كمال الجندوبي: جماعات الإسلام السياسي أهم أسباب الأزمة في اليمن

>

انتقد رئيس فريق الخبراء الأممي الخاص باليمن، كمال الجندوبي، جماعات الإسلام السياسي معتبرا أنها أحد أهم أسباب الأزمة في اليمن، الذي تتبناه تلك الجماعات، إذ أن ولاءها للجماعة، يتناقض بالضرورة مع مفهوم الدولة المدنية ويؤسس لـ"كيانات عقائدية".

عزا مسؤول في الأمم المتحدة الفشل السياسي في اليمن الى حركات الاسلام السياسي لافتا إلى أن التنظيمات الدينية توظف حقوق الإنسان فقط للوصول إلى السلطة، إذ أنها لا تؤمن بالإنسان إنما بعقيدة الجماعة، وبالتالي لا تؤمن بالدولة الوطنية لأنها تسعى إلى إقامة دولة إسلامية.

وقال كمال الجندوبي، رئيس فريق الخبراء الخاص باليمن، إنه في كل مرة يزداد إغراق اليمن في صراع تسبب في إحدى أكبر المآسي الإنسانية التي عرفتها البشرية، إلا ونجد الحوثيين المدعومين من إيران، وحزب الإصلاح الذراع اليمنية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في قلب الصراع.

وأضاف الجندوبي في تصريحات لـ"العرب" على هامش مشاركته في ندوة دولية عن الأوضاع في اليمن، نظمتها في باريس الفيدرالية الدولية لمواطني الضفتين (FTCR) ومنظمة "ذي يزن" اليمنية الدولية، أنه اشار في تقارير أممية سابقة إلى مسألة التطهير العرقي الذي يمارسه الحوثيون مثلا أو حزب الإصلاح في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة.

الملف اليمني

وتعكف اللجنة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في اليمن على مراجعة تقريرها الثالث، الذي يرصد تطور أداء السلطة الشرعية اليمنية في مجال مراقبة ورصد انتهاكات حقوق الإنسان. وتحدث كمال الجندوبي عن هذا التقرير لافتا إلى أنه تم تدارك نقائص التقرير الأول والتقرير الثاني. وترصد التقارير الثلاثة أوضاع حقوق الإنسان في اليمن استنادا إلى القانون الدولي في الفترة الممتدة من سنة 2014 إلى اليوم.

ووصف الجندوبي المهمة التي يقوم بها وفريقه بأنها صعبة ومتشعبة فهي تتطلب استراتيجية دقيقة ومنهجية واضحة. وأكد أنه في التقرير الثالث تم توسيع المدة الزمنية من 2014 إلى 2019 وأن فريق الخبراء استكمل ما لم يتم إنجازه في التقرير الأول وتم بذلك توسيع جوانب البحث، مفيدا بأنه في التقرير الأول لم تكن هناك دراسة جيدة لموضوع الألغام الأرضية والذي وقع تناوله بأكثر تفصيل ودقة في التقرير الثاني، كما أنه لم يتم إدراج تحالف الحوثيين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2015 ووصولهم وسيطرتهم على مدينة عدن. علاوة على عدم دراسة الانتهاكات الكبيرة التي وقعت في مدينة مأرب. وكل هذا تم تداركه بأكثر استفاضة وتدقيق في التقرير الثاني عام 2019.

وبشأن إضافات التقرير الثالث، أوضح الجندوبي أنها “ستكون من خلال عملية تحيين دقيقة للانتهاكات السابقة، بالإضافة إلى التركيز على مسألة المجاعة كأداة للحرب، والحالة الكارثية التي يعاني منها اليمنيون اليوم”. لكن رغم الصورة السوداوية، أقر رئيس اللجنة الأممية ببعض التغيرات وقد لاحظ بعد نشر التقريرين الأولين مثلا “التراجع في عدد مراكز الاحتجاز العشوائية والخارجة عن السيطرة، خاصة سيطرة السلطة الشرعية المعترف بها دوليا”. ومراكز الاحتجاز هذه كانت تسجل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان مثل التعذيب والاغتصاب.

وبيّن الجندوبي أنه من نتائج التقريرين السابقين أن وقع إطلاق سراح الكثير من الموقوفين والمحتجزين بصورة اعتباطية وغير شرعية، وكذلك تم تسجيل تطور على مستوى اللجنة الوطنية للمراقبة التي وضعتها السلطة الشرعية وتعزز دورها واستقلاليتها، وقد تطورت إمكانياتها كثيرا مقارنة بالسابق. وأشار إلى أن اليمن اليوم يحتاج إلى آلية وطنية تأخذ على عاتقها عملية المسح والبحث وحفظ الذاكرة والشهادات والأدلة التي سيقع توظيفها من قبل العدالة.

وأضاف الجندوبي “في توصياتنا هناك دائما تأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب. ونوصي بضرورة مساعدة المفوض الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حتى ينجح في مقاربة أوسع لدفع الفرقاء إلى التفاوض والبحث عن حل سياسي وليس عن حل عسكري. لأن الحرب في اليمن هي الكارثة التي تزيد كل يوم في تعميق الجرح اليمني ولن تسمح بانتصار أي طرف من أطراف النزاع. كذلك نوصي دائما بأن لا تهمل عملية التسوية والمفاوضات الجانب الإنساني، وحتى لا تكون على حساب الضحايا والحال أنه لا يمكن بناء أي مصالحة إلا إذا توفرت العدالة الانتقالية الحامية لحقوق الإنسان اليمني”.

ويذهب المتابعون على أن المعضلة الحقيقية التي يعاني منها اليمن والتي تعتبر أحد أبرز عوامل تقويض استقراره هي نفوذ الجماعات الدينية واستمرارهم في انتهاك حقوق الإنسان تحت مرأى المجتمع الدولي. وإلى جانب الحوثيين الذين يستغلون الوازع الديني في الأزمة، هناك عدة أطراف دينية نافذة على غرار حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي ارتكب انتهاكات إنسانية خطيرة.

وعما إذا كان الفريق الأممي قد تنبه إلى خطر هذه الجماعات، أكد الجندوبي أنه لم يغب في كل تقارير اللجنة دور الجماعات المتطرفة وصراعاتها، كما لم يغب البعد الإقليمي باعتبار أن اليمن موجود في منطقة تؤثر فيها العديد من القوى الإقليمية مثل إيران والسعودية.

وأشار إلى أن الدارس للحالة اليمنية يلاحظ بسهولة كثرة وجود الجماعات الدينية التي تلعب دورا خطيرا في تأجيج الصراع وفي انتهاك حقوق الإنسان، بداية من الحوثيين طرف النزاع الرئيسي مرورا بحزب الإصلاح الإخواني ووصولا إلى السلفيين وكذلك تنظيم داعش، ونهاية بتنظيم القاعدة الذي له وجود قوي على الأرض.

وأكد الجندوبي “نحن واعون كثيرا بمسألة التطرف الديني، والجماعات الدينية وصراعاتها في ما بينها وتأجيجها للنزاع والحرب في المشهد اليمني. وقد أشرنا إلى مسألة التطهير العرقي الذي يمارسه الحوثيون مثلا أو حزب الإصلاح في أكثر من مكان وأكثر من مناسبة”.

عن العرب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى