في أربعينية التأبين.. أسرة رضية إحسان تدعو إلى تجاوز الماضي وبناء مستقبل جديد

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

> أشادت السياسية والإعلامية والمناضلة، رضية شمشير، بالمبادرة التي اتخذها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي والأمين العام أحمد حامد لملس، في إقامة فعالية الذكرى الأربعينية للراحلة رضية إحسان الله عمر، التي أقيمت، صباح أمس، في قاعة قصر العرب بالعاصمة عدن، برعاية دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقالت: "إن هذه المبادرة تحمل رسالة إلى كافة القوى الوطنية والسياسية مفادها أن صفحة جديدة في سفر تاريخ النضال الجنوبي تفتح، ليس عنوانها التصالح والتسامح فحسب، بل رد الاعتبار لكل من طاله الإقصاء والتهميش لظروف سياسية يجب إلا تتكرر في قادم الأيام من جهة أي طرف سياسي"..
وأشارت شمشير إلى أن هذه المواقف الناضجة والواعية للمجلس ما هي إلا تثبيت وإرساء لثوابت ومفاهيم جديدة للحياة السياسية الجنوبية، وكفيلة بأن تستعيد عدن هويتها ومكانتها المدنية وأن يكون الأمن والتعايش المجتمعي والسلم الأهلي سائداً في عدن والجنوب بشكل عام.

وعن تاريخ الراحلة رضية إحسان الله المليء بالأمل والعمل والنضال والإبداع الثقافي والأدبي تحدثت نادرة علي عبده إلياس، من قطاع المرأة في جبهة التحرير، قائلة في كلمة عن أسرة الراحلة: "رضية إحسان الله كانت هي الأديبة المبدعة، حيث أصدرت العديد من القصص القصيرة الرائعة، وهي الباحثة والمفكرة التي قدمت الكثير من الأبحاث القيمة، ونجد أنفسنا، سواءً أسرتها أو أبناء عدن والجنوب كافة، ونحن نودعها، نقف إجلالًا لشخصيتها الوطنية الفذة"

ودعت الجميع إلى تناسي وتجاوز الماضي بكل سلبياته وفاءً للراحلة ولتاريخها الوطني الناصع والمشرف، وإلى السعي لبناء مستقبل مستنير هو ذاك المستقبل الذي كانت تطمح له فقيدة الوطن، وأن يعترف كل منا بالآخر وحقه في العيش الكريم واحترام الآراء، رغم تباينها واختلافها، وأن يترجم التصالح والتسامح في كل شؤون الحياة السياسية والاجتماعية ويتخذ سبيلاً لنبذ التفرقة والخصام والعداء.

وقدمت شكر الأسرة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لتبنيهم إقامة هذه الفعالية لروح الفقيدة رضية إحسان الله عمر.

وتطرقت اشتياق محمد سعد عبدالله، رئيسة دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، إلى ما قدمته الراحلة خلال مسيرة حياتها وإلى مآثرها البطولية، معربة عن فخر الأمانة العامة لتبنيها إحياء أربعينية تأبين رضية إحسان الله، كونها إحدى مناضلات جبهة التحرير ومدافعة قوية عن المرأة وحقوقها طيلة حياتها، فنضالها لم يكن سياسياً فقط بل كان مكتوباً عبرت عنه من خلال مؤلفاتها.

من جانبها عبّرت ممثلة مجموعة جنوبيات من أجل السلام رئيسة مؤسسة "وجود للأمن الإنساني" مها عوض، عن مشاعر الحزن والأسى التي خالجت قلوب جنوبيات من أجل السلام.

وقالت: "إن فقيدتنا وإنْ رحلت عنا فإنّ سيرتها العطرة بالاعتزاز والتقدير العالي تركة لن تغادرنا، وسيبقى إرثها في الذاكرة تخلد محياها مدونة بجدارة سجل رحلة حياتها الحافلة بالعطاء والمسؤولية التي لا تعترف بالمستحيل، فقد سطرت مشوار كفاحها ونضالها بالإرادة والتوكل ضمن النساء اللاتي خضن الحياة بالعمل والجهد من أجل صناعة تغيير يلون واقع الحياة".

وأكدت عوض بأن الراحلة النموذج هي دليل ملهم لا ينسى، وأن الخسارة الممزوجة بطعم المر هي لمن لم يتمكن من اللقاء بها، موضحة بأن مجموعة جنوبيات من أجل السلام تقف عرفاناً وتقديراً للرعيل الأول من الكفاءات والقدرات النسائية اللواتي وضعن اللبنة الأولى لخارطة الطريق ليسرن اليوم على خطى الإرث الذي خلفته كل الرائدات، مستفيدات من تجاربهن ومن الدروس والعبر التي نقلوها إليهن.

بدوره أوصى السفير قاسم عسكر جبران عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي قيادة المجلس والحكومة القادمة بالعمل على تكريم كل المناضلات والمناضلين الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وقال: "رضية إحسان الله عمر من ألمع المناضلات الجنوبيات، حيث قدمت نفسها في كل لحظة من أجل هذا الوطن، وكانت تحمل المنشورات والسلاح والرسائل مثلها مثل كل الجنوبيات اللاتي لا نستطيع أن نوفيهن حقهن، فهناك العديد من المناضلات تقدمن صفوف الكفاح في كل مرحلة من مراحل النضال الوطني للشعب الجنوبي، وفي كل المنعطفات الثورية والنضالية التي عاشها شعب الجنوب كانت المرأة عنواناً بارزاً وواضحاً في سبيل تحقيق الحرية لهذا الشعب العظيم".

وأضاف: "قد غاب عن هذا الوطن كثير من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الذين قدموا أرواحهم فداء لحرية هذا الشعب وكرامته واستقلاله، نحن لا نستطيع أن نوفيهم حقهم ولا حتى حق من ما زالوا في درب النضال سائرين".

كما ألقى أمين عام القيادة الجماعية لجبهة التحرير والتنظيم الشعبي، على حسين سلطان، كلمة نوّه من خلالها بالدور البطولي الذي سطرته المرأة العدنية في الـ 24 من سبتمبر من العام 1962م، قبل انطلاق ثورتي سبتمبر وأكتوبر بإنزالها للعلم البريطاني بكل شجاعة وإصرار من على سارية المجلس التشريعي يوم مسيرة الزحف التاريخي الرافضة للسياسات الاستعمارية التي لن ينساها المستعمر البريطاني.

وأشاد سلطان باللفتة الوطنية لقيادات المجلس الانتقالي المتمثلة بتنظيم ورعاية أربعينية رمز من رموز جبهة التحرير ذات التاريخ الوطني الطويل الفقيدة رضية إحسان الله، مشيرًاً إلى أن هذا الموقف العظيم يؤكد حرص وإصرار المجلس الانتقالي على وحدة الصف الجنوبي، مطالباً بتسمية عدد من الشوارع والقاعات الرسمية بأسماء شهداء وقادة جبهة التحرير الوطنية والتنظيم الشعبي.

وفي ختام فعالية التأبين، تم منح أسرة الفقيدة درع التقدير والوفاء لدور رضية إحسان الله عمر النضالي ودفاعها عن حقوق المرأة، كما وزع كتاب عن الراحلة حمل عنوان: "رحلت وأشعلت ثورة في سطور التاريخ".

اشتمل الكتاب على مقدمة حوت كلمات خاصة بالتأبين والفصل الأول: برقيات عزاء ومواساة، بينما حمل الفصل الثاني: مختارات من كتابات الراحلة الفقيدة رضية إحسان الله عمر، والفصل الثالث: ما كتب عن الراحلة، واشتمل الفصل الرابع: على صور الغلاف الأممي والخلفي لكتاب الفقيدة الذي كان بعنوان: "عدن الخالدة ميناء عالمي حر"، وصور مقالات كتبت عن الفقيدة ونشرت في جريدة "الأيام" وكذا صور لفندق إحسان وصورة خاصة بالنقش على جدار المنزل المجاور للفندق الذي سكنته الأسرة منذُ عام 1941م.

وأوضحت لجنة التأبين بأن الباب سيظل مفتوحاً أمام الباحثين والباحثات لإغناء هذا السيرة.
حضر الأربعينية، الوزير عبدالعزيز الدالي، مستشار رئيس المجلس الانتقالي، والسفير عادل البكيلي وعدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني والقيادات في العاصمة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى