منصّة حوار.. تحية لسالم صالح

> جسّار فاروق مكّاوي

> تابعت برنامج منصّة حوار من قناة الإمارات الفضائية، يوم الجمعة الماضي، في حوار أجراه الإعلامي ياسر فيصل. وقد كانت عدة مواقع محلية قد رصدت توقيت إذاعته. اللقاء إجمالاً كان موفقاً وفي الحقيقة، صادقاً في أوجه، ودبلوماسياً في أوجه أخرى، لاسيما تلك التي لا تنبت ولا تنطق إلا عن شفاه سياسي مخضرم ومناضل مجرّب مثل أ. سالم صالح محمد. وإنني أحترم وجهة نظره ودفاعه عن موقف الحزب الاشتراكي وقيادته فيما ذهبت إليه حول وضع الوحدة وشكل النظام السياسي الذي جعل البعض من قيادات الحزب المجربة والمناضلة تنقسم على بعضها واتخذ البعض فيها مواقف منفصلة، وحددوا فيها اتجاههم نحو الوحدة.

نعم الكل نادى وتغنّى بالوحدة اليمنية ومفاتنها وأحلام الآباء والأجداد، ولكنّك يا أستاذ سالم وهنا لا أعيب عليك قد أفدتنا جميعاً من خلال هذا الحوار بأن علي سالم البيض مهما كانت نواياه فقد قرّر دونما الرجوع إليكم وأنتم كنتم في الأصل متفقون على خلاف شكل النظام السياسي الجديد لبلدين منفصلين، وأنها كانت مجرد عبور من نفق إلى آخر..!، فالقرار كان أحادياً وبشكل انفرادي رضخ فيما يبدو إليه الجميع دونما خيارات أخرى كأمر واقع فرضه البيض كأمين عام لقيادة الحزب الاشتراكي، فلا هو أشرككم في الأمر أو حتى تشاور معكم، ولا هو شدّد على ضرورة خيار استفتاء الشعب في الجنوب، بينما الطرف الآخر علي عبدالله صالح كان يملك بيده مسبقاً مفاتيح العمل وجاهز لها، طبعاً في ظل الوضع المزري التي خلفته أحداث يناير 1986م ونتائجها الكارثية على كامل أرضه وشعبه حتى اللحظة وللأسف الشديد.

فعلاً، كنت صائباً بقولك وحديثك، ولكنني وأسمح لي هنا، أن أؤكد أمراً كما قلت سابقاً، فلك حقك في الرأي والتمسك به، إن قرار الوحدة الاندماجية بشكله، الذي كان، هو أمر وقرار معيب، وتشوبه الكثير من التداعيات المؤسفة التي جعلت من هذا الجنوب أرضاً وشعباً ونظاماً أن يصبح رهينة ويغدو كالمحتجز في سجن صنعاء القديم ومصفّداً بأغلال الاسترقاق السياسي دون أي عروة وثقى. أنت قد شهدت ببعض الأمور ولك جزيل الشكر لما أفدت به هذه الأجيال، وقلت وأشرت بأصبعك إلى مكامن الخلل في إدارة وحلحلة الأمور، خصوصاً وهذه قضية أساسية أن الشعب هو مالك السلطة ومصدرها، على الأقل هذا ما يجب أن نتفق عليه.

وعلى المجلس الانتقالي، والذي يقدم جهوداً في عدة مجالات، أن ينفتح دون تراخٍ على الجميع في الداخل الجنوبي، وأن يولي الشباب دوراً مهماً ولائقاً بهم، وأن يعمل على بناء الثقة التي افتقدناها، ونحن كشباب سنكون إلى جانبه كقوة سياسية نتطلع جميعنا إلى تحقيق طموحاتنا حولها ومن خلالها. الرسالة قد وصلت وهكذا علينا أن نقتطف دلالتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى