محافظو اليمن ضحايا تقلبات علاقة هادي مع التحالف

> المحافظات المحررة المسرح الأكبر للقرارات الإقالات الارتجالية

> «الأيام» العربي الجديد:
انضم الزعيم القبلي راجح سعيد باكريت، أخيراً، إلى قائمة طويلة من محافظي اليمن الذين أطاح بهم الرئيس عبدربه منصور هادي، خلال سنوات الحرب الخمس، وذلك بعد عزله من منصب محافظ المهرة، بقرار جمهوري، قوبل بارتياح شريحة واسعة في الشارع اليمني، لكنه أجج في المقابل الاحتقان الحاصل بين الحكومة الشرعية و "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات.

وعيّن هادي، البرلماني محمد علي ياسر، محافظاً جديداً للمهرة، خلفاً لباكريت، الذي تمّ إرساله بقرار آخر إلى عضوية مجلس الشورى، وهو الغرفة التشريعية الثانية التي يتم فيها مراضاة المسؤولين المعزولين بمنصب شرفي.
من جهته، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي" رفضه للقرار، واعتبره خرقاً لاتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الشرعية والمجلس في نوفمبر الماضي، ولم تتحقق منه أي بنود رئيسية، على الرغم من مرور 100 يوم على توقيعه، إذ كان الاتفاق ينصّ على أن يتم تعيين محافظي المحافظات المحررة بالتشاور بين الجانبين.

وباكريت، هو أول محافظ يمني تتم الإطاحة به منذ مطلع العام الجديد، لكنه آخر ضحايا قائمة طويلة من المسؤولين المحليين الذين عزلهم هادي في المحافظات المحررة الخاضعة للشرعية أو تلك التي ما زالت تحت سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

فمحافظة المهرة، التي كانت آخر حلقات هادي في مسلسل الإقالات الغزيرة، شهدت تعيين ثالث محافظ منذ عام 2015، حيث كانت البداية مع السياسي محمد عبد الله كدّة، الذي استمر في منصبه حتى أغسطس 2017، ليخلفه راجح سعيد باكريت، الذي صمد في منصبه حتى 23 فبراير الحالي، أي قبل يومين، ليحلّ محله محمد علي ياسر.

العاصمة المؤقتة عدن، كانت في صدارة المحافظات اليمنية التي شهدت أكبر سلسلة تغييرات لمحافظين منذ بدء الحرب، كان أولهم القيادي في المقاومة الشعبية، نايف البكري، في يوليو 2015. وتمّت إقالته ليخلفه في المنصب اللواء جعفر محمد سعد، أحد قادة المقاومة أيضاً ضدّ الحوثيين. لم يمكث سعد طويلاً في منصبه، فقد شغله لأقل من 3 أشهر، وذلك بعدما تمّ اغتياله بعبوة ناسفة استهدفت موكبه في عدن، في 5 ديسمبر من عام 2015.

في اليوم التالي لاغتيال اللواء سعد، عيّن هادي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي محافظاً لعدن، واستمر في منصبه حتى 27 أبريل من عام 2017، إذ تمت الإطاحة به ليذهب بعدها إلى تشكيل ما سُمي بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي ضمّ المطالبين بانفصال الجنوب عن شمال اليمن، وبدعم إماراتي مطلق.

عقب الإطاحة بالزُبيدي، عيّن هادي، في أبريل 2017، الاقتصادي البارز عبد العزيز المفلحي، محافظاً لعدن. وعلى الرغم من تحركات الأخير في محاولة للملمة الأوضاع في العاصمة المؤقتة، وتهدئة الاحتقان الحاصل عقب تشكيل المجلس الانتقالي، إلا أنّ المفلحي قدّم استقالته في نوفمبر من العام ذاته، جراء ما اعتبرها "عراقيل" أمام خططه، وحمّل الحكومة حينها مسؤولية تدهور الأوضاع في عدن.

وظلّ منصب محافظ عدن شاغراً منذ نوفمبر 2017 حتى نوفمبر 2018، إلى أن تمّ تعيين المهندس أحمد سالم ربُيّع محافظاً جديداً بشكل رسمي، بعد أن كان قائماً بالأعمال خلال فترة الشغور، ولا يزال في منصبه إلى الآن.

محافظة شبوة النفطية، كانت هي الأخرى مسرحاً للقرارات الرئاسية التي يصفها مراقبون بـ "الارتجالية"، حيث كانت البداية بتعيين العميد عبد الله علي النسي محافظاً لها في مايو 2015. وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية التي حالت دون ممارسته مهامه، إلا أنّ هادي واصل إسناد المهمة له حتى سبتمبر 2016، ليخلفه أحمد حامد لملس، القيادي الذي أصبح لاعباً بارزاً في طابور المسؤولين الداعين إلى الانفصال.

