على أبواب موسم زراعي جديد.. غياب الدعم الحكومي ضاعف من معاناة المزارعين في ردفان

> تقرير/ رائد الغزالي

> تعرض القطاع الزراعي في مديرية ردفان بمحافظة لحج لانتكاسة كبيرة نتيجة لارتفاع أسعار الأسمدة والوقود، وبات الكثير من المزارعين يواجهون صعوبات في مواصلة أنشطتهم الزراعية وضاعف من معاناتهم آثار سيول الأمطار الموسمية التي تسببت بجرف أراضيهم الزراعية، ولم يتمكنوا من إصلاحها مع غياب دور الجهات الحكومية وانحسار الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية للمزارعين.

ومع قرب دخول موسم الأمطار، عبّر عدد من المزارعين عن مخاوفهم من تزايد الأضرار نتيجة تدفق السيول في مديرية ردفان التي تعد إحدى مديريات محافظة لحج وفيها مساحات واسعة من الأراضي السهلية والأودية الزراعية

وقال عدد من المواطنين، الذين يعانون من تضرر أراضيهم الزراعية والطرقات التي يستخدمونها في مديرية ردفان والمديريات الواقعة في نطاقها بمحافظة لحج، في شكواهم إلى الجهات الرسمية عبر "الأيام"، إن لجاناً حكومية من بينها السلطة المحلية بالمديرية قدمت العام الماضي إلى مناطقهم لحصر الأماكن والمساحات الزراعية، لم يلمسوا لها أي أثر أو أية نتائج تسهم في استصلاح أراضيهم الزراعية، خصوصاً الأضرار التي طالت سد سبأ بالمديرية.

وناشدوا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، ممثلة باللواء الركن أحمد عبدالله التركي، مطالبين بالعمل على إيجاد الحلول ورفع الأضرار ومساعدتهم بما أمكن للاستفادة من موسم الأمطار هذا العام.
صحيفة "الأيام"، توجهت بشكاوى المزارعين إلى الجهات المختصة ممثلة بمكتب الزراعة والري بالمديرية، والتقت صالح راجح سلمان، مدير مكتب الزراعة بالمديرية. والذي بدوره أكد وجود صعوبات ومشاكل يعانيها القطاع الزراعي بردفان.

نعمل بدون موازنة تشغيلية
وعن دور مكتب الزراعة في تقديم الدعم للمزارعين، برّر مدير مكتب الزراعة بالمديرية، عجز المكتب بسبب افتقاره لموازنة تشغيلية، وعدم توفر الوسائل المطلوبة للإرشاد الزراعي وقلة الكادر الوظيفي.
وقال سلمان: إن "موظفي مكتب الزراعة منهم من توفي وآخرون ذهبوا للتقاعد بعد انقضاء سنوات خدمتهم، والقوة الوظيفية الموجودة في المكتب من الذين يباشرون عملهم 3 أشخاص فقط، وظروفهم صعبة".

وأضاف سلمان قائلاً: "ناقشنا مع مدير عام المديرية، العميد صالح حسين سعيد، بشأن الصعوبات التي تعترض عملنا، وأكد سعيه لمتابعة قيادة المحافظة ومكتب الزراعة بالمحافظة لتذليل الصعوبات التي يمر بها مكتب الزراعة والري بالمديرية".
وعن دور المنظمات الدولية المشتغلة بدعم الفلاحين والمزارعين بعد غياب دور الحكومة ومكتب وزارة الزراعة، قال سلمان: "إن المنظمات الدولية دعمها للقطاع الزراعي محدود جداً".

تدخل محدود
وأضاف سلمان: "تعمل في المديرية منظمتان فقط، هما منظمة (أدرا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بالتنسيق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن، وتدخلهما خفف نوعاً ما من معاناة الرعية والمزارعين، هذا التدخل يأتي في ظل غياب الدعم الحكومي".
وقال: "إن منظمة (الفاو) تدخلت وقامت بإصلاح أعبار في مناطق (الربوة، وسليك، وعبر بجير، والثمير)، وتدخلت في منطقة (تونة)، فيما تدخلت منظمة (أدرا)، بتقديم الدعم لصغار المزارعين في مناطق محدودة، نثمن جهود المنظمات لكنها ليست كافية".

خسائر وأضرار بالمزارع وسد سبأ
وذكر مدير مكتب الزراعة الأضرار التي لحقت بالمزارع ومجاري السيول في المناطق السهلية والجبلية، سيما مع تدفق سيول أمطار العام الماضي التي خلفت خسائر بالملايين في مزارع المواطنين.

وقال سلمان: "لدينا بلاغات حول الأضرار، وهناك أضرار وقعت في مناطق بالحي الخامس، طالت مزارع مواطنين وفي مناطق (مسك)، و(شعب الديوان)، و(عقيبة)، و(حيد ردفان)، وأضرار كبيرة طالت سد سبأ، وهناك أعبار رئيسية تساعد على تمرير مياه السيول لقنوات فرعية تضررت، وهذه الأضرار في حال تأخر رفعها ستحرم المزارعين بجوار سد سبأ من موسم زراعي جديد، فأغلب الرعية والمزارعين هنا يعتمدون في نشاطهم على الأمطار الموسمية، ولم يحصلوا على المساعدة.

ونوّه سلمان إلى ضرورة تدخل المنظمات الدولية في إصلاح الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي كونها أولوية وإعادة النظر في أولوياتهم بالتنسيق مع مكتب الزراعة بالمديرية، لتخفيف معاناة المزارعين، داعياً الجهات الحكومية ممثلةً بوزارة الزراعة ومكتبها بالمحافظة إلى المساهمة في تذليل الصعوبات.

اجتهادات
وبدوره أرجع مسؤول الري بمكتب الزراعة بمديرية ردفان، ناصر أحمد ناصر، السبب إلى غياب الإمكانيات المالية والمادية، التي قال إنها شكلت عائقاً أمام المكتب لتنفيذ مهامه.
وقال: "كل ما نقوم به عبارة عن محاولات اجتهادية، وهي عبارة عن برامج توعوية في الإرشاد الزراعي لم تنفذ".

وأضاف: "هناك منظمات دولية تأتي لدعم النشاط الزراعي كان من الممكن أن نستفيد منها في إنجاز ما لدينا من مهام على الميدان، فالمديرية تمثل أرضية خصبة للزراعة، ودور المكتب محوري لتنسيق ومتابعة سير النشاط الزراعي والحيواني عبر الحملات الميدانية التوعوية التي يجب أن تقدم للمزارعين ومساعدتهم في التغلب على المشاكل التي تظهر في المحاصيل الزراعية".

وقال: "إن المكتب يفتقد إلى وسيلة نقل في العمل، لا بد أن تتوفر في مجال الإرشاد الزراعي ووقاية النبات، وكذلك توفير وسائل الرش لمكافحة الآفات، ونأمل من كل من يهمه الأمر في المديرية والمحافظة والمنظمات الدولية مساعدتنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى