دور الثقافة القانونية في الحد من ارتكاب الجريمة
> معين إسماعيل الهادي
>
يقصد بالثقافة القانونية: علم بكافة النصوص العقابية، سواءً كانت هذه النصوص شرعية بحتة، أي واردة بالقرآن الكريم، أم مستخلصة من السنة النبوية أو اجتهاد العلماء، والعلم يتحقق وفقاً للقانون بنشر النصوص القانونية في الجريدة الرسمية ويصبح واجب العمل به خلال ثلاثين يوماً، أي أنه بعد ثلاثين يوماً من صدور أي قانون ونشره في الجريدة الرسمية يصبح ملزماً للكافة.
ولا يجوز الاحتجاج بعدم العلم به، وقد نشأ عن هذه القاعدة، أي قاعدة افتراض العلم بالقانون خلال ثلاثين يوماً قاعدة أخرى، وهي: "إن القانون لا يحمي المغفلين"، وذلك كون الغالبية العظمى من المواطنين ليسوا على اطّلاع بالنصوص القانونية، أي بمعنى آخر لا يعلمون بالأفعال المعتبرة في القانون كجرائم، وإلا لما أقدموا على ارتكابها، وبالتالي فإن نشر الثقافة القانونية يسهم بشكل أو بآخر في الحد من ارتكاب الجريمة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إدماج نصوص شرعية وقانونية في التعليم الأساسي كمبادئ أو مدخل لنشر الوعي القانوني وكذلك بتخصيص برامج بوسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية بمختلف أنواعها وأشكالها وعقد ندوات تسهم في الحد من ارتكاب الجريمة، كما يجب على رجال القانون نشر التوعية القانونية عبر وسائل الإعلام في الجرائم التي يكثر ارتكابها، بسبب جهل المواطنين بالنصوص العقابية والتي تظهر من التطبيق ويعود ذلك إلى الجهل بأحكام القانون، مثل مخالفة قوانين الذوق الجمالي والآداب العامة.
معين الهادي