وأقال هادي لملس من منصب محافظ شبوة بعد أكثر من شهر على تعيينه عضواً في المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك في يونيو 2017، ليخلفه علي بن راشد الحارثي.
صمد الحارثي في منصب محافظ شبوة لأكثر من عام، قبل أن تتم إقالته في نوفمبر 2018، ليخلفه محمد صالح بن عديو، الذي لا يزال في موقعه إلى الآن.

محافظة أرخبيل سقطرى، والتي تكمل عقداً كاملاً منذ قرار استقلالها الإداري عن حضرموت، شهدت كذلك تغيير 3 محافظين، لأنها كانت هي الأخرى مسرحاً للأطماع حيث أطاح هادي في البداية بالمحافظ سالم عبد الله السقطري الذي كان موالياً للانفصال، ليخلفه في يونيو 2017 أحمد عبد الله السقطري، الذي فارق الحياة في إبريل 2018 جراء أزمة قلبية. وفي الشهر نفسه من العام ذاته، عيّن هادي رمزي محروس، محافظاً لسقطرى الذي ما يزال صامداً في موقعه إلى الآن.

وفي الإقليم الشرقي ذاته من البلاد، شهدت محافظة حضرموت منذ بداية الحرب، تغيير 3 محافظين، حيث قدّم عادل باحميد، استقالته من منصبه، في يناير 2016، ليخلفه اللواء أحمد سعيد بن بريك، الذي أطيح به هادي في يونيو 2017 ويخلفه اللواء فرج البحسني الموجود في المنصب إلى الآن. ولاحقا انضم بن بريك إلى عضوية "المجلس الانتقالي الجنوبي".

في محافظة تعز، جنوب غربي البلاد، لم يُعمّر المحافظون في مناصبهم طويلاً، حيث ظلّ منصب المحافظ شاغراً في العام الأول من الحرب، إلى أن تمّ تعيين البرلماني علي محمد المعمري، محافظاً في يناير 2016. ومع تدهور الخدمات جراء استمرار المعارك، وعدم انتظام صرف المرتبات، قدّم المعمري استقالته، ليخلفه أمين أحمد محمود في ديسمبر من عام 2017. دخل محمود في معارك جانبية مع الأحزاب والمكونات السياسية وعلى رأسها حزب الإصلاح، حتى تمّت الإطاحة به بعد عام، ليخلفه الوزير السابق، نبيل شمسان، في ديسمبر 2018، وما زال يشغل المنصب إلى الآن.

محافظتا لحج وأبين جنوبي البلاد، شهدتا تعيين 5 محافظين لكل منهما. ففي ذروة المعارك مع الحوثيين، في مارس 2015، ومع غياب أجهزة الدولة، عيّن هادي، أحمد مهدي فضيل، قائماً بأعمال محافظ لحج، والخضر السعيدي قائماً بأعمال محافظ أبين، قبل أن يصدر قراراً رسمياً بتعيينهما كمحافظين في أغسطس من العام ذاته.
وبعد هدوء المعارك واندحار الحوثيين، عيّن هادي، ناصر الخبجي محافظاً للحج في ديسمبر 2015، غير أنه بعد انخراط الأخير في عضوية "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عاد الرئيس اليمني وأطاح به من منصبه في ديسمبر 2017، ليخلفه اللواء أحمد عبد الله التركي الذي لا يزال في منصبه إلى الآن.

وفي أبين، استمر الخضر السعيدي في منصبه حتى مارس 2017، ليخلفه اللواء أبوبكر حسين سالم، الذي لا يزال محتفظاً بالمنصب حتى اللحظة.
محافظة الضالع، شهدت تغيير محافظين فقط، حيث تمّ تعيين فضل حسن الجعدي في يونيو 2015، قبل أن تتم الإطاحة به بعد انضمامه للمجلس الانتقالي الجنوبي في ديسمبر 2017، ليخلفه اللواء علي مقبل صالح، المحتفظ بموقعه إلى الآن.

وعلى الرغم من أنّ المحافظات المحررة كانت هي المسرح الأكبر للقرارات الرئاسية، إلا أنّ المحافظات التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين شهدت أغلبها تعيينات لمحافظين، لكنهم احتفظوا بمواقعهم منذ سنوات، ربما لأنهم يمارسون مهامهم من الرياض أو من عواصم عربية خارج اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى