربي الخالص على تراب الجنوب الطاهر من المهرة إلى باب المندب".

إعادة القوات التي تم استقدامها إلى شقرة
من جانبه، يرى المواطن أبو أحمد أن أطرافاً في الحكومة لم تلتزم بأي من بنود اتفاق الرياض.
وأكد على دور دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالضغط وتذليل العقبات وإلزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق.. مشيراً إلى ضرورة وقف التصعيد والمهارات الإعلامية والتحركات التي يقوم بها بعض الأطراف بالحكومة والتحشيد العسكري من محافظتي مأرب والجوف وغيرهما.

كما أشار إلى المخاطر التي تتهدد محافظة أبين بعد استقدام قوات عسكرية إليها من محافظات أخرى خاصة من مأرب والجوف والتي إلى اليوم لازالت موجودة في مدينة شقرة الساحلية بالذات في سلسلة جبال العرقوب تلك القوات التي لم تنسحب حتى بعد توقيع المصفوفة العسكرية، وقال "نحن من هنا ندعو المملكة العربية السعودية للضغط على تلك القوات لإرجاعهم إلى محافظاتهم".

"نحن على أرضنا"
من جهته، يقول العقيد أحمد دحة المحوري "نحن موجودون على أرضنا والدفاع عليها واجب شرعي ووطني، ونشكر ما تقوم به دول التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات لإنجاح اتفاق الرياض".
وتابع حديثه قائلاً "الدول الشقيقة إذا كانت تواجه ضغوطات دولية فلا يسعنا القول لها إلا كلمة واحدة تجاههم ونقدر وضعهم وجزاهم الله خيراً على كل ما قدموه، وكل مساعيهم تُعدّ ديناً برقابنا لن ننساه نحن شعب الجنوب وسنرد جميلهم بالمثل ونبادلهم الوفاء بالوفاء".

العقيد دحة، يتحدث عن الشق العسكري ويطالب دول التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، نقل جميع القوات المتمركزة في محور أبين وتوجيهها إلى نحو جبهة ثرة، وقال "نحن سنكون في المقدمة حتى تحرير مكيراس، نشكر جهودكم الجبارة التي تبذل من قبلكم لإنجاح اتفاق الرياض إلا أنه يحتاج للإشراف المباشر من قِبلكم لمعرفة الطرف المعرقل له مع أننا نعلم كل العلم معرفتكم التامة به وأن القرارات غير الحاسمة لها عواقب كثيرة".

تسمية عن الطرف المعرقل
ويطمح أبناء محافظة أبين تجاوز أحزانهم ومآسيهم وتحقيق تنمية واستقرار وبعد مرور مدة 90 يوماً، وتعثر تحقيق المصالحة الوطنية وتأخر تشكيل الحكومة والفشل الكبير في سحب القوات العسكرية من محافظتي أبين وشبوة، وفق الاتفاق وإبقاء الأمور على ما هي عليه من توتر وانعدام للأمن والاستقرار.
الإعلامية إبتسام سالم الناصر، تحدثت لـ«الأيام»: "الحقيقة أن اتفاق الرياض جاء في فترة حرجة يمر بها الجنوب جاء ليحقن الدماء ويعيد الأمن لعدن والمناطق الجنوبية المحررة".

وأضافت "تعنّت طرف وتخليه عن مسؤولياته تجاه هذا الاتفاق أو عدم التعاطي المسؤول مع الأحداث جعل الناس في حيرة من أمرهم وهم في أمسّ الحاجة للسلم والسلام".

وتابعت قائلة "سحب قوات الانتقالي من بعض المناطق يدل علي أن المجلس ماض في تنفيذ بنود الاتفاق وفقاً للفترة الزمنية، وللأسف شاهدنا عدم جدّية من قِبل الشرعية في تنفيذ بنود الاتفاق ونوجه رسالتنا إلي التحالف وهو الراعي للاتفاق إلى عدم السماح لأي طرف بالمماطلة في التنفيذ والإعلان الفوري عن أسماء المعرقلين في هذه المرحلة العصيبة التي قد تنزلق فيها الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى