مؤتمرات جريفثس.. استثناء الكل المؤثر والتمسك بالظل

> د. هشام محسن السقاف

> مؤتمر السيد جريفثس بشأن اليمن قبل يومين، والذي ينظمه مكتبه في عمّان بالأردن يضاف إلى مؤتمرين سابقين في لندن وعمان نفسها مردوداتها على البلد المأزوم: "كأنك يا بو زيد ما غزيت". لكن السيد ومكتبه نظما لقاءً أو مؤتمراً أخيراً بلا أجندة واضحة ولا مشاركة حقيقية للقوى الفاعلة على الأرض أبرزها جنوبياً المجلس الانتقالي والقوى الحية الأخرى والشخصيات الوطنية والتاريخية المعروفة. فما المرجو من هكذا لقاء؟!

نقدر جهود المبعوث الأممي ومكتبه النشط في عمان، والذي يشبهه البعض بخلية نحل؛ ولا نريد له أن يتحول إلى عش (دبابير) بجعله تمثيل الجنوب أفراداً وزنهم الحقيقي على الأرض لا يتجاوز عتبة باب كل واحد منهم. فالدعوة الموجهة قد استثنت الكل المؤثر وجاءت بالظل، فهل الغرض الفرجة وزيارة البلد الشقيق وإلقاء نظرة سياحية على (البتراء) و(البحر الميت)؟!. أم هي مساهمة حقيقية يريدها السيد جريفثس لتحريك المياه الأسنة ووضع حد لمعاناة اليمنيين من هذه الحرب والخروج منها خروجاً حسناً ليعم سلام طال انتظاره؟.

إذاً؛ كان على المبعوث الأممي أن يتوجه إلى التمثيل الحقيقي القائم على وقائع الوجود على الأرض، كما هو يفعل وتفعل الأمم المتحدة دائما تجاه الحوثيين.

إن خير ما نساعد به أنفسنا في الجنوب الانفتاح على بعضنا البعض، والبدء بحوار جنوبي جنوبي يقوم على القواسم المشتركة؛ تلك القواسم التي تلبي رغبة عامة في استعادة الدولة المسلوبة على أسس الديمقراطية وبالطرق السلمية وتحديد خطوات التفاوض مع إخوتنا في الشمال بما يضمن ذلك، وبما لا يضر بخيارات الشمال أيضا. وعلى الآخرين؛ تحالف عربي بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية، أو الدول العشر أو الأربع أن يكونوا عوناً لنا في ذلك كما نحن عون لهم في هذه الحرب، وأن القضية الجنوبية هي رمانة الميزان في أي ترتيبات قادمة.

وعلى السيد جريفثس أن يرتب أرضية التفاوض أو المشاورات الجارية على طريق التفاوض النهائي بالنظر إلى القوى الحقيقية على الأرض القادرة على ضمان المساعي نحو سلام دائم في اليمن.

وهناك حقيقة يجب أن نفهمها جيداً في الجنوب؛ سواءً كنا في المجلس الانتقالي أو القوى الجنوبية الأخرى، أن سياسة الأمر الواقع على الأرض تعني فرض مشروع الدولة بملامح المدنية والقانون والإدارة العصرية في ظل أمن واستقرار وليس تحت هيمنة تشكيلات عسكرية ومليشيات وأسلحة وجماعات منفلتة وبسط على الأملاك الخاصة والعامة التابعة للدولة، وهو ما سيعرقل من أي ثقة نصبو إليها في اتجاه تحديد معطياتنا لاستعادة الدولة وسيجعلنا في نظر القوى الدولية المؤثرة في اليمن أطرافاً مشكوك في مقدرتهم وحتى نزاهتهم في إدارة الوضع القادم.

علينا العمل في اتجاهين تطبيع وضعنا في الجنوب المحرر بما يكسبنا شرعية المواطنين والسير بخطى التمثيل للجنوب بجهد جماعي مدروس لا يستثني أحداً وبإستراتيجية واضحة المعالم أساسها الدولة الفيدرالية الديمقراطية التي تحفظ للكل مكانته وكرامته وعزته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى